توقف مراقبون عند تمثيل تيمور وليد جنبلاط نجل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والده في الاحتفال المركزي الذي اقامته حركة امل اول من امس في الضاحية الجنوبية في الذكرى السنوية الـ 31 لتغيب الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين، وذلك تزامنا مع حضور النائب وليد جنبلاط اجتماع الاكثرية الموسع الذي عقد في قريطم بحضور مفاجئة للنائب ميشال المر وغياب متوقع للرئيس نجيب ميقاتي والنائب احمد كرامي.
كما توقف المراقبون عند حضور تيمور جنبلاط للمرة الثانية في الضاحية الجنوبية خلال شهر واحد وما اذا كان النائب وليد جنبلاط ينفتح على الطائفة الشيعية من خلال بكره تيمور صهر الطائفة الشيعية.
هذا وتساءل المراقبون ما اذا كان وجود جنبلاط في قريطم وتيمور في الضاحية دليلا على قرار لدى الاشتراكي يؤكد حضوره على مسافة واحدة من الجميع، ما يعني فعليا فشل اجتماع 14 آذار او الاكثرية كما سماه نواب اللقاء الديموقراطي.
في المقابل ترى جهات مواكبة ان لقاء الأكثرية النيابية في قريطم حقق هدفه في التأكيد على أمرين: الأول ان الأكثرية واقع قائم وتجاوزت مشكلة وليد جنبلاط واستعادت تماسكها وتوازنها، والأمر الثاني هو التأكيد على مرجعية وزعامة الرئيس سعد الحريري وتقديم الدعم له في معركة الحكومة.
أبرز الملاحظات في الشكل:
- 1 ـ حضور النائب وليد جنبلاط، وتقصد ان يقوم أحد نواب كتلته الوزير وائل أبوفاعور بتلاوة البيان الختامي، ما يثبت أن جنبلاط سوى مشكلته مع قوى 14 آذار ومازال جزءا منها ومنتميا اليها على طريقته.
- 2 ـ حضور النائب ميشال المر وفي الصف الأمامي متصدرا الى جانب الرئيس سعد الحريري، يعني انه أعلن انتماءه رسميا الى الأكثرية وخروجه من الموقع «الوسطي».
- 3 ـ غياب الرئيس نجيب ميقاتي والنائب أحمد كرامي، مع ان ميقاتي حرص على عدم اعطاء غيابه أي تفسير له صلة بعلاقته مع الحريري عندما أعاد التأكيد قبل الاجتماع على دعمه للرئيس المكلف في مهمته، فإن غيابه مع كرامي عن الاجتماع يضعهما خارج الأكثرية النيابية لتستقر على الرقم 69، أما عن مضمون الاجتماع ومردوده، فقد تبين ان الهدف الأساسي له، اضافة الى تظهير فريق الأكثرية ووحدته، هو دعم الرئيس المكلف سعد الحريري في مهمة تشكيل الحكومة وفي مواجهة الضغوط السياسية التي يتعرض لها، لذلك اقتصر جدول أعمال الاجتماع على بند أساسي وربما وحيد هو موضوع الحكومة.
وفي معلومات عن مداولات الاجتماع:
- ـ تحدث الرئيس سعد الحريري عن افطار سيقيمه غدا للمرجعيات الاسلامية في دارة الرئيس رفيق الحريري في قريطم، وكان شديد الحرص على التوضيح، خصوصا للحلفاء المسيحيين، «ان هذا اللقاء لا يشكل في أي حال بداية حلف ثلاثي او رباعي او خماسي. ان الاحتقان في الشارع الاسلامي كبير ولابد من خطوات لتبريد الاجواء وتعزيز المصالحات والتقريب بين الناس، وفي هذا الاطار دعونا كل المرجعيات الاسلامية من شيعة ودروز وعلويين وسنة الى افطار»، (هذا وعلم أن قيادة حزب الله كلفت وفدا حزبيا ونيابيا برئاسة الحاج حسين خليل بأن يمثلها في الإفطار، على أن يشارك فيه أيضا وفد يمثل الرئيس بري بالإضافة إلى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان).
- ـ لوحظ ان لقاء الأكثرية خلا من أي عتاب، كأن ثمة حرصا من هذه القوى على تجاوز الأحداث التي مرت، وأبرزها خروج النائب وليد جنبلاط وكتلته وحزب الكتائب من فريق 14 آذار، والأجواء الإيجابية انعكست أيضا على العلاقة بين نواب كتلتي اللقاء الديموقراطي والقوات اللبنانية، «بحيث ظل كل من النواب ستريدا جعجع وجورج عدوان وغازي العريضي ومروان حمادة يتحدثون طيلة الوقت دون وجود أي مشكلة فيما بينهم».
- ـ لوحظ أن مسودة البيان الصادر عن الاجتماع كانت معدة مسبقا، وحصل تعديل على ما كان مقترحا في موضوع المحكمة الدولية، وتولت لجنة صياغة البيان الختامي الذي جاء متوازنا وحمل مضمونه ما أراده الحريري. وعلم أن النائب وليد جنبلاط فرض على المجتمعين الصيغة المقتضبة التي وردت في البيان بأن الأكثرية النيابية تتمنى «عدم زج المحكمة الدولية في السجال السياسي الداخلي».
- وكانت المسودة تتضمن نصا مختلفا فيما طرح بعض المشاركين أن يتم ذكر القرارات الدولية مثل 1701 و1595، ورد جنبلاط بان هذه القرارات الدولية هي «التي خربت بيتنا».
- ـ الحريري لم يتناول مضمون اجتماعه مع العماد عون خلال الاجتماع الموسع لنواب الأكثرية، لكن الحريري أكد لبعض النواب الذين استفسروا منه عن اجتماعه وعون «أننا الآن في طور تشكيل الحكومة (بالحقائب والأسماء) ونتجه للاتفاق عليها كأكثرية وحركة «أمل» وحزب الله، وهي شبه منتهية بنسبة 90%، وتبقى معالجة مطالب العماد عون.