قتل ما لا يقل عن 90 شخصا وأصيب العشرات في قصف جوي شنته قوات حلف شمالي الأطلسي «الناتو» في اقليم قندز شمال أفغانستان على شاحنتي وقود تابعتين للحلف خطفهما في وقت سابق مسلحون تابعون لحركة طالبان، وفقا لمتحدث باسم السلطات الأفغانية المحلية.
وتم قصف الشاحنتين عندما كان خاطفو الشاحنتين يوزعون وقودهما على المدنيين مما أدى الى قتل كثير منهم حيث قال حاكم اقليم قندز محمد عمر إن الانفجار أودى بحياة 45 مدنيا وباقي القتلى من طالبان من بينهم أحد قادتهم. غير ان الجيش الألماني الذي يشارك في قوات الناتو في أفغانستان كانت له رواية اخرى حيث افاد بيان صادر عنه ان 56 مسلحا قتلوا خلال القصف الذي شنته قوات جوية مقاتلة تابعة للناتو.
وذكرت قيادة العمليات بالجيش الألماني ان قوات إيساف عثرت على مسلحي طالبان والشاحنتين مما أدى لاندلاع معركة لم يكن فيها ضحايا من المدنيين أو الألمان. وذكر متحدث باسم الجيش الألماني في برلين ان الشاحنتين انفجرتا خلال المعركة. بدوره اكد متحدث باسم الحلف الأطلسي لوكالة فرانس برس «انها ضربة جوية للقوة الدولية للمساعدة في ارساء الأمن في افغانستان (ايساف)» التابعة للحلف.
ونقل عدد كبير من المصابين بحروق من الدرجة الاولى الى مستشفى بقندز عاصمة الاقليم لتلقي العلاج، على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن هويته إن 200 شخص قتلوا وأصيبوا في الانفجار بينما حدد السكان الضحايا بنحو 300.
وأكدت حركة طالبان خطف الصهريجين وقال متحدث باسمها في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إنهم قرروا تفريغ الصهريجين من محتوياتهما وأن عددا من السكان المحليين توجهوا الى الموقع للحصول على بعض الوقود في الوقت الذي شن حلف الناتو الغارة الجوية التي استهدفت الصهريجين مما تسبب في وقوع انفجار ضخم.
وجاءت هذه الغارة بعد 4 ايام من توصية الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية والأطلسية في افغانستان، في تقرير بـ «مراجعة استراتيجية» القوات الدولية بعد 8 سنوات من النزاع، وذلك خصوصا من اجل السعي لكسب ثقة السكان.
غيتس
في غضون ذلك، تدخل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس امس الاول للدفاع عن استراتيجية الرئيس باراك اوباما في افغانستان والسعي لاقناع الرأي العام الاميركي بضرورة هذه الحرب التي تتراجع شعبيتها كثيرا في الولايات المتحدة.
وقال غيتس خلال مؤتمر صحافي «لا اعتقد ان هذه الحرب بدأت تفلت من ايدي ادارة» الرئيس اوباما، موضحا ان الجهود التي تقوم بها الحكومة الاميركية الجديدة بالنسبة الى هذا الملف «بالكاد بدأت».
واعتبر شهر اغسطس الماضي الاكثر دموية بالنسبة الى الجيش الاميركي منذ بدء الحرب في افغانستان عام 2001، في حين افاد استطلاع للرأي نشر الثلاثاء الماضي ان نحو 60% من الأميركيين باتوا يعارضون التدخل الاميركي في افغانستان.
واضاف غيتس «امامنا وقت محدود لاثبات نجاح هذه المقاربة»، مضيفا «ان «بلادنا في حرب منذ 8 اعوام» و«ليس مفاجئا ان يكون الاميركيون تعبوا من رؤية ابنائهم وبناتهم يجازفون ويقاتلون».
لكن غيتس دافع عن استراتيجية الرئيس باراك اوباما الذي جعل الجبهة الافغانية احدى اولوياته عندما اعتبر ان الهدف من التواجد في افغانستان هو «الانتصار على القاعدة».
وتابع غيتس «نتفهم قلق العديد من الأميركيين في هذا المجال، لكننا نعتقد اننا نملك امكانات ومقاربة جيدة للبدء باحراز تقدم».
من جهته، اعتبر الاميرال مايكل مولن رئيس اركان الجيوش الاميركية المشتركة الذي كان الى جانب غيتس ان الولايات المتحدة لا تستطيع التغلب على تنظيم القاعدة في حال انسحبت القوات الاميركية من افغانستان.
وخلص غيتس الى القول «لا اعتقد على الاطلاق انه حان الوقت لمغادرة» افغانستان، حيث ينتشر 62 الف جندي اميركي من المتوقع ان يرتفع الى 68 الفا مع نهاية السنة الحالية.