تبنى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أمس محاولة الاغتيال التي تعرض لها مساعد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف الخميس الماضي.
وقال بيان للتنظيم وزع أمس عبر موقع «صدى الملاحم» الالكتروني التابع له ان منفذ العملية هو «عبدالله حسن عسيري المسجل على قائمة المطلوبين الـ 85 في السعودية».
وأشار البيان الى ان العسيري سافر جوا إلى جدة من نجران قرب الحدود اليمنية بعدما دخل من اليمن ليفجر نفسه في وزارة الداخلية.
وجاء في البيان ان عسيري تمكن من الدخول الى القصر وبين حراسه وفجر العبوة التي لا ولن يعلم كنهها ولا طريقة تفجيرها».
كما أكد البيان أن التنظيم تمكن من كشف «شبكة من الجواسيس والعملاء تابعه لهذا المجرم لا تعلم عنها حكومة اليمن» مشيرا إلى أنه سيتم الكشف عن «تفاصيل مثيرة» لاحقا.
وذكرت قناة العربية التلفزيونية الفضائية ان عسيري سعودي يبلغ من العمر 32 عاما وان شقيقه ابراهيم على قائمة المطلوبين ايضا.
وكان وزير الخارجية اليمني أبو بكر عبدالله القربى قال أمس الأول «إن الانتحاري كان موجودا في اليمن». وأشار القربى إلى أن الانتحاري كان يعيش في مأرب شرق العاصمة اليمنية وانه ينتمي للقاعدة وانه ذهب للسعودية بحجة أنه يريد تسليم نفسه للسلطات السعودية لتشجيع العديد من زملائه على الاقتداء به والتخلي عن القاعدة.
يشار الى ان فرعي القاعدة في السعودية واليمن اندمجا في فبراير الماضي ليكونا تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب وأعادت القاعدة تنظيم صفوفها في اليمن بعد حملة قوية لمكافحة الارهاب قادها الأمير محمد والتي أثرت بشدة على المتشددين في السعودية. وكان العسيري التحق بعناصر التنظيم في اليمن حسب مصادر رسمية ضمن خلية هدفها الاغتيالات واستهداف المنشآت النفطية في السعودية.
وفي تفاصيل محاولة الاغتيال، نقل موقع «العربية.نت» عن مصادر مطلعة ان الانتحاري قام بزرع المتفجرات في منطقة حساسة من جسده وهو ما أتاح له اجتياز عمليات التفتيش الروتينية.
فيما أكد خبراء متفجرات أن العبوة الناسفة يمكن زرعها في مناطق حساسة بالجسم وفقا لاشتراطات خاصة. وسار سيناريو اللحظات الفاصلة التي سبقت التفجير على نحو درامي، حيث اتصل الإرهابي المطلوب بوزارة الداخلية وطلب أن يعلن توبته بين يدي الأمير. وفي مساء الخميس الماضي، تقدم الإرهابي إلى قصر الأمير بجدة، وخضع لعمليات التفتيش الروتينية التي لم تكتشف المتفجرات.
وتم إبلاغ الأمير بوصول المذكور، فانتقل إلى الغرفة الملحقة بمكتبه داخل القصر، ومساحتها لا تتجاوز ستة أمتار في سبعة أمتار، واستعد لاستقبال الإرهابي الذي سيعلن توبته.
تقدم الإرهابي إلى داخل الغرفة وتحرك الأمير صوب الباب لاستقباله، وبادره بحفاوة بالغة، ثم دعاه للجلوس على كنبة، وتحرك إلى يمينه على كنبة أخرى لا تبعد عن الإرهابي إلا مسافة تتراوح بين متر ونصف المتر ومترين.
وفي هذه اللحظة انشغل الأمير بمكالمة على هاتف جوال، ثم انفجرت العبوة لتمزق جسد الإرهابي إلى أشلاء صغيرة ولم يصب الأمير إلا بجرحين صغيرين في يده وأسفل عينيه.
ولم يستغرق مكوثه بالمستشفى سوى ساعات قليلة. خبير متفجرات يتابع التحقيقات في الحادث قال لـ «العربية.نت» إن نجاة الأمير جاءت بمثابة «معجزة»، نظرا لقربه الشديد من العبوة لحظة انفجارها، مشيرا إلى أن العبوة كانت مصممة لتنفجر في اتجاه عمودي.
أما شهود العيان فقالوا إن آثار دماء الإرهابي والانفجار تبدو واضحة في كل أركان الغرفة باستثناء الموقع الذي كان يجلس به الأمير محمد بن نايف.
الأثاث الذي كان موجودا بالغرفة لحظة الهجوم رفع بالكامل ويخضع لتحقيقات أجهزة الأدلة الجنائية وإلى ذلك، قالت مصادر إن عناصر القاعدة دشنت بمحاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف على هذا النحو غير المسبوق، استخدام أساليب جديدة في زراعة المتفجرات داخل الإرهابيين.