أفاد شهود عيان امس بأن أكثر من 80 مدنيا قتلوا في غارة جوية نفذتها طائرة تابعة للجيش اليمني امس الاول واصابت تجمعا عشوائيا للاجئين شرق مدينة حرف سفيان (شمال صنعاء).
وذكر الشهود لوكالة فرانس برس ان الطائرة اليمنية استهدفت لاجئين من الصراع بين القوات الحكومية والمتمردين الزيديين الحوثيين في شمال اليمن، كانوا متجمعين بشكل عشوائي تحت الاشجار في منطقة عادي شرق حرف سفيان. وأفاد الشهود بأن معظم الضحايا من النساء والاطفال، فيما اكد احد الشهود لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان «87 شخصا قتلوا على الاقل».
الى ذلك افاد مصدر رسمي بأن القصف «استهدف متمردين حوثيين أطلقوا النار من بين النازحين» الا انه لم يؤكد حصيلة الضحايا.
كما لم يتسن الحصول على تأكيد لهذه المعلومات من مصادر عسكرية.
وكانت قيادة التمرد الحوثي أصدرت بيانا أشارت فيه الى «سقوط ضحايا بالعشرات وتناثر الجثث عشرات الامتار» جراء غارة القوات اليمنية، واتهمت ما أسمته بـ «السلطة الدموية» بارتكاب «مجزرة جماعية» و«انتقام جماعي» من اللاجئين.
وندد البيان بما قال انه «صمت جميع الاطراف السياسية والمدنية والحقوقية والانسانية» واعتبر ان ذلك يؤدي الى استمرار «النظام في انتهاكاته الجسيمة بحق الابرياء الذين هربوا من مناطقهم خوفا من الموت، فكان أمامهم في كل مكان».
من جهتها، اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تدافع عن حقوق الانسان ومقرها نيويورك ان 87 شخصا غالبيتهم من النساء والاطفال والمسنين قتلوا في غارة للقوات اليمنية، وذلك نقلا عن شهود عيان.
ودعت المنظمة الحكومة اليمنية الى «اجراء تحقيق بشكل فوري وحيادي لتحديد المسؤوليات» كما دعت الاطراف الى «احترام مبدأ عدم استهداف المدنيين بحسب القانون الدولي».
ميدانيا، أعلن مصدر عسكري يمني عن نجاح الجيش خلال الساعات الماضية في تدمير تجمعات لعناصر تابعة للمتمردين الحوثيين في عدة مناطق في محافظة صعدة وحرف سفيان بعمران ما أدى الى مصرع وإصابة العديد من تلك العناصر.
وقال المصدر في بيان نشر على موقع الجيش اليمني الالكتروني ان وحدات عسكرية وأمنية تمكنت من قطع خطوط امداد المتمردين بالأسلحة والذخائر والمؤن عبر طريق الجوف كما قامت وحدة متخصصة بنزع عدد من الألغام والمتفجرات التي زرعها الحوثيون في الطريق المؤدي إلى شبارق.
واضاف المصدر ان ذلك تزامن مع مواصلة وحدات عسكرية تقدمها باتجاه منطقة الشقراء بعد ضرب مواقع للمتمردين في الشقراء وبيت الحتمة.
وذكر ان وحدات عسكرية تمكنت من تدمير مواقع للمتمردين في قرية سليمان والمجزعة وشهران ومواقع أخرى في منطقة الملاحيظ.
من جانبه، أعلن المكتب الإعلامي لزعيم المتمردين للحوثيين في بيان صحافي موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن رغبتهم في «الوقف الفوري للحرب ودون شروط واعتماد أسلوب الحوار والتفاوض لحل قضية صعدة».
وذكر البيان «نرحب بلجان مستقلة تراقب تطبيق وقف إطلاق النار ومتابعة أعمال الإغاثة».
وأضاف «نعرض استعدادنا تقديم كل التسهيلات لوصول المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية وهيئات الإغاثة الدولية والمحلية غير الحكومية والصحافيين إلى المناطق المنكوبة ونلتزم بتوفير الحماية المطلوبة للعاملين في تلك المنظمات في المناطق الخاضعة لنفوذنا».