شيعت تركيا أمس ضحايا هجمات مطار أتاتورك الانتحارية في اسطنبول، فيما تواصل السلطات تفكيك خيوط الهجوم الأعنف في تركيا، والتي تتجه نحو تنظيم «داعش».
واعلن أكثر من مسؤول تركي تحديد هويات الانتحاريين الثلاثة.
ونقلت «رويترز» عن احد هؤلاء المسؤولين ان المهاجمين قادمون من آسيا الوسطى وأحدهم روسي والثاني من أوزبكستان والثالث من قرغيزستان.
وقال وزير الداخلية التركي إفكان آلا، إن الأدلة التي جمعت حتى الآن تشير إلى تورط تنظيم «داعش» في الهجوم الانتحاري.
وأشار الوزير التركي إلى ارتفاع عدد قتلى الهجوم إلى 43 شخصا بينهم 19 أجنبيا.
وفي سياق متصل، قال مسؤول تركي لـ «رويترز» إن الانتحاريين الثلاثة الذين نفذوا الهجوم أحدهم روسي والثاني من أوزبكستان والثالث من قرغيزستان.
وقال مسؤول تركي آخر إنه من المحتمل أن يكون انتحاري واحد على الأقل أجنبيا لكن لم يتم بعد التعرف على هوية الـ 3 لتعرض أشلائهم لتشوه كبير.
وأضاف ان: «فريقا طبيا يعمل على مدار الساعة للانتهاء من تحديد الهوية».
وذكرت صحيفة «يني شفق» التركية المقربة من الحكومة إن المهاجمين كانوا من قرغيزستان وأوزبكستان وداغستان الواقعة جنوب روسيا.
وقالت الصحيفة إن منسق الهجوم يشتبه بأنه أحمد شاتاييف وهو من أصل شيشاني.
واسم شاتاييف مدرج على قائمة عقوبات الأمم المتحدة بوصفه قيادي في تنظيم داعش وهو مسؤول عن تدريب المتشددين الناطقين بالروسية، وهو أيضا مطلوب لدى السلطات الروسية.
وفي السياق، قالت صحيفة «حريت» أن أحد المهاجمين يدعى عثمان فادينوف وهو أيضا شيشاني، لافتة الى إنه جاء من الرقة التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد في سورية.
ولم يؤكد مسؤولون أتراك لـ «رويترز» ما إذا كان شاتاييف أو فادينوف جزءا من التحقيق.
وفي هذه الأثناء، أوقفت السلطات التركية في إسطنبول وازمير، أمس، 13 مشتبها بينهم 3 أجانب، خلال حملات مداهمات شنتها على خلفية الاعتداء الإرهابي على مطار أتاتورك.
وذكرت وكالة «الأناضول» ان الشرطة التركية داهمت خلايا يشتبه أنها تابعة لتنظيم داعش في اسطنبول وأزمير المطلة على بحر إيجة.
وتعتقد السلطات التركية ومسؤولون أميركيون ان تنظيم داعش مسؤول عن الهجوم على ثالث أكثر مطارات أوروبا ازدحاما وهو الهجوم الأكثر دموية في سلسلة تفجيرات انتحارية في تركيا هذا العام.
وقالت الوكالة نقلا عن مصادر أمنية ان فرق شرطة مكافحة الإرهاب يقودها ضباط القوات الخاصة نفذت مداهمات في عدد من أحياء اسطنبول.
وقالت الوكالة إنه تم احتجاز تسعة - يشتبه في أن لهم صلات بداعش في سورية خلال مداهمات في 4 أحياء بمدينة أزمير، مشيرة الى إن السلطات وجهت إليهم تهم تمويل التنظيم المتشدد وتقديم الدعم اللوجيستي وتجنيد مقاتلين لصالحه.
وفي غضون ذلك، أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عدم وجود أي مبرر ديني يمكن أن يستند إليه مرتكبو تفجيرات مطار أتاتورك، وتساءل مشيرا لهؤلاء الانتحاريين الثلاثة: «هل هناك من يزعم أن هؤلاء مسلمون؟».
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم، أن التحقيقات المتعلقة بالاعتداء على مطار «أتاتورك» ستنتهي خلال يوم أو يومين على الأغلب، مشيرا إلى أنه سيجري نشر التفاصيل كاملة بما فيها هوية الانتحاريين.
وأضاف يلدريم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألباني أيدي راما، في أنقرة أمس الأول، أن انتهاج موقف موحد حيال مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني يعد هاما للغاية من أجل أمن ومستقبل البلدان.
وأكد يلدريم على أن «الهدف الوحيد لتلك المنظمات الإرهابية، يتمثل في القتل وإطاعة الأوامر التي تتلقاها»، معتبرا أن تلك المنظمات «أدوات بيد جهات لم يسمها.
وفيما يتعلق بالاعتداء على مطار «أتاتورك»، لفت رئيس وزراء تركيا إلى أن الهجوم أظهر مدى الحاجة إلى اتخاذ تدابير أمنية إضافية للمطارات، مضيفا: «وفي هذا الإطار سنزيد عدد عناصر الأمن ممن تلقوا تدريبات خاصة في مداخل المطارات».
وفي رده على سؤال حول تصريحاته بوجود مؤشرات حول تورط تنظيم «داعش» في الهجوم، أوضح يلدريم أن «التحقيقات لاتزال متواصلة وأنها استغرقت وقتا من الزمن جراء ضخامة التفجير»، مضيفا ان «الأدلة تشير بشكل كبير إلى احتمال تورط داعش في الاعتداء».