بيروت ـ عمر حبنجر
حقق سعد الدين رفيق الحريري اكثرية 73 صوتا في استشارات تكليفه بتشكيل الحكومة، للمرة الثانية امس ناقصا 13 صوتا، هي اصوات كتلة رئيس مجلس النواب في الاستشارات الأولى، والتي لم تسمه هذه المرة.
نائب من الأكثرية ابلغ «الأنباء» ان تكليف الرئيس الحريري من قبل نواب الأكثرية ونائبي حزب الطاشناق الأرمني اللذين خرجا عن موقف المعارضة، أدى حكما الى تحرير الحريري من اي التزام وافق عليه مسبقا، بعد تكليفه لأول مرة، ونقل النائب عن الرئيس المكلف قوله انه قدم ما عنده حتى بات امام معادلة صعبة لم يعد يستطيع معها تقديم المزيد خصوصا ان تضحياته لم تجد نفعا، اذ كان على رئيس مجلس النواب نبيه بري ان يفعل شيئا، لا ان يصطف وراء حلفائه في التعقيد وان يشترط لإعادة تسمية الحريري في عملية اعادة تكليفه ثانية.
مصادر الأكثرية اكدت لـ «الأنباء» ان الرئيس المكلف سيتحرك بعد التكليف بخطى ثابتة، باتجاه ثلاثة خيارات سيطرحها بهدوء وحكمة على المعارضة، اما حكومة تكنوقراط، واما حكومة اقطاب وفي حال التعذر حكومة اكثرية.
وردا على سؤال حول موقف الرئيس سليمان المعلن، والذي يرفض توقيع حكومة لا تنطبق عليها مواصفات الوحدة الوطنية، قال: مع عدم تمني الوصول الى هذا الخيار، فإن البطريرك الماروني نصرالله صفير يدعم حكومة كهذه عند الضرورة.
الحص ينتقد الامتناع عن التسمية
رئيس الحكومة الأسبق د.سليم الحص انتقد الامتناع عن تسمية رئيس الوزراء المكلف، وقال امس ان هذا الامتناع يعني ان الممتنعين ليست لهم خيارات لملء سدة رئاسة الوزراء، او انهم لا يريدون رئيسا للوزراء، وهذا منتهى التخلي عن واجب يقع على عاتق النائب، ثم ان المرتقب تشكيل حكومة وحدة وطنية وان هذه الحكومة يفترض ان تشمل تمثيلا للأكثرية وللمعارضة على السواء.
وكانت الجولة الثانية والأخيرة من المشاورات قد بدأت في العاشرة صباح أمس وانتهت مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة العائد من أداء العمرة في الديار المقدسة نحو الثانية من بعد الظهر.
وعلى الأثر استدعي رئيس مجلس النواب نبيه بري الى القصر الجمهوري حيث أبلغ بنتيجة الاستشارات واسم الرئيس المكلف، وهو النائب سعد الحريري، والذي يمكن ان يتريث في قبول التكليف كما أوصى سابقا، ريثما يدرس الموقف، علما ان تطرية خطابه السياسي مؤخرا يشجع على قبوله التكليف دون تردد. الاستشارات أمس شملت 30 نائبا، نائبا حزب الطاشناق اعتبرا الحريري الشخص الأنسب لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والوزير طلال أرسلان لم يسم أحدا، في حين ان كتلة المردة بشخص النائب سليم كرم لم تسم أيضا، أما كتلة التوافق الأرمني فسمت الحريري، وقال النائب سيرج طور سيركيسيان اننا مصرون على الشخص والمصير والمسار الديموقراطي مؤكدا ان «الخلطة الحكومية لن تكون كما كانت». بدورها كتلة نواب الحزب السوري القومي الاجتماعي لم تسم أحدا، أسوة بكتل المعارضة الأخرى، انما قال رئيسها أسعد حردان ان البلد بحاجة الى حكومة انقاذ وطني وقال عاصم قانصو: باسم كتلة البعث التي امتنعت عن التسمية أيضا، اننا حاضرون للتعاون.
زوار الرئيس ميشال سليمان نقلوا عنه قوله انه لا يشعر بأن لدى سعد الحريري استعدادا لأي خيار فئوي، وانه أي الحريري لايزال ضمنا متمسكا بخيار حكومة الوحدة الوطنية.
