في الوقت الذي دعت فيه الرئاسة العراقية امس إلى تطويق الموقف مع سورية والتعاون بين البلدين لحل المشاكل العالقة عن طريق الحوار، قالت صحيفة «تشرين» السورية إن التجارب التاريخية في العصر الحديث أكدت أن كل جهود تبذل من أجل تعاون جدي واستراتيجي بين سورية والعراق تكون هدفا مباشرا للتآمر عليها ومحاولة إسقاطها.
واعتبرت الصحيفة، في افتتاحيتها امس، «تحت عنوان» الازمة المفتعلة «أن الفاعلين في ذلك يعتقدون أن مصالحهم ستتأثر جراء هذا التقارب والتعاون الاستراتيجي بين سورية والعراق وأن هناك العديد من الشواهد على ذلك وهى معروفة بعناوينها وتفاصيلها.
وأكدت أن وحدة العراق الأرض والشعب تبقى همّا عربيا قوميا وهمّا سورية بل واجبا يقع على عاتق الجميع إنجازه وحمايته وضمانه بما يعكسه ذلك من استقرار إقليمي يثمر مناخات إيجابية للرخاء والتنمية، مشيرة إلى أن إدانة سورية لانفجارات الاربعاء الدامي كانت امرا بديهيا وأخلاقيا.
وأشارت إلى أن حرص السياسة السورية على العراق ليس فيه أي ازدواجية وأن السلوك السوري تجاه العراق في أزماته كان نابعا من العقيدة والثقافة القومية لسورية والتي ترى في العراق عمقا استراتيجيا وبعدا حيويا لها.
وأوضحت أن الموقف السوري تضمن دعوة الحكومة العراقية إلى تقديم ملف حول الاتهامات الموجهة إلى مواطنين عراقيين تعتقد الحكومة العراقية أنهم يقيمون في سورية انسجاما مع الأصول المتبعة في مثل هذه الحالات بين الدول والحكومات وتجسيدا للاتفاقيات القضائية المبرمة بين الدول العربية بشكل عام.
وأكدت على أن الموقف السوري كان واضحا وشفافا لجهة رفض سورية انخراط أي شخص بغض النظر عن جنسيته في أي عمل إرهابي ضد أي كان وفي أي مكان كان وتحت أي مسمى كان.
وأشارت الصحيفة الى أهمية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية العراقية وإشراك جميع القوى السياسية العراقية في إعادة بناء العراق.
وعودة الى دعوة الرئاسة العراقية للحوار فقد أشارت الرئاسة في بيان امس بعد اجتماع ضم الرئيس جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي في منتجع «دوكان» بمدينة السليمانية باقليم كردستان إلى ضرورة «تطويق الموقف مع الجارة سورية والتعاون بين البلدين لحل المشاكل العالقة عن طريق الحوار والقنوات السياسية والديبلوماسية لما فيه مصلحة الدولتين ومنع العناصر المعادية من استغلال اي ظرف للعمل ضد البلد الاخر».
وأضاف البيان أن «الدعوة لاعتبار العمليات الارهابية جرائم ضد الانسانية وتشكيل محكمة دولية لهذا الغرض لا تقصد به سورية بل ملف الارهاب».
في نفس السياق أكدت مصادر ديبلوماسية عربية وجود ترتيبات للقاء رباعي يجمع وزير الخارجية السورى وليد المعلم مع نظيره العراقي هوشيار زيباري بحضور وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو وبرعاية وتحضير من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
ونقلت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية في عددها امس نقلا عن مصادر ديبلوماسية ان جهودا حثيثة للامين العام للجامعة العربية بذلت بتشجيع من تركيا وأن هذه الجهود ستتوج باجتماع رباعي بين المعلم وزيباري بحضور داوود اوغلو الذي سعت بلاده إلى تطويق الأزمة الديبلوماسية بين سورية والعراق منذ البداية واللجوء إلى حل ثنائي برعاية إقليمية وعربية.
وأشارت الصحيفة الى التنسيق الذي جرى بين داوود أوغلو وعمرو موسى منذ أيام حول ترتيب فكرة اللقاء على خلفية اجتماع المجلس الوزاري العربي في القاهرة أمس موضحة أن الجانب السوري ابدى تقبله لفكرة اللقاء الرباعي في الوقت الذي لم يعلن موقف عراقي رسمي بعد وهو ما عزاه مراقبون لكثرة التناقضات الداخلية العراقية.
وتابعت الصحيفة بقولها إن أفكارا ستطرح كخطوات لأخذ الحالة العراقية السورية الحالية من مسار الأزمة المتصاعد نحو التهدئة.