أعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق عن مقتل 36 مسلحا بينهم ما يسمى «والي داعش» في الفلوجة، وذلك بالتزامن مع إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي بدء عملية عسكرية لتحرير المدينة من قبضة التنظيم المتطرف.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان امس: ان قوات من عمليات بغداد تمكنت من قتل ما يسمى «والي الفلوجة» ويدعى حجي حمزة، وجُرح اربعة اخرون بعد ساعات من انطلاق معركة «تحرير الفلوجة» التي قد تستغرق اسابيع.
واوضحت ان القوات العراقية تمكنت في عمليات منفصلة في اطار معركة تحرير الفلوجة من قتل 31 مسلحا في منطقة (البوشجل) بينهم قيادي من (داعش) يدعى ابو عامر الانصاري واربعة اخرون في منطقة الرشاد.
ونشبت اشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي داعش بالقرب من الفلوجة مع قصف الأحياء الواقعة وسط المدينة في الساعات الأولى من هجوم لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة غربي بغداد.
وقال سكان: إن اشتباكا وقع في منطقة الهياكل على المشارف الجنوبية للفلوجة كان من أولى المواجهات المباشرة بين الطرفين.
وأوضح مسؤول محلي لـ «رويترز»: إن القوات العراقية أيضا اقتربت من ضاحية الكرمة الشمالية للتخلص من المسلحين قبل توجيه انتباهها لوسط المدينة.
واستهدفت ضربات جوية وقصف بقذائف الهاون أحياء داخل الفلوجة يعتقد أن مقر داعش فيها مساء امس الاول.
ووصل وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي ورئيس أركان الجيش الفريق عثمان الغانمي إلى المحور الشمالي لعمليات «تحرير الفلوجة» بالأنبار للإشراف على العمليات العسكرية.
واعتبر رئيس الوزراء حيدر العبادي أن خطة تحرير الفلوجة تحقق نجاحات فاقت المتوقع بحسب الخطة الموضوعة وأن داعش ينهار بشكل كبير، لافتا إلى أن خطة تحرير المدينة وضعت قبل شهرين لكن المشكلات السياسية والأمنية لاسيما في بغداد أخرت انطلاقها.
وقال العبادي في كلمة خلال اجتماعه بالقيادات العسكرية والأمنية بمقر عمليات تحرير الفلوجة امس، ان القوات المشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والعشائري وشرطة الأنبار والفلوجة وقوات الرد السريع تتحرك بشجاعة وإقدام وداعش ينهزم أمامها.
وأشار إلى أن القوات تعمل على توفير ممرات آمنة ومخارج للمدنيين لأن أولويتنا إنقاذ حياة العراقيين من قبضة داعش.
وكان العبادي قد اعلن في ساعة متأخرة من مساء امس الاول انطلاق عملية تحرير الفلوجة من قبضة (داعش).
وقال ان العملية انطلقت بمشاركة مختلف صفوف القوات الامنية العراقية بما فيها الحشد الشعبي والحشد العشائري من ابناء المدينة نفسها.
من جانبه، أكد قائد عمليات «تحرير الفلوجة» الفريق عبد الوهاب الساعدي وصول القوات العراقية إلى منطقة جسر «السجر» شمالي الفلوجة بعد أن حررت طريقا بطول عشرة كيلومترات بين الجسر وناحية الكرمة شرقي المدينة.
وقال الساعدي: إن قوات مكافحة الارهاب دخلت منطقة «النعيمية» جنوب الفلوجة وتمركزت فيها.
ووصف المتحدث باسم الجيش العراقي العميد يحيي رسول في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي تقدم القوات بأنه حذر ويعتمد على المهندسين الذين يفككون القنابل التي زرعها المتشددون على جانب الطريق.
وفي السياق، أكد ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» أن مشاركة قوات التحالف مع القوات الأمنية العراقية في معارك تحرير الفلوجة ستقتصر على توفير الدعم الجوي والاستشارة والتدريب دون أي تدخل على الأرض.
وأشار وارن الى أن دور مقاتلي العشائر بالغ الأهمية في هذه المعركة فهم من سيضمن عدم عودة داعش وأضاف أن «قوات الأمن العراقية مستعدة لهذه المعركة والتحالف يوفر القوة الجوية والقاذفات والمقاتلات وحتى الطائرات من دون طيار لمساعدة الجيش العراقي على التقدم»، مشيرا إلى أن التحالف يقدم الاستشارات عن طريق مركز العمليات.
وأردف قائلا «إن العراقيين مستعدون والجيش العراقي تدرب بشكل جيد»، مشيرا إلى أن التحالف قام بتدريب أكثر من 20 ألف جندي عراقي، وزودهم بمعدات بقيمة ملايين الدولارات علاوة على تدريب الشرطة والعشائر.
الى ذلك، طالب رعد الدهلكي، رئيس لجنة الهجرة والمهجرين النيابية الحكومة العراقية بتهيئة كافة المستلزمات لضمان الخروج الآمن للنازحين من الفلوجة لعدم تكرار ما حدث لنازحي المحافظات والمدن الأخرى التي تحررت من داعش.
ودعا الدهلكي الحكومة ووزارة الهجرة ومفوضية حقوق الإنسان والمنظمات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان للتحرك العاجل لإغاثة النازحين من أهالي الفلوجة.