بيروت ـ اتحاد درويش
دعا رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص الى الاسراع في تشكيل الحكومة التي طال امد تأليفها لان غياب الحكومة مدة طويلة من شأنه ان يؤدي الى تأزم الحال السياسية عموما، لافتا الى ان اسباب التأخير غير معروف بدقة لان الرئيس المكلف سعد الحريري لم يصرح بشيء في هذا الصدد، وقال لقد استمعنا الى خطاب الرئيس المكلف منذ أيام في افطار رمضاني ولم يقل شيئا عن الموضوع خلافا لرؤساء سابقين عندما كانوا في حالة تكليف يصارحون الرأي العام ويواجهونه اذا كانت هناك اية عقبات، مشيرا الى ان السيد سعد الحريري لسبب او لآخر لم يتحدث في هذا الشأن بصراحة وله اسبابه التي لا احد يعرفها.
وشدد الرئيس الحص في حديث الى «الأنباء» على انه من الطبيعي ان يصارح الرئيس المكلف بتأليف الحكومة اللبنانيين لناحية ما يواجهه من صعوبات وعقبات لكي يرتاح هو نفسه، ورأى ان اناسا كثيرين ينتظرون تأليف الحكومة كي تحل مشاكلهم سيما وان مشاكل كثيرة تحتدم في البلاد والناس تنتظر الحكومة لحل هذه المشاكل وغياب الحكومة مدة طويلة يعرض الاوضاع العامة للتأزم، ولفت الى ان التأخير في التأليف في حكومات سابقة كان هو القاعدة لكن هذه المرة تجاوز هذا التأخير كل الحدود المألوفة بعد مضي فترة الشهرين.
وعن تقييمه لاداء الرئيس المكلف طوال مدة الشهرين المنصرمين قال: انه لم يكن موفقا، لان عملية التأليف كان يجب ان تنتهي قبل الآن بزمن كون التأخر بهذا القدر لا يصب في المصلحة العامة.
وعما اذا كان يرى ان ثمة مطالب تعجيزية يطرحها البعض قال: ليست هناك ضغوط داخلية ذات حجم وتبلغ هذا المبلغ من التعقيد، لافتا الى انه قد تكون هناك تدخلات خارجية بدليل ان الرئيس المكلف توجه في المرحلة الاخيرة الى المملكة العربية السعودية وقطع مشاوراته ربما لفك هذه العقد الخارجية.
شروط العماد عون
وعن الشروط التي يطرحها النائب ميشال عون وما اذا كانت هي العقدة في التأليف اشار الرئيس الحص الى ان النائب عون قد يكون مسببا لاحدى العقد لكنه ليس كل المشكلة، ولو كان هو كل المشكلة كان على الرئيس المكلف ان يتجاوزه، مؤكدا ان توزيع الحقائب من الاسباب التي تؤخر تأليف الحكومة لانها مصدر تنازع بين الاطراف الداخلية.
وحول موقف رئيس الجمهورية ودعوته الاطراف المعنية الى تقديم التنازلات لتسهيل ولادة الحكومة قال ان رئيس الجمهورية مطلع على حقيقة الوضع وعندما تحدث عن هذا الموضوع كان يعرف ان كل الاطراف مسؤولة وليس المسؤول فريقا واحدا او طرفا واحدا بل كل الاطراف مسؤولة ويتنازعون الحقائب، واعتبر ان باستطاعة رئيس الجمهورية في حال تأخرت ولادة الحكومة اكثر من ذلك، ان يستدعي الرئيس المكلف لاجتماع استثنائي ويبحث معه في موضوع تشكيل الحكومة ويتدخل لحل العقد وان لديه مهمة في ذلك.
ورأى انه في حال بقي التأزم في موضوع تشكيل الحكومة على ما هو عليه ان يطلب الرئيس ميشال سليمان من الرئيس المكلف ان يعرض عليه الحقائب ويتدخل هو في حلها او يعلن طلبه من الرئيس المكلف ان يتنحى، وقال انا من الذين يتمنون ألا يتنحى الرئيس الحريري وان يوفق في تشكيل الحكومة لان رهان البلد عليه.
