بيروت ـ عمر حبنجر
مطلوب خارطة طريق لمسار تشكيل الحكومة الجديد، من المؤكد ان الاكثرية النيابية ومعها كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري ستسمي سعد الحريري لتشكيل الحكومة غدا وبعد غد، الا ان عنصرا جديدا سيضاف الى سيناريو الاستشارات والتكليف والتأليف يتمثل في قبول الرئيس الذي صوت النواب له، التكليف الذي سيتبلغه من رئيس الجمهورية.
وهذا القبول بات مشروطا بالتفاهم على التركيبة الحكومية سلفا، تجنبا لتكرار ما حدث بعد التكليف الذي انتهى الى اعتذار.
وفي هذا السياق، كان هناك موقف للنائب سعد الحريري يتحدث فيه عن تفاوض مختلف هذه المرة، وسط مشاورات حثيثة في الظل يشارك فيها الرئيس ميشال سليمان ورئيس المجلس نبيه بري والنائبان الحريري وجنبلاط.
ويأمل البعض وعلى رأسهم الرئيس سليمان ان تظهر الصورة قبل غد، وهو امل ضعيف في ظل التعقيدات الاقليمية الراخية بكلكلها على هامة الوضع اللبناني المتهالك، وهناك اجتماع مرتقب لكتلة المستقبل وقوى الاكثرية للتنسيق قبل تسمية الرئيس المكلف.
بدوره، قرر النائب وليد جنبلاط تفعيل اتصالاته دعما لعودة الحريري على قاعدة صيغة 15 ـ 10 ـ 5 الوزارية، حيث يلتقي مع الرئيس بري بخلاف رأي الاكثرية.
سليمان في بعبدا لبدء الاستشارات
الرئيس ميشال سليمان الذي عاد الى مقره الدائم في بعبدا من مقره الصيفي في بيت الدين امس استعدادا للاستشارات الملزمة الثلاثاء، ابدى اطمئنانه الى استمرار الاتصالات والانفتاح بين الاطراف وفق الاصول الديموقراطية، ولو انه المح الى حاجة التشكيل الحكومي الى الوقت.
وقبل عودته الى بعبدا، زار الرئيس سليمان مدينة دير القمر قاعدة الوجود الماروني في الشوف، حيث شارك في قداس الاحد في كنيسة سيدة التلة بمناسبة عيد الصليب بصفة شخصية نظرا لتزامن وجوده في بيت الدين جارة دير القمر، حيث اعد له استقبال من فعاليات البلدة والجوار.
بيد ان العماد عون كرر امس شروطه السابقة وفي طليعتها عودة الوزير باسيل الى وزارة الاتصالات.
وقال عون لقناة «الجزيرة» ان كل الدول الاوروبية واميركا تدعم الاكثرية النيابية عندنا، واسرائيل ستبدأ بالقول انها تدعم الاكثرية، حتى بتنا نسمع صوتا ليس ضد التوطين في لبنان.
وردا على سعد الحريري، قال عون: يقول انه تنازل عن الثلثين، فمن اين له الثلثان؟ لمجلس النواب مقسوم 55% و45%، فمن اين له بالثلثين؟ واذا اعتمدنا التوزيع العادل للحكومة يكون له 17 وزيرا ولنا 13 وزيرا.
جبران وزيراً بلا اتصالات
وفي هذا المضمار، علمت «الأنباء» ان الدخول القطري على خط الازمة الحكومية اللبنانية سلك طريقه عمليا.
ويقول مصدر وزاري مطلع ان التحرك القطري الذي يقوده رئيس الوزراء حمد بن جبر آل ثاني يقوم على معادلة النزول عند اصرار العماد عون على توزير جبران باسيل والنزول عند اصرار الرئيس المكلف ـ المعتذر على الاحتفاظ بوزارة الاتصالات للاكثرية، نتيجة عدم الارتياح الى سابق تجربة باسيل في هذه الوزارة، خصوصا على صعيد الانعكاسات الامنية السلبية لطريقة تعاملها مع الاجهزة الامنية التي تعتمد بصورة رئيسية على «داتا» وزارة الاتصالات في تعقب الارهابيين والمجرمين العاديين. والسؤال هنا: هل يقبل عون ومن خلفه حزب الله بهذه الصيغة؟ المصدر يذكر ان للقطريين تجربة ناجحة مع العماد عون في مؤتمر الدوحة الذي اضاء الاخضر لانتخاب رئيس الجمهورية، حيث استطاعوا كبح جماح معارضته لتسوية الدوحة بصورة سحرية.
حزب الله: لا لحكومة اللون الواحد
لكن النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة رأى في مواقف الاكثرية منطق اخضاع وتعال.. منطق نحن الدولة وغيرنا اقلية يجب ان تتبع.. وقال ان هذا المنطق لا يفضي الى حكومة لا الآن ولا في المستقبل، لا بعد عيد الفطر ولا قبل رأس السنة.
واضاف: ما يفضي الى حكومة وحدة وطنية هو استحضار الهموم والتحديات التي تمس كل الوطن وتمس كل المناطق وكل الطوائف ووضع اسس للحوار من اجل التوصل الى حكومة نتشارك فيها جميعا من اجل مواجهة هذه الهموم وهذه التحديات.
رعد حذر من لعبة حكومة اللون الواحد التي اعتبرها من «نفثات الشيطان» ومن احابيل المتآمرين على لبنان والسلم الاهلي.
ورأى ان اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري ليس نهاية المطاف، وقال ان حزب الله بذل ما يستطيع من اجل تشكيل الحكومة ومازال مستعدا لذلك، ايا كان الرئيس المسمى والمكلف.
رئيس الكتائب امين الجميل رأى ان الانطباع العام يوحي بان هناك مؤامرة على لبنان تهدف الى ابقائه ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات، والشعب اللبناني براء من كل هذه الامور المدفوعة من جهات اجنبية تسعى لأن تعطل المسار اللبناني.