ثمة مفارقة في التاريخ اللبناني الحديث وهي انها المرة الاولى التي يعتذر فيها رئيس مكلف بتشكيل الحكومة ثم يعاد تكليفه. وفي الوقائع فإن اعتذار رئيس حكومة مكلف عن عدم تشكيل الحكومة تجربة ليست بجديدة او غريبة، اذ تكررت على مدى التاريخ اللبناني منذ الاستقلال:
ـ عام 1952 ايام الرئيس بشارة الخوري، شهد اعتذار ثلاثة رؤساء هم: صائب سلام وحسين العويني وناظم عكاري، ولم تنته الازمة حينها الا باستقالة رئيس الجمهورية بشارة الخوري الذي عين اللواء فؤاد شهاب رئيسا لحكومة انتقالية. وتكررت هذه الازمة بوجه جديد ولاعبين جدد عام 1974 عندما اعتذر الرئيس صائب سلام عن عدم المضي في التأليف في 21 اكتوبر، اي بعد 18 يوما على تكليفه تأليف حكومة جديدة، وذلك بعدما اصطدم بعقدة مطالبة الرئيس سليمان فرنجية بتوزير ابنه طوني فرنجية وتسليمه حقيبة الهاتف والبريد، فاعتذر ليكلف رئيس الجمهورية بعد ثلاثة ايام الرئيس رشيد الصلح تأليف الحكومة.
في سبتمبر 1980 اعتذر الرئيس تقي الدين الصلح بعدما كان كلفه الرئيس الياس سركيس، فتم بعدها تكليف الرئيس شفيق الوزان. وبعد 18 عاما اي في العام 1998 رئيس آخر يعتذر هو رفيق الحريري، في هذا العام وتحديدا في نوفمبر من العام 1998 وقبل ان يعتذر الرئيس الحريري رسميا بعد خلافه مع الرئيس اميل لحود على تفسير المادة 53، قبل الرئيس لحود اعتذار الرئيس الحريري التلفزيوني، واجرى استشارات نيابية افضت الى تكليف الرئيس سليم الحص.
ـ الاعتذار مع الرئيس رفيق الحريري تكرر ودائما في نوفمبر، اذ في العام 2004 وفي الشهر نفسه استقال الرئيس رفيق الحريري بعد التمديد للرئيس لحود، فكان ان كلف الرئيس عمر كرامي.
ـ اما بعد اغتيال الرئيس الحريري وتحديدا في ابريل 2005، فقد استقال الرئيس كرامي لتفضي الاستشارات حينها الى تكليف الرئيس نجيب ميقاتي.
ـ في سبتمبر 2009 اعتذر سعد الحريري وباعادة تكليفه يكون الاول الذي يعتذر ثم يكلف مجددا بتأليف الحكومة العتيدة.