بيروت ـ أحمد منصور
اعـتــبـر وزيـــر الشؤون الاجتماعية ماريو عون ان الخطوة التي قام بها الرئيس المكلف سعد الدين الحريري بتقديم تشكيلته لرئيس الجمهورية جاءت وكأنها عملية تحد منظم ومبرمج على التيار الوطني الحر لإلغاء قدراته وحجمه التمثيلي في لبنان، مشيرا الى انها خطوة غير موفقة لانها لم تأخذ بعين الاعتبار مطالب التيار الوطني الحر والمبدأ الذي كان على اساسه يجب تشكيل الحكومة.
وقال عون في حديث لـ «الأنباء»: «تشكيل الحكــومة كان يفـترض ان ينتج عن عملية تـوافقية سياسية وتأخذ بعين الاعتبار الطروحات، ولكن الرئيس المكلف بالحكومة سعد الحريري ضرب عرض الحائط بكل المطالب والطروحات وتصرف وكأنه آمر بأمره دون النظر الى التوازنات التي تحكم السياسة في لبنان، فهذا الامر كنا نتمنى منه الا يقدم عليه، الا اذا كان يفتش عن مخرج للاعتذار عن عدم التشكيل».
واعتبر عون ان الحكومة ولدت ميتة، مستبعدا ان يوقع رئيس الجمهورية عليها، وقال: يمكن ان يصار الى استكمال الاستشارات النيابية واعتبار ان الذي قدمه الرئيس المكلف غير موجود، فإما ان يعتذر الحريري ومن ثم يعاد تكليفه، او يصار الى تكليف شخصية اخرى لتشكيل الحكومة.
واكد عون ان رئيس الجمهورية له الحق في الاقتناع بحق المعارضة اولا، ولكن انطلاقا من حرص الرئيس على الوحدة الوطنية وعدم تعريض البلاد لاي خضات سياسية وقد تتحول الى امنية، فأعتقد انه خلال 48 ساعة سيتم التوصل الى حل.
ورأى ان سعد الحريري قام بهذه الخطوة نزولا على ضغوطات حلفائه من جهة، ومن جهة اخرى من خلال ضغوطات خارجية.
وقال عون: «ان الرئيس المكلف يقول انه استعمل صلاحياته الدستورية، ولكن هذه الصلاحيات كان يفترض ان تأخذ بعين الاعتبار خيارات الاحزاب والقوى السياسية والكتل النيابية في المجلس النيابي.
واستبعد عون اي خريطة امنية، معتبرا «ان المسألة لا تحرز»، وان ما جرى هو تقديم صيغة لتشكيل حكومة وقال: في النهاية هي صيغة وليست خيارا نهائيا، مؤكدا ان الجميع سيتصرف بحكمة حول هذه المسألة، لافتا الى ان التيار الوطني الحر مازال على موقفه ولم يغير شيئا، رافضا اي عملية فرض اسماء او حقائب على البند الوطني من خلال ما جرى في تقديم الصيغة».وختم عون بالقول: «سنعمل بكل جهد على تجاوز العقدة الجديدة التي وضعها الحريري».