بدأ مجلس الشورى الايراني صباح أمس مناقشاته حول تشكيلة الحكومة التي اقترحها الرئيس محمود احمدي نجاد وتضم 21 وزيرا بينهم ثلاث نساء، وسيعلن قراره بعد غد بعد ثلاثة ايام من المداولات. وبدأت الجلسة مطولة للرئيس احمدي نجاد دافع فيه عن خياراته، حيث قال في مستهلها «اعلن ان الحكومة اكثر تصميما من ذي قبل لتكون حاضرة في الساحة من اجل خدمة الناس وستستخدم كل طاقاتها لتطبيق العدالة والذود عن الكرامة الوطنية والتقدم ومواجهة قوى الاستكبار».
وتابع «لقد سمعتم برنامجي خلال الحملة وآمل ان يساعدني مجلس الشورى في تنفيذه»، واوضح الرئيس الايراني «ان الحكومة تريد الحد من تبعية البلاد للعائدات النفطية»، واستطرد «سنواصل الدفاع عن مصالح الايرانيين بانتهاج سياسة خارجية ناشطة تقوم على التعاون والتفاعل البناء مع كافة الدول باستثناء النظام الصهيوني»، ودافع الرئيس احمدي نجاد ايضا عن تعيين نساء داخل الحكومة وقال في هذه الصدد «انها المرة الاولى منذ الثورة التي توجد فيها نساء في الحكومة، انه حدث عظيم، فلبناء مجتمع مثالي علينا ان نستجيب لتطلعات المجتمع العادلة».
واعاد نجاد ترشيح وزير الخارجية الحالي منوچهر متكي لابقائه في منصبه فيما رشح وزير الدفاع السابق العميد محمد نجار لتولي وزارة الداخلية في الوقت الذي أثار ترشيحه السيد وحيدي لشغل حقيبة الدفاع ردود فعل من قبل الجانب الارجنتيني الذي قال ان الاخير مطلوب من قبل الشرطة الدولية (انتربول) لضلوعه في تفجير الجمعية اليهودية في العاصمة بيونس آيرس عام 1994.
في المقابل، قال أعضاء بالبرلمان إنهم سيرفضون على الأرجح عدة مرشحين وزاريين لقلة خبرتهم، ووصف النائب علي مطهري الحكومة بأنها «حكومة ضعيفة نرى أن بعض الوزراء المقترحين ليست لديهم أي خبرة بالوزارات التي وضعوا على رأسها»، وخص بالذكر المرشحين لوزارات النفط والطاقة والداخلية. من جهته، قال محمد شريعتي مستشار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي إن موافقة البرلمان على تشكيل الحكومة الجديدة «مهمة صعبة» بالنسبة للرئيس أحمدي نجاد، خاصة مع تشكيك المحافظين في البرلمان (مجلس الشورى الإسلامي) في شرعية وكفاءة الوزراء الجدد. ورأى شريعتي - في تصريح لراديو «بي بي سي» البريطاني امس - أن مسألة تعيين ثلاث سيدات في الحكومة الجديدة قد أثارت حالة من الاستياء الشعبي، وخاصة الإصلاحيين، مشيرا إلى أنه نوع من إرضاء بعض السيدات الفاعلات في المجتمع الإيراني.
وأشار إلى افتقار بعض الوزراء المرشحين لعنصر الكفاءة، مستدلا بقول نجاد «أنه يمكن أن يكون هناك كفاءات أقوى من العناصر المقدمة للمجلس»، مشيرا الى أن ذلك يأتي على حساب عنصر الولاء. وتوقع أن مجلس الشورى الإسلامي لن يقبل بتشكيلة الوزراء الثمانية المقدمة، بل سيكتفي بأربعة أو خمسة فقط.