بموازاة معلومات صحافية عن زيارة مرتقبة للرئيس السوري بشار الاسد الى انقرة لبحث الأزمة الناشئة بين دمشق وبغداد، أطلق العراق عملية عسكرية تحمل اسم «أسوار العراق» لضبط الحدود مع كل من إيران والسعودية وسورية.
وقال اللواء عبدالكريم خلف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العراقية – في تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) «إن العملية الأمنية تتركز على الحدود مع سورية، وتشمل نشر قوات طوارئ ورسم حدود داخلية على شكل أحزمة لاستباق العمليات المسلحة».
وأشار خلف إلى أن الخطة الأمنية تقوم على وضع حزام ثان من الحدود تتحرك فيه قوات مرنة تستطيع أن تصل إلى أهداف محددة، وتطارد المتسللين عبر شبكة من المعلومات المتصلة بين هذه القوات وقوات الحدود بمساعدة أجهزة الاستخبارات والأجهزة الأمنية الأخرى.
وعقب القائه التصريح أفاد مصدر مقرب من وزارة الداخلية العراقية بأن أمرا صدر بإقالة اللواء عبد الكريم خلف المتحدث الرسمي باسم الوزارة. وأوضح المصدر أن «قرار الإقالة جاء بأمر من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي».
في المقابل، استبعدت مصادر سورية رفيعة أمس الأول تسليم معارضين للسلطات العراقية مقيمين على أراضيها مؤكدة أنه لو سبق لدمشق تسليم معارضين «ما كان نوري المالكي رئيسا لوزراء العراق الآن»،
وقالت المصادر السورية في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرتها أمس إنه «في حال جاء وفد عراقي أمني تقني حاملا أدلة تشير إلى مرتكبي تفجيرات الأربعاء الاسود الدامية في 19 أغسطس ببغداد، ستتخذ الإجراءات المناسبة».
وأضافت المصادر أن سورية «منذ اليوم الأول طلبت وعبر الطرق الديبلوماسية وبلسان وزير خارجيتها وليد المعلم من نظيره العراقي هوشيار زيباري إبعاد الإعلام عن هذه المسألة وحصرها بالقنوات الديبلوماسية كما طلب إرسال وفد أمني عراقي تقني يحمل الأدلة والوثائق الحقيقية التي لديه عمن يقف وراء تلك التفجيرات». وأكدت المصادر أنه «إذا ثبتت صحة هذه الادعاءات فإن سورية جاهزة للتعاون وستتخذ الإجراء المناسب»، مستبعدة قيامها بتسليم أي من المطلوبين من المعارضين العراقيين. وأكدت المصادر أن «سورية عبر تاريخها لم تسلم أيا من اللاجئين السياسيين العراقيين لديها سواء المعارضين للنظام السابق أو المعارضين للحكومة والاحتلال حتى في ذروة الضغط الأميركي عليها»، لافتة إلى «أنه لو سبق وسلمت سورية معارضين عراقيين ما كان نوري المالكي رئيسا لوزراء العراق».
من جانبه، قال صادق الركابي مستشار المالكي للشؤون السياسية للصحيفة إن «الحديث عن التدخلات الإقليمية في البلاد كان شاغل العراق سواء سابقا أو في الوقت الراهن، معتبرا أن «التدخل الإقليمي في العراق معاناة لطالما شكونا منها، وعادة ما تكون متعددة الأشكال والوجوه». في المقابل وصف سلمان الجميلي عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي موقف حكومة بلاده تجاه سورية بـ «الانفعالي المتشدد والمتسرع». ودعا الجميلي في تصريح لقناة «العربية» الاخبارية أمس الأول الحكومة العراقية إلى إجراء تحقيق جدي حول الأحداث الدامية لمعرفة المتسبب الحقيقي ومن يقف وراء التفجيرات قبل توجيه الاتهامات دون دليل أو تحقيق.
وأشار إلى أن التفجيرات حدثت بعد يوم واحد من عودة رئيس الوزراء العراقي نور المالكي من زيارة قام بها إلى سورية قيل عنها أنها لم تحقق نتائج طيبة، وأنه تم توجيه الاتهامات إلى سورية بعد مرور أربعة أيام فقط على التفجيرات.
بدوره، شدد نائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي أمس على أهمية حل المشاكل مع سورية عن طريق الحوار والديبلوماسية وتنسيق الموقف الرسمي في التعامل مع القضايا والأزمات التي تحدث بين بلاده والدول الأخرى.