بيروت ـ عمر حبنجر
ليس في الاجواء السياسية اللبنانية ما يبعث على الامل بامكانية رؤية حكومة لبنانية جديدة في الامد المنظور، وحتى النائب الواسع الاطلاع ميشال المر توقع الحكومة في اكتوبر بعد لقائه سفيرة الولايات المتحدة ثم شكك في هذا الموعد بطريقة ديبلوماسية.
وفي تقدير الاكثرية النيابية التي اجتمعت امس ايضا ان المحكمة الدولية لا الحكومة اللبنانية ستكون «فيديت» المرحلة الراهنة، وهذا ما يلامسه قول المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل امس بتخطئته كل من «يضع سقفا زمنيا لاعلان التشكيلة الحكومية».
واضاف النائب خليل، بعد لقائه رئيس المجلس، انه من غير الممكن حصر عقدة تشكيل الحكومة في مكان معين، لأن الامر بحاجة الى قراءة اشمل.
تسريع التشكيل
وكان الرئيس سليمان شدد خلال الافطار الرمضاني الرئاسي على اهمية ان تكون لدينا حكومة قبل انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة.
وسأل سليمان: كيف لنا ان نلعب دورا امميا ونحن عاجزون حتى الآن عن تأليف الحكومة؟ ودعا الفرقاء السياسيين الى مبادرات هادئة وحوارات مباشرة لتسهيل التأليف محذرا من التأخير.
الحريري وباسيل
في غضون ذلك، التقى الرئيس المكلف سعد الحريري الوزير جبران باسيل في اطار متابعة التشاور بين الرئيس المكلف وكتلة العماد ميشال عون الذي غادر في زيارة خاصة الى الخارج، فيما سيغادر الحريري الى الرياض لتمضية بضعة ايام مع عائلته هناك.
وكانت كتلة المستقبل النيابية اصدرت بيانا امس اعتبرت فيه ان التأخير في تشكيل الحكومة سيؤثر على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، واكدت الكتلة على دعمها الكامل للمحكمة الدولية وايمانها بالعدالة «التي ستصل اليها المحكمة».
المر يتوقع الحكومة في أكتوبر
من جهته، قال النائب ميشال المر انه باق على وسطيته انما من ضمن الحكومة.
وتوقع، بعد استقباله سفيرة الولايات المتحدة ميشال سيسون، تشكيل الحكومة مطلع اكتوبر المقبل، داعيا النائب ميشال عون الى التنازل عن شروطه التعجيزية وانا ادعوه للتعقل وطرح ما يمكن قبوله.
وقال المر ان لقاء بعبدا بين الحريري وعون وبحضور رئيس الجمهورية اعطى الامل ولا اقول حقق الحل.
لا أجواء تشكيل حكومي
بدورها، لاحظت «اذاعة النور» الناطقة بلسان حزب الله عدم توافر اجواء لتشكيل الحكومة حتى الآن، وهو ما يرخي بثقله على مجمل الوضع الداخلي، خصوصا بعد فشل لقاء بعبدا بين الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون.
جنبلاط عند السيد فضل الله
على ان التطورات العامة المحلية والاقليمية شكلت محور زيارة النائب وليد جنبلاط الى العلامة السيد محمد حسين فضل الله في مقره في حارة حريك صباح امس، حيث اكد جنبلاط على جملة مواقف ابرزها اعتباره ان اسرائيل هي العدو وسورية هي الصديق، والهدنة تعني استمرار حالة الحرب مع اسرائيل مادامت هناك اراض لبنانية محتلة.
ورد جنبلاط على رئيس الكتائب امين الجميل بانتقاده الداعين الى مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل.
وكان الوزير وائل ابوفاعور ونائب رئيس الحزب دريد ياغي برفقة جنبلاط الذي تمنى بعد لقاء استغرق ساعة من الجميع العودة الى الثوابت بعد ان حسم اتفاق الطائف ان اسرائيل هي العدو وسورية هي الصديق.
وعن التسوية الاقليمية، قال: ليس هناك من تسوية، التسوية الاميركية ـ الاسرائيلية هي في تحذير الانقسام والتفتيت في العالمين العربي والاسلامي ابتداء من لبنان وصولا الى افغانستان.
وقال: حسمنا الهوية العربية للبنان عام 1989 باتفاقية الطائف، والى الذين كانوا يشكون من الوصاية، لقد خرجت سورية من لبنان ونلنا السيادة والاستقلال، فيما تبقى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، كما يبقى ان نتابع مع الاخوة في المقاومة قضية الحوار حول السلاح بشكل ان تقوى الدولة تدريجيا دون ان ننسى انه في اي لحظة الخطر الاسرائيلي قائم وبامكانها ان تعيد الكرة بمهاجمة لبنان.
جنبلاط اكد تمايزه عن حلفائه في 14 آذار ودعاهم الى قراءة جديدة للمعطيات في المنطقة، لأننا لا نستطيع ان نبقى اسرى شعارات حرية، سيادة، استقلال.