دخل لبنان امس اسبوعه الثاني من عمر فاجعة افلاس رجل الاعمال الجنوبي صلاح عزالدين «مادوف لبنان» كما اصطلح على تسميته نظرا لحجم الخسائر واثرها، في وقت تطول يوما بعد يوم لائحة ضحاياه ومعظمهم من الجنوب والطائفة الشيعية تحديدا والذين يدورون في فلك حزب الله حسبما افادت تقارير صحافية.
فمن بلدة طورا الجنوبية وحدها اودع 250 شخصا نحو 25 مليون دولار مع عزالدين الذي كان يعطيهم شهريا فوائد تتجاوز الـ 25% احيانا، والاخطر هو انكشاف اسماء جديدة وارقام من الخسائر يوما بعد يوم.
وفيما كان الغموض يكتنف طبيعة علاقة عزالدين بحزب الله وسط تقارير اعلامية، اكدت ان الحاج عزالدين الذراع المالية للحزب.
نفى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عماد الموسوي ما اشاعته بعض وسائل الاعلام لجهة توصيف رجل الاعمال صلاح عز الدين بانه المسؤول المالي في حزب الله، مؤكدا في حديث امس ان الأخير ليس له اي صفة رسمية في حزب الله، لكن له علاقات وصلات شخصية مع بعض كوادره. وليس في الأمر ما يستدعي «الاستغراب».
ورفض الموسوي فكرة الربط بين حزب الله والأعمال التجارية التي يتولاها متمولون، مشيرا الى انه لا علاقة للحزب تنظيميا بـ «البيزنس».
ورغم مضي اكثر من اسبوع على تفجر الازمة، فانه قد لوحظ ان عدد الدعاوى المرفوعة ضد عزالدين محدود جدا حسبما اعلنه النائب العام التمييزي سعيد ميرزا عزت تقارير صحافية حذر جزء كبير من الذين نكبوا من تقديم دعاوى قضائية او التصريح باسمائهم للاعلام لاسباب ترتبط بعملهم في دول غربية وهم يحوزون جنسيات اخرى ولهم نشاطات تجارية لدى هذه الدول، وهم قلقون من ان يكونوا محل اتهام من قبل بعض اجهزة هذه الدول حول اصل هذه الاموال، فضلا عن استثمارها لدى عزالدين. وفي موازاة هذا الواقع الصادم لابنائها، تجري محاولات لجم كل ما يمكن ان يبرز من محاولة تحميل المسؤولية الى حزب الله في هذه الكارثة، كما قالت مصادر اعلامية ان الماكينة الحزبية تعمل بشكل ناشط من اجل تفادي حصول اي ردود فعل تتجاوز اتهام شخص عزالدين الى الحزب او مسؤولين فيه.
ومن الوسائل المعتمدة تسريب معلومات عن تعويض بعض المتضررين لاسيما صغار المودعين، علما ان مصادر في حركة امل واخرى قريبة من السيد محمد حسين فضل الله اكدت انها ليست معنية بما جرى ونفت حصول اي اجتماع مع قيادة حزب الله للبحث في هذه القضية، فيما تقدم بعض المتضررين من العاملين في مؤسسات تابعة للسيد فضل الله بدعاوى قضائية على عزالدين بإيعاز من السيد فضل الله، فيما تردد ان حزب الله طلب من المتضررين الحزبيين تقديم ملفاتهم في هذه القضية الى الحزب للبت فيها قبل اتخاذ اي اجراء على الصعيد القضائي.
مصادر مصرفية في بنت جبيل اشارت الى ان البنوك في تلك المنطقة كانت تلاحظ ان جزءا من المودعين كانوا يسحبون ودائعهم وينقلونها الى حسابات عزالدين، والسبب هو الفوائد العالية غير الطبيعية التي كانت تقدم لهم، مؤكدة ان هذه الفوائد كانت غير طبيعية وستودي بودائعهم في وقت لاحق، واجمعت مصادر مطلعة على ان ما ظهر من هذه الازمة المالية هو ما ظهر من جبل الجليد وان الايام والاسابيع المقبلة ستكشف ان زلزالا ماليا طال فئة واسعة من الناس ستنعكس آثاره بالضرورة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي لدى دائرة واسعة من الاشخاص والمؤسسات.