اتخذ المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي في خطبة الجمعة امس موقفا صلبا تجاه الخارج والداخل اذ حذر من أن أي شخص يعمل ضد الجمهورية الاسلامية سيقابل بـ«رد قاس» في اشارة على ما يبدو إلى احتجاجات الشوارع التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة المتنازع عليها في يونيو الماضي، كما دعا لالتزام الحزم في الدفاع عن الحقوق النووية لايران.
وقال خامنئي في خطبة الجمعة التي بثها تلفزيون الدولة «مقاومة ومحاربة النظام سيعقبهما رد فعل قاس»، ولكنه أضاف أن الانتقادات والاختلافات بين المسؤولين أمر مقبول.
وتابع يقول متوجها للمصلين «سترون ان هذا الشعب سيشارك بقوة في الانتخابات المقبلة رغم الألاعيب التي اثارها الاعداء والمغفلون» مشيرا الى ان هذا الكلام موجه الى التيارات السياسية والمسؤولين.
وفي الشأن النووي اكد المرشد الأعلى ان على ايـــران ان تبقى حازمة في الدفاع عن حقوقها النووية، وقال «يجـــب لزوم الحزم للدفاع عن حقوقنـــا في المجال النووي. ان التخلـــي عن الحقوق سواء في المجـــال النووي او غيره يعنـــي انهيـــار» النظام.
واضاف «التوصل لحل وسط بشأن حقوق البلاد سواء فيما يخص القضايا النووية أو غيرها سيكون بمثابة تراجع سياسي».
واردف قائلا «إذا قدمنا أي تراجع فسيطلب العدو المزيد، ولذلك فإن أي تراجع سيكون تنازلا»، وطالبت قوى عالمية إيران بالعودة إلى مائدة المفاوضات بشأن برنامجها النووي ووقف الأنشطة النووية وخاصة تخصيب اليورانيوم.
رسالة كروبي لرئيس القضاء
وفي وقت سابق امس، انتقد احد قادة المعارضة الاساسيين مهدي كروبي الارادة السيئة للسلطات الايرانية معتبرا انها لا تريد الحصول على ادلة لسوء المعاملة التي تعرض لها اشخاص احتجوا على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد.
وقال كروبي المرشح الاصلاحي، الذي هزم في الانتخابات الرئاسية، على موقعه الالكتروني: ان قائدا عسكريا اصدر اوامر لوزارة الصحة بعدم اعطاء شهادة طبية لاشخاص تلقوا علاجا اثر اصابتهم في الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات.
وقال الرئيس السابق لمجلس الشورى في رسالة مفتوحة نشرت على موقعه الى رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني «اريد ان اعرف اكثر من اي وقت مضى سبب تزايد الترهيب عندما ارى قائد مؤسسة عسكرية يصدر في بريد الكتروني اوامر لوزارة الصحة بعدم اعطاء شهادات طبية للمتظاهرين المصابين».
ولم يكشف كروبي اسم القائد العسكري او الهيئة العسكرية التي اصدرت هذه الاوامر، لكن موقعي «نوروز نيوز» و«موجكامب» نشرا الرسالة واكدا ان كروبي يتحدث عن قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري.
وغداة الاقتراع تمت تعبئة افراد من ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري لقمع المتظاهرين بعد الانتخابات الى جانب قوات الامن.
وقال كروبي «كنا نتساءل في الماضي لماذا يتدخل الجيش في الشؤون السياسية والاقتصادية واليوم بات يتدخل في الشؤون الطبية».
وأثار كروبي غضب المحافظين بتأكيده ان متظاهرين اوقفوا بعد الانتخابات تعرضوا للتعذيب والاغتصاب في السجون، والثلاثاء الماضي اغلق مكتب كروبي الواقع في شمال طهران بناء على اوامر مدعي عام العاصمة حسبما قال المتحدث باسمه.
اعتقال حليف لموسوي
في غضون ذلك، ذكر موقع اصلاحي على الانترنت إن حليفا لزعيم المعارضة الايرانية مير حسين موسوي اعتقل ليكون ثالث معارض للرئيس نجاد يحتجز هذا الأسبوع.
وقال موقع اعتماد ملي إن محمد عزلتي-مقدم أحد أفراد الفريق العامل في مقر حملة موسوي قبل الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها اعتقل في منزله هذا الأسبوع بعد تفتيش المنزل.
ولم ينسب الموقع التقرير الى مصدر ولم يرد تعقيب فوري من المسؤولين، ونشرت المواقع الاصلاحية تقارير احتجاز الاصلاحيين البارزين علي رضا حسيني بهشتي ومرتضى الويري يوم الثلاثاء. كما داهمت السلطات مكتب بهشتي الذي كان يتابع وضع المحتجزين واعداد القتلى في احتجاجات الشوارع التي وقعت بعد الانتخابات، ويوم الأربعاء حث موسوي مؤيديه على ألا تستفزهم الاعتقالات وقال إنها «مؤشر على أحداث جلل قادمة».