بيروت ــ ناجي يونس
اعتبر الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل ان توضح الصورة قضائيا محاولة تفجير كان الحزب القومي السوري ينوي القيام بها ضد احتفال كتائبي في الكورة منذ عامين تقريبا امر بغاية الخطورة، ويندرج في سياق نهج دأب عليه الحزب القومي، لاسيما منذ اغتيال الرئيس بشير الجميل عام 1982.
وفي مؤتمر صحافي عقده في منزله في سن الفيل امس، استغرب الجميل الصمت المطبق لحلفاء القومي »القدامى والجدد« حيال هذه الحادثة.
وقال الجميل، في بيان مكتوب: تريثنا بالحديث عن موضوع الشبكة الامنية والمتفجرات التي تم اكتشافها في الكورة، والتي تنتمي الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، في انتظار اتضاح معالم التحقيق في هذه القضية وتجميع المعطيات المرتبطة بها، وتداركا لأي موقف متسرع حول هذه القضية.
اما وقد توضحت الصورة وبتنا على بينة من بعض خيوط هذه القضية، رأينا من الواجب اطلاع الرأي العام عليها، فهذه الحادثة ليست مجرد تجاوز امني بسيط بل تندرج في سياق المسارين السياسي والامني الخطيرين.
ومن الوقائع الثابتة اثر وضع القضاء يده على القضية واصدار مذكرات توقيف بحق البعض، وتبين ان هناك افرادا ينتمون الى الحزب السوري القومي الاجتماعي قاموا بمحاولة ثابتة بالوقائع والادلة ترمي الى تفجير يطالنا في احدى المناسبات الحزبية في منطقة الكورة، ان هذا الامر هو بغاية الخطورة ويندرج في سياق نهج دأب عليه الحزب السوري القومي، لاسيما منذ اغتيال الرئيس بشير الجميل بقرار من الحزب تخطيطا وتنفيذا.
وفي اتهام مبطل للقومي بجريمة اغتيال نجله، قال الجميل: اذا ما استعدنا مشاهد المضبوطات التي صودرت خلال المداهمات في الكورة، وبعض المعطيات الدقيقة التي نتحفظ عن الادلاء بها حرصا على مسار التحقيق، لا يمكن الا ان نرى رابطا معينا بين هذه الحادثة الخطيرة والواقع السياسي والامني الخطير الذي يحصل في البلد حاليا، فمن حقنا ان نتساءل عن مدى ارتباط هذه المسألة بشكل او بآخر باغتيال نجلي بيار، لاسيما انه ثبت ان حادثة الكورة كانت تستهدفنا، بيار وانا والعديد من الرفاق والاصدقاء مما يدل على نية جرمية واضحة بهدف الغاء الرأي الآخر بالقوة والعنف واستعمال وسائل الارهاب.
وبكلام مبطن توجه فيه اساسا للعماد ميشال عون، قال الجميل: »اننا نستغرب الصمت المطبق لحلفاء الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحلفاء القدامى والجدد، حيال هذه الحادثة، انها تمس بجوهر النظام الديموقراطي، ومبادئ الاصلاح، ودولة القانون، وبضرورة المشاركة في القرار الوطني.
لا بل، واهم من كل ذلك بحياة الناس وكرامتهم، انها شعارات يتغنى بها يوميا هؤلاء الحلفاء، اننا نطالبهم بموقف واضح وخطوات عملية من هذا القبيل، لأن اي تغطية سياسية لهذا العمل الاجرامي نعتبرها تواطؤا فاضحا في الجرم«.
وختم الجميل بيانه بدعوة السلطات القضائية الى الاسراع في استكمال التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة الخطيرة ومدى ارتباطها بالاعمال اللاحقة.
وردا على اسئلة الصحافيين لفت الجميل الى ان ملف الانتخابات الفرعية في قضاء المتن لم يفتح، معتبرا ان امتناع الرئيس اميل لحود عن توقيع مرسوم الدعوة الى هذه الانتخابات تعتبر عصيانا دستوريا، وتعديا سافرا على نص الدستور وروحه.
واوضح ان التواصل مستمر مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من دون ان يكون قد توصل الى نتيجة، وان علاقاته ليست مقطوعة مع جميع الاطراف، في اشارة غير مباشرة الى العماد ميشال عون وان الاتصالات قائمة والاصدقاء المشتركين موجودون، اذ ان شعرة معاوية لم تقطع.
وقد شدد الجميل على وجود ضغوط كبيرة على القضاء لتمييع التحقيق في قضية الموقوفين في الحزب القومي وعلى ضرورة صدور مواقف عملية وحاسمة من حلفائه في هذا الاطار.