بيروت ـ محمد حرفوش
يعتقد مصدر بارز في 14 آذار النيابية ان تشكيل الحكومة متأخر الى وقت غير محدد، في ظل العراقيل الاقليمية والمحلية، متخوفا ان تتكرر تجربة الرئيس الراحل رشيد كرامي قسرا، وان الفراغ الحكومي الذي امتد في سبعينيات القرن الماضي 7 اشهر قد يمتد اليوم 7 اشهر مماثلة، على إيقاع تطورات مرتقبة خطيرة من العقوبات على ايران الى المبادرة الاميركية للسلام، اضافة الى مفاعيل القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وبحسب المصدر، فإن السعودية كان كل همها الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية، في محاولة لتحييد هذا البلد، بقدر المستطاع، عن الانعكاسات المحتملة لتطور الاحداث في المنطقة.
لافتا الى ان ما يقلق ايران في هذه المرحلة هو مبادرة الرئيس الاميركي باراك اوباما السلمية، لان الهدف من ورائها هو تطويقها بمحور عربي اكثر من الوصول الى حلول نهائية في مسألة حل الدولتين، ومن هنا يمكن فهم التصعيد المتجدد والخطير في العراق، وتطويق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بواقع أمني وتحالف شيعي لفرض امر واقع، وعلى الأميركيين فتح ابواب الحوار مع ايران بدلا من سياسة العقوبات والحرب المحتملة.
وأبلغ المصدر «الأنباء» بان سورية قد تراجعت عما تم التوافق عليه بينها وبين السعودية لجهة تسهيل تشكيل الحكومة.
وقال: قبل 7 يونيو الماضي كان هناك تعهد سوري معطى الى المملكة من ناحية والى الولايات المتحدة والغرب من ناحية ثانية بـ «عدم تعطيل الانتخابات النيابية» لكن مع الوقت تبين ان هذا التعهد كان يستند الى رهان بأن حلفاء سورية في فريق 8 آذار سيحققون فوزا مريحا بالغالبية النيابية، اي ان هذا التعهد كان أشبه بمحاولة لـ «بيع» السعودية والغرب «من كيسهما» يعطيهما عدم التعطيل في مقابل التأكد من الفوز.
وكشف المصدر ان الاتصالات السعودية والاميركية والغربية مع سورية لم تكن بهدف تمكين دمشق من استعادة دورها في لبنان او استرداد نفوذها السابق، بل كانت بهدف «امتحان» امكان عودة سورية الى الشرعيتين العربية والدولية، خصوصا ان الاتصالات الاميركية ـ السورية وآخرها الوفد الاميركي الذي زار دمشق مؤخرا وضعت امام القيادة السورية ـ على ما يبدو ـ شروطا متجددة ازاء استحقاقين اقليميين قريبين: الأول استحقاق إطلاق الولايات المتحدة لمبادرتها السلمية، والثاني استحقاق الحوار والتسوية مع ايران او العقوبات عليها، وكلا الاستحقاقين في سبتمبر ما يؤخر الاستحقاق الحكومي حتى تنجلي الصورة النهائية في المنطقة.