بيروت ـ زينة طبارة
اسف عضو كتلة المستقبل وتكتل لبنان اولا النائب سمير الجسر لمهاجمة المعارضة بشكل مسبق التشكيلة الحكومية التي كان الرئيس المكلف سعد الحريري قد تقدم بها الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، معتبرا انه كان من الاولى بالمعارضة ان تطلع على التشكيلة من الرئيس نفسه ومن ثم تبدي رأي قادتها وتتخذ القرار اما برفضها او بقبولها، وذلك قبل ابداء السلبيات تجاهها ورفضها بالشكل التي اظهرته عبر الوسائل الاعلامية، مشيرا الى ان المعارضة اوقعت الرئيس الحريري في حيرة من امره بحيث ان تمهل في تشكيل الحكومة يتهم بالمماطلة لانتظار الضوء الاخضر من الخارج، وان تقدم بالتشكيلة الى الرئيس توصف خطوته بالمتسرعة وبكرة النار كما يتهم بخرق التوافق الوطني.
ورفض النائب الجسر في تصريح لـ «الأنباء» وصف خطوة الرئيس المكلف بكرة النار وبالسير بين الألغام، وذلك لاعتباره ان للرئيس سليمان رأيه الخاص والنهائي بالتشكيلة الحكومية بعد ان اصبحت في عهدته، وهو المخول الوحيد اما برفضها وطلب اعادة النظر بها، واما بتبنيها والاعلان عنها، الامر الذي لم يكن يستوجب هذا الكم الكبير من ردود الفعل، ومن اطلاق التصاريح والمواقف المتشنجة والحادة تجاه خطوة الرئيس المكلف، لافتا الى انه وبالرغم من تمني فريق الاكثرية النيابية على الرئيس سليمان قبول التشكيلة الحكومية، فإن تيار المستقبل وجميع قوى 14 آذار ستتقبل وتحترم رأي الرئيس ايا يكن تجاه التشكيلة الحكومية.
وردا على سؤال لفت النائب الجسر الى انه وفي حال رد الرئيس سليمان التشكيلة الحكومية الى الرئيس المكلف لاعادة النظر بها، فهذا يعني العودة الى نقطة الصفر، بحيث سيصار الى اعادة النظر بها بالاساس اي بشكلها ومضمونها، وصولا الى اعادة النظر حتى بصيغة الـ 5 ـ 10 ـ 15 المبنية على اساسها، وربما الذهاب الى حكومة تكنوقراط او الى اي شكل آخر غير الشكل الحالي لها، مؤكدا ان احتمال رفض الرئيس للتشكيلة الحكومية لن يربك الفريق الاكثري، وذلك لايمان هذا الاخير المطلق باللعبة الديموقراطية قولا وممارسة.
هذا وذكر النائب الجسر من يريد تناسي اصول ممارسة العمل الديموقراطي بوجوب تشكيل الاكثرية لحكومة وبالتالي توليها الحكم مقابل معارضة الاقلية لها، معتبرا ان ما سبق لم تمارسه الاكثرية نظرا للظروف الداخلية الراهنة وحرصا منها على ايقاف التجاذب السياسي بين جميع الفرقاء، مما حدا بالرئيس المكلف انطلاقا من ايمانه بمشاركة الجميع في صياغة القرار اللبناني على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الفرقاء، معتبرا في المقابل وبالرغم من مد يد الرئيس المكلف، فإن عملية تأليف حكومة الوحدة الوطنية تبني شكلا ومضمونا على رأي الاكثرية وليس على شروط ومطالب الفريق الاقلي، كما يبقى دور الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية هو الاخذ برأي الجميع وباقتراحاتهم وبالتالي توزيع الحقائب والحصص.