وضعت الوتيرة المتصاعدة للأزمة بين سورية والعراق موضع شك التفاؤل الذي عبر عنه الوسيط التركي بـ «تسوية أخوية» للخلاف المتفاقم بين البلدين منذ اتهام بغداد لدمشق بالتورط في تفجيرات الأربعاء الأسود ببغداد.
ورغم وصف الرئيس السوري بشار الأسد هذه الاتهامات بـ «اللااخلاقية» وتأكيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن 90% من المسلحين يتسللون من سورية، أعرب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن تفاؤله بتسوية الخلافات «أخويا».
وكشف في حديث لصحيفة «الحياة» اللندنية عن انه قدّم «بعض الاقتراحات الأخوية» لتنقية الأجواء بين دمشق وبغداد وانه «متفائل جدا بحل المسألة من دون تصعيد».
وأوضح أن لقاءه مع الأسد كان «ممتازا، والمشاورات السورية ـ التركية كالعادة تتسم بالصراحة والشفافية والتعاون»، وزاد: إن سورية والعراق بالنسبة إلى أنقرة هما «حلفاؤها الإستراتيجيون وأشقاؤها وجيرانها، إنها مسألة ضمن العائلة. ونريد حل هذه المسألة بفتح المشاورات من دون تصعيد».
وخلافا لأوغلو، أعرب ياسين مجيد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن اعتقاده بفشل الوساطة التركية «لأن المسؤولين السوريين سيعيدون نفس المقولات التي رددوها أثناء لقائهم مع المسؤولين العراقيين» بحسب مجيد.
وأكد مجيد ـ في تصريحات لراديو «سوا» الأميركي أمس إصرار العراق على الاستمرار في مساعيه لتشكيل محكمة دولية لمعاقبة المسؤولين عن تفجيرات الأربعاء التي أوقعت المئات بين قتيل وجريح.
وجدد مجيد مطالبة سورية بتسليم يونس الأحمد وسطام فرحان، إضافة إلى طرد المنظمات الإرهابية والتفكيرية وخاصة جماعة أنصار السنة التي يقودها نائب حارث الضاري، والتي لديها مقر في سورية.
من جهة اخرى، اعتبر طه اللهيبي النائب في مجلس النواب العراقي عن جبهة التوافق، أن التفجيرات الأخيرة تعد ضربة سياسية في حق المالكي، كما تعد تلك الاتهامات وسيلة لمنع المهجرين العراقيين المتواجدين في سورية من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة، لاسيما وأن أغلبيتهم من السنة.
وأضاف اللهيبي في تصريح لقناة العربية أمس أن الحكومة العراقية تحاول الضغط على سورية لإجبارها على عدم العودة للصف العربي مرة أخرى، لاسيما بعد التقارب المشهود في الفترة الأخيرة.
الى ذلك ساهمت تفجيرات بغداد الدامية في جعل شهر أغسطس الأشد دموية في العراق منذ اكثر من عام مع تسجيل 456 قتيلا خلاله حسبما أكدت حصيلة أعلنتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة العراقية.
واكدت هذه الارقام مقتل 456 شخصا بينهم 393 مدنيا و48 شرطيا و15 عسكريا خلال شهر اغسطس الماضي. كما أصيب 1741 آخرون بجروح.