قتل ما لا يقل عن 22 شخصا بينهم 4 مسؤولين ابرزهم نائب رئيس المخابرات الأمنية واصيب اكثر من 18 شخصا في تفجير نفذه انتحاري امس شرق افغانستان. وفجر المهاجم الانتحاري سيارة ملغومة أثناء تشييع جنازة بشرق أفغانستان وقال مصدر من الشرطة الأفغانية إن مسؤولين كبارا بين القتلى والجرحى. وقال متحدث باسم حاكم اقليم لغمان حيث وقع الهجوم إن الانفجار أسفر عن سقوط ضحايا ولكن لم يمكنه تأكيد ما إذا كان من بينهم مسؤولون. وقال مصدر الشرطة الذي رفض نشر اسمه إن الانفجار أسفر عن مقتل نائب رئيس المخابرات الأمنية الافغاني عبدالله لقماني الذي كان يشارك في تشييع الجنازة في العاصمة الإقليمية مهترلام.
وأضاف أن لطف الله مشعل حاكم إقليم لغمان أصيب أيضا في الانفجار، ورأى شاهد من رويترز في العاصمة الإقليمية شاحنة تقل جرحى تغطيهم الدماء.
وذكرت قناة الجزيرة الاخبارية ان حركة طالبان تبنت الهجوم.
من جهة اخرى، قال مسؤولون عسكريون أميركيون رفيعو المستوى إن حركة طالبان باتت عدوا قويا في أفغانستان لأنها تقوم بتحسين تكتيكاتها والعثور على الثغرات في اللعبة العسكرية الأميركية معربين عن ذهولهم من الانطلاقة الجديدة للحركة.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن المسؤولين العسكريين قولهم أن عدم قدرة واشنطن على رفع عدد جنودها في أفغانستان لحماية المدنيين أثار امتعاضا من الوجود الغربي فيها ومن الحكومة الأفغانية المتعاونة معها. ولفتت الصحيفة إلى أنه في ظل قرارات أوباما المهمة بشأن استراتيجية الحرب على أفغانستان وتراجع الدعم الشعبي الأميركي لهذه الحرب يعمل مسؤولو الإدارة والدفاع على دراسة أسباب ظهور طالبان ولو في الوقت الحاضر على الأقل كأنها المنتصرة.
وأشارت إلى أن إدارة أوباما تتوقع أن تظهر نتائج التغييرات التي أجرتها في استراتيجية الحرب ومن ضمنها تغيير القيادة العسكرية على الأرض وذلك خلال سنة أو 18 شهرا. إلا أن المسؤولين الأميركيين وحلفاءهم يشعرون وكأنهم في سباق مع الوقت كون طالبان تتعلم من أخطائها وأخطاء القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» وذلك بعد مرور 8 أعوام على بدء الصراع. وقال أحد الجنرالات العسكريين الذين خدموا في أفغانستان إن الهجمات الطالبانية ازدادت بشكل ملحوظ هذه السنة حتى أن بعض القادة العسكريين توقعوا أن يكون عناصر طالبان يتلقون دعما مباشرا من مقاتلين محترفين من الدول العربية ووسط آسيا. ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤولين عسكريين ثقتهم بالاستراتيجية التي تطورها الولايات المتحدة إلا أنهم يفكرون إذا كان الوقت سيكون كافيا أمامها لتطبيقها أم لا.
وقال أحد المسؤولين الرفيعي المستوى في أفغانستان إنه يعتقد أن اللعبة لن يكون فيها رابح أو خاسر أي انه بالنسبة لطالبان «فإن الربح بالنسبة لهم سيكون صافيا فهم يشعرون مع مرور الوقت إنهم سيتمكنون من القضاء على جهود المجتمع الدولي لإحلال الاستقرار في افغانستان» مضيفا «إنها بالفعل لعبة إرادة بالنسبة لهم».