وردا على سؤال قال الرئيس الحص: لا يوجد رئيس لا يستطيع ان يقفز فوق العوامل الخارجية واذا كانت هناك عوامل خارجية تعرقل التأليف فليتجاوزها، لافتا الى ان اي تدخلات خارجية هي على الرغم من الرئيس المكلف وليس بإرادته، نافيا اي تواطؤ من الرئيس سعد الحريري بهذا الموضوع.
وعما اذا كان يعتقد ان الانفراج الحكومي ينتظر عودة الاتصالات السورية ـ السعودية اعتبر ان يوم البدء بعملية تأليف الحكومة كانت هناك اجواء وفاق سعودي ـ سوري لكن مع الوقت لم يكتمل بين الطرفين، مشيرا الى ان ذلك قد يكون من أسباب التعطيل في تأليف الحكومة، مستغربا ربط البعض موضوع المحكمة الدولية بتأليف الحكومة.
أما عن دعوة البطريرك الماروني نصرالله صفير الى تشكيل حكومة من الأكثرية، وقال الرئيس الحص: من السهل ان يقول اي منا فلتشكل الاكثرية الحكومة ولتكن هناك معارضة، وانا كنت من اصحاب هذه الدعوة وكنت أعارض فكرة حكومة الوحدة الوطنية التي تشكل عادة في الحالات الاستثنائية جدا، وأفهم انها تشكلت في الحكومة السابقة لظرف استثنائي، ومن الطبيعي ان تكون الاكثرية هي التي تحكم والأقلية تعارض، وإلا ما كانت هناك ديموقراطية حقيقية، ونحن نغامر بديموقراطيتنا عندما نلجأ الى فكرة الحكومة الائتلافية التي تكون عادة في الظروف الاستثنائية، وفي كل العالم لا توجد حكومة وحدة وطنية في الحالات العادية.
وتمنى الرئيس الحص بعد هذه الفترة من الشلل في تأليف الحكومة ان يوفق الرئيس المكلف في تأليف حكومة ائتلافية تحتاجها البلاد، مشيرا في حال طال الأمد وتعذر هذا التأليف الى ان يكون البديل حكومة من الاكثرية والاقلية تعارض، واكد انه لم يعد هناك اكثرية وأقلية وقد اختلط الحابل بالنابل، لافتا الى انه لا يمكن ان نتحدث عن معارضة تعطى 10 مقاعد، مشيرا الى توازن بين المعارضة والموالاة وبالتالي يصعب الحديث عن المعارضة واعتماد صيغة 15 ـ 10 ـ 5.
ولم يستبعد الرئيس الحص في ظل الوضع السياسي المضطرب نتيجة التعثر في تأليف الحكومة اللجوء الى تسويات ما على غرار ما تم في الدوحة، وأبدى عدم خشيته على الوضع الأمني مهما احتدم الموقف السياسي بين اللبنانيين الذين هم على نضج في هذه الناحية.
وعما اذا كان يرى ان هناك محاولات ترمي الى المس باتفاق الطائف رأى ان الحديث عن تعديل الطائف سابق لأوانه، داعيا الى تنفيذ الطائف في جوهره ثم الحديث عن تعديل اذا كان يجب تعديله.
قوة جنبلاط
أما عن المواقف التي اتخذها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في الآونة الأخيرة، فقال الرئيس الحص ان النائب جنبلاط برهن انه يستطيع ان يستدير في الموقف ويكون الرأي العام الذي يعتمد عليه معه في ذلك، معتبرا ان قوة جنبلاط انه ربما الزعيم الوحيد الذي يستطيع ان ينفذ مثل هذه الاستدارات في الموقف ويبقى شعبه معه.
وعن أسباب هذا التحول في الموقف الجنبلاطي قال ان النائب جنبلاط قد يكون اشتم تحولا في الموقف الاقليمي ـ الدولي يصب في مصلحة المعارضة، ولربما كان مخطئا في ذلك الى حد ما، واذا كان هناك مثل هذا التحول، ويظهر انه لم يكتمل بين السعودية وسورية، و هذا الاتفاق بين البلدين على احسن ما يرام فلا شك ان لبنان سيتأثر مباشرة، لكن هذا التحول لم يتحقق بعد.