يستعد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس للموافقة على ارسال جنود اضافيين الى افغانستان، في حين يتصاعد الجدل داخل الكونغرس حول جدوى هذه الخطوة المرتقبة.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع (الپنتاغون) جيف موريل انه من المتوقع أن يوافق غيتس على إرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى أفغانستان للتعامل مع تنامي خطر العبوات الناسفة التي ساهمت في إيقاع معظم القتلى والجرحى في صفوف قوات حلف شمال الاطلسي (الناتو) هناك.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية الاخبارية عن موريل قوله انه خلال السنتين الماضيتين توصل غيتس إلى خلاصة مفادها ان عدد القوات أو التجهيزات في أفغانستان ليس كافيا لحماية القوات الأميركية من تهديد العبوات الناسفة التي تزرع على جنبات الطرق.
وأضاف ان غيتس يريد إرسال القوات الإضافية «في أقرب وقت ممكن» مشيرا إلى ان نشرهم سيكون منفصلا عن أي عملية نشر يطلبها قائد القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال.وتابع موريل قائلا ان «وزير الدفاع مصمم على ان الأمر يتطلب تلبيته لأن القوات هناك بحاجة إلى مزيد من الحماية».
يشار إلى انه بحسب ارقام وزارة الدفاع الأميركية منذ العام 2007 ارتفع عند العبوات الناسفة في افغانستان بنسبة 350% ورغم النجاح في تفكيك بعضها إلا أن معدل قتلى القوات الدولية الذين قضوا بسببها خلال العامين الماضيين ارتفع إلى أكثر من 400% كما زاد معدل المصابين بواقع 700%.
زيادة قدرات طالبان
وكشف مصدر عسكري أميركي للـ «سي إن إن» ان قدرات حركة طالبان على إنتاج القنابل وتدريب المهاجمين فضلا عن عدد الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية قد ارتفعت بشدة خلال العام الماضي.
الى ذلك، قال مسؤول عسكري أميركي آخر على اطلاع بما يجري: ان الخطة قد تقضي بإرسال حوالي 3 آلاف جندي إلى أفغانستان، مشيرا إلى ان الپنتاغون حدد وحدات عسكرية معينة لإرسالها، إلا أنه رفض تسميتها كما طلب عدم الكشف عن هويته لأنه لم يتم الإعلان عن قرار نهائي في هذا الشأن حتى الساعة.
وتأتي هذه الخطط لتحديد عدد القوات الأميركية في أفغانستان عند 68 ألف جندي منذ بداية السنة عندما وافق الرئيس الأميركي باراك أوباما على إرسال 21 ألف جندي إضافي.
واعلن البيت الابيض امس الاول ان الرئيس أوباما سيحتاج لأسابيع عديدة من اجل ان يقرر ارسال تعزيزات اضافية اولا.
وقد قدم الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الاميركية في افغانستان اواخر اغسطس الماضي تقريرا عن الوضع الميداني لإدارة اوباما، لكنه لم يتضمن اي طلب بالارقام لتعزيزات جديدة.
ويدرس اوباما ومعاونوه حاليا هذا التقرير السري الذي يعيد تحديد الاستراتيجية الاميركية في افغانستان.
وسيبلغ اعضاء الكونغرس رسميا بمضمونه في الايام المقبلة.
ولاحقا سيعد الجنرال ماكريستال في مرحلة ثانية توصياته بشأن عدد القوات الذي يراه ضروريا للتغلب على تمرد المقاتلين المتطرفين في افغانستان.
معارضة ديموقراطيين
في غضون ذلك، تساءل مسؤولان ديموقراطيان رفيعا المستوى عن فائدة ارسال المزيد من القوات، اذ قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي «لا أظن ان ثمة دعما كبيرا لفكرة إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان لا في البلاد ولا في الكونغرس» ووافقها الرأي السيناتور كارل ليفين رئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ بقوله ان التركيز يفترض أن يكون على تدريب وزيادة عديد الجيش الأفغاني أكثر من بحث مسألة إرسال مزيد من القوات الأميركية.
..وماكين يؤيد
غير ان الاقلية الجمهورية في الكونغرس ترى غير ذلك ويتزعمها السيناتور جون ماكين الذي شدد في مقابلة مع وكالة فرانس برس على ارسال قوات اميركية اضافية الى افغانستان مع ارفاق ذلك بزيادة عديد قوات الامن الافغانية.
وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان يرى ضروريا ارسال قوات قتالية جديدة الى افغانستان، قال ماكين «سيتوجب فعل ذلك».
وقال المنافس السابق لاوباما في السباق الى البيت الابيض في حديث هاتفي اجرته معه فرانس برس «من المؤكد سيتوجب علينا زيادة عدد العسكريين الافغان، لكن العراق اظهر لنا ان رفع عدد المدربين وحجم الجيش الوطني لا يكفيان».
وردا على اقتراح تقدم به السيناتور الديموقراطي ليفين اوضح ماكين ان «الجيش العراقي انهار في غياب قوات (اميركية) اضافية كانت مطلوبة» لدعمه.