ويتلاقى كلام الرئيس سليمان مع موقف رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الذي رأى ان الحريري يعرف المصلحة العامة. وقال جنبلاط لـ«السفير» أمس، لقد قمنا بواجبنا، وشاركنا في الاستشارات النيابية ولننتظر مسار الأمور، مع التشديد على ضرورة قيام حكومة الوحدة الوطنية وفق صيغة 15 – 10 – 5.
وقبل انتهاء المشاورات وخلال غداء العمل بين الرئيس سليمان والعماد عون والوزير جبران باسيل أول من أمس في بعبدا، دار نقاش مطول على مدى 90 دقيقة حيث جرى استعراض مسار التأليف الأول، وأبلغ سليمان عون انه منذ ان التقى في بيت الدين وفد المعارضة اتفق معه بوجوب ان تختار المعارضة الأسماء، وانه لا يمانع شخصيا في توزير باسيل وان تكون حقيبة الاتصالات من حصة المعارضة، على انه سيترك للرئيس المكلف التفاوض وتدوير الزوايا، مشيرا الى ان خيار حكومة الوحدة الوطنية يتطلب تنازلات من الجميع.
بدوره العماد عون أطلع الرئيس سليمان على الأسباب التي قال انها حالت دون اتفاقه مع الرئيس المكلف سعد الحريري، حول الرؤى والاهداف، ثم ان كلامه الاخير بعدم اكتراثه بمن يسميه اولا وانه سيتعامل بالمثل، يخرج عن الاصول المعتمدة في تأليف الحكومات، وعلى هذا الاساس اصبح من غير المألوف بالنسبة لكتلة الاصلاح والتغيير تسمية الحريري.
من جهته، الرئيس المكلف اكد انه غير مستاء من الذين لم يسموه في الاستشارات لتشكيل الحكومة وانه لن يتخذ موقفا سياسيا من هؤلاء. واضاف، في افطار رمضاني، انه سيتفاوض مع الجميع من خلال حقه الدستوري، مشيرا الى انه سيعمد بعد التكليف الى الاقلال من الكلام وسيجري مفاوضات بهدوء وحكمة، مكررا القول ان هناك اكثرية ربحت الانتخابات وهذه حقيقة لن تتغير. وشدد الحريري على الاحتكام الى الدستور الذي لا مرجعية لنا سواه.
باسيل: مشكلتنا مع الحريري
الوزير جبران باسيل اعتبر ان رئيس الجمهورية هو صمام الامان لعدم قيام حكومة لا تتناسب وطبيعة المرحلة، لكنه لفت الى ان الرئيس ليس هو من يقوم بالمشاورات من اجل تشكيل الحكومة وليس مسؤولا عن الحوار او المفاوضات لتشكيلها، كما انه ليس مسؤولا عن المشاكل التي تعترض قيامها، وهو لم يدخل في التفاصيل حرصا منه بالمعنى الايجابي على دوره وموقعه. وقال ان البحث بين الرئيس سليمان والعماد عون خلال الغداء الذي شارك فيه تناول مواضيع بالغة الاهمية كالتوطين والتقسيم اضافة الى الاخطار الاقليمية والارهاب والفساد الذي يضرب مؤسسات الدولة. واصر باسيل على حكومة الوحدة الوطنية التي تؤمن الشراكة ويكون لنا فيها تأثير، مشددا على انه لا مشكلة بين تكتل الاصلاح والتغيير ورئيس الجمهورية، وقال ان المشكلة مع الحريري الذي عقدها وهو وحده يفكها، بحسب باسيل.
عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي اكد ان الذي يمتلك الاكثرية مسؤوليته ان تكون هذه الاكثرية سببا حافزا لتقديم ضمانات لشراكة في هذا الوطن.
الموسوي وفي افطار بمدينة صور قال: عندما يفتح المجلس النيابي دورته التشريعية سنكون معنيين بتقديم تشريعات جديدة لاعادة النظر في قوانين تتعلق بتشديد العقوبات على الذين يتعاملون مع العدو الاسرائيلي.