بيروت ـ محمد حرفوش
انتظار ما بعد الاعتذار يشبه المراوحة التي امتدت 73 يوما بين التكليف واللا تأليف. اما اعادة التكليف المتوقعة بعد استشارات اليوم وغدا فرهن بظروف يريدها زعيم الاغلبية النيابية ان تؤكد نجاح التأليف كشرط لقبول التكليف. حتى الآن لا تغيير ظاهريا في المعطيات ليحصل اختراق يبدد الاسباب التي ادت الى الاعتذار، فالمشاورات الداخلية لم تستأنف على خط قريطم ـ الضاحية، وعلى خط بيت الوسط ـ الرابية، في وقت يجهد الثلاثي: رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والنائب وليد جنبلاط لاخراج عملية تشكيل الحكومة من المراوحة وتعبيد الطريق امام عودة تكليف سعد الحريري لاطلاق العملية في مناخات طبيعية. وفي الانتظار المح مصدر في الاكثرية الى ان الحريري مازال يتريث في قبول ترشيحه رفضا للعودة الى دوامة العقبات نفسها التي اعترضت مهمته في التأليف. وبحسب المصدر، فإن العقدة الفعلية هي لدى الاقليمية ، ولا قرار على هذا المستوى بتسهيل قيام الحكومة، واكد لـ «الأنباء» انه بعد اختلاف المناخ الاقليمي بين يوليو واغسطس من حال التبريد الى التسخين، انتفت الظروف التي كانت وراء ولادة الصيغة الحكومية 15ـ10ـ5 ورأى المصدر ان لعبة فريق 8 آذار باتت مكشوفة وهي وضع سعد الحريري في شكل او بآخر امام معادلة مستحيلة، اما الاخذ بحرفية مطالب العماد عون وهي مطالب تعجيزية، او لا حكومة، مؤكدا ان حزب الله يريد تكبيل الحريري وتطويقه بشروط عون من جهة وبمخاطر القيام بأي خطوة لا تأخذ في الاعتبار هذه الشروط من جهة اخرى لاظهاره عاجزا. وابلغ المصدر الاكثري «الأنباء» ان خيار حكومة التكنوقراط قد سقط لدى الاكثرية بعدما تبين لهم ان هذه الحكومة لم تعد واردة بعد الطائف الذي وضع القرار السياسي في مجلس الوزراء. واشار المصدر الى ان كل المعادلات التي اتفق عليها سابقا لم تعد واردة وفي مقدمتها صيغة 15-10-5 وهي لن تفرض كشروط مسبقة على الرئيس الذي سيكلف، ولفت الى معايير ثوابت سيتمسك بها فريق الاكثرية ابرزها:
- احترام نتائج الانتخابات وعدم توزير الراسبين.
- عدم المس بحقيبتي الداخلية والدفاع. اعتماد مبدأ المداورة في الوزارات.
احترام الدستور لجهة منح الرئيس المكلف الحق في تشكيل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية.
رفض الشروط والضغوط وترك الحرية للرئيس المكلف ليختار وزراء حكومته من شخصيات متجانسة يمكن ان يشكل معها فريق عمل واحدا عنوانه المشاركة لا المشاكسة.