- الاتحاد الأوروبي يراقب «بقلق» فرض حال الطوارئ في تركيا
تزامنا مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبرلمان الذي كان أحد أهداف الانقلابيين، لم يستبعد رئيس الوزراء بن علي يلدريم وقوع انقلاب ثان، محذرا من أن الخطر لم ينحسر بعد، لكن الحكومة والمؤسسات الأخرى تسيطر على الوضع.
وبعد أسبوع من محاولة انقلاب قامت بها مجموعة داخل الجيش وقتل فيها نحو 246 شخصا حث يلدريم الأتراك على الهدوء وقال إن الحياة عادت إلى طبيعتها لكن لا مجال للاسترخاء.
وقال للصحافيين: «الخطر لم ينته لكن ليس هناك ما يدعو مواطنينا الى القلق». وأضاف ان سيادة القانون وليست الرغبة في الانتقام هي التي تحكم تعامل المؤسسات التركية مع تداعيات الانقلاب.
من جهته، ربط وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بين التعاون مع الولايات المتحدة حول محاربة الإرهاب والطلب الذي قدمته أنقرة بتسليم رجل الدين فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال أوغلو إن: «مطلبنا واضح، في حال كان هناك تعاون ضد الإرهاب بجميع أشكاله، فلابد من الحصول على نتائج ملموسة من هذا التعاون».
وأضاف جاويش أوغلو في لقاء أجراه مع التلفزيون التركي «طالبنا الولايات المتحدة قبل وقت طويل بتسليم زعيم منظمة الكيان الموازي الإرهابية (غولن)، وكان ذلك بعد الأحداث التي وقعت بين 17 و25 ديسمبر 2013، والتي نفذها أتباع تلك المنظمة في الشرطة والقضاء، وقمنا بعدها بتطهير شرطتنا من هؤلاء، ولو لم نكن فعلنا ذلك لكانت نتيجة المحاولة الانقلابية الأخيرة وخيمة أكثر. كان الشعب سيقف في كل الأحوال في وجه محاولة الانقلاب، ولكن كنا سنقدم عددا أكبر من الشهداء».
وأكد جاويش أوغلو أن التعاون بين تركيا والولايات المتحدة لابد أن يكون وثيقا باعتبارهما حليفين، مشيرا الى ان الجانب التركي سبق له أن قدم اقتراحات بإنشاء لجان عمل مشتركة للتعامل مع الأمر. وأضاف: «نحن جاهزون لكل شيء، لكن عليهم تسليم (غولن) إلينا، ويجب ألا يسمح له بالهرب إلى دولة أخرى (...) يتعين على الولايات المتحدة أن تتخذ التدابير لمنع ذلك».
وكان رجب طيب أردوغان أكد أن عدد الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم في البلاد عقب محاولة الانقلاب التي تمت الأسبوع الماضي ارتفع إلى 10410، خلافا للأرقام التي أوردتها وكالتا الأنباء الفرنسية و«رويترز»، والتي فاقت الـ 50 ألفا بحسب إحصاءات بهما.
كما أعلن الرئيس التركي، أن يوم 15 يوليو من كل عام سيكون يوما لتخليد «ذكرى الشهداء الذين قضوا في التصدي للمحاولة الانقلابية الفاشلة».
وأشار أردوغان في مؤتمر صحافي أوردته وكالة الأنباء الرسمية الاناضول، إلى مواصلة الحكومة التركية، تنظيف مؤسسات الدولة من أتباع منظمة «الكيان الموازي» الإرهابية بشكل سريع. ولفت الرئيس التركي إلى حبس 10 آلاف و410 أشخاص وتوقيف 4 آلاف و60 آخرين حتى مساء الخميس، في إطار التحقيقات.
ودعا أردوغان المواطنين الأتراك لمواصلة خروجهم في مظاهرات «صون الديمقراطية» في الميادين، خلال هذه «المرحلة الحرجة»، بحسب تعبيره، راجيا منهم إبداء المزيد من الصبر والإقدام.
وفي مقابلة أخرى مع «رويترز»، اعترف أردوغان بأنه كانت هناك أوجه قصور كبيرة في المخابرات قبل محاولة الانقلاب العسكري وان القوات المسلحة سيعاد هيكلتها سريعا وستضخ فيها «دماء جديدة».
ولم يستبعد أردوغان حدوث محاولة انقلاب جديدة لكنها لن تكون سهلة، مضيفا: «نحن أكثر يقظة».
وأضاف قائلا: «في غضون فترة زمنية قصيرة جدا سينبثق هيكل جديد. ومع هذا الهيكل الجديد أعتقد أن القوات المسلحة ستضخ فيها دماء جديدة».
وألمح الى احتمال تمديد حالة الطوارئ، وأضاف أنه لا توجد عقبات أمام مد حالة الطوارئ بعد الأشهر الـ 3 الأولى إذا اقتضت الضرورة.
في هذه الأثناء، وجه الاتحاد الأوروبي انتقادات مجددا الى الرئيس التركي بسبب ما قال انه توقيف عشرات آلاف الأشخاص او إقالتهم من مناصبهم فيما استمر عشرات الآلاف بالتظاهر في المدن الكبرى احتفالا بفشل الانقلاب ضده.
وحث الاتحاد الأوروبي تركيا على ان «تحترم، في كل الظروف، دولة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حق كل فرد في الحصول على محاكمة عادلة».
وجاء في بيان مشترك لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الأوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هان مساء أمس الأول أنهما يتابعان «عن كثب وبقلق» فرض حالة الطوارئ في تركيا.
توقيف أول «مسؤولة» على خلفية ارتباطها بالانقلاب
أنقرة - وكالات: أعلنت السلطات التركية أمس توقيف أول سيدة في منصب رفيع على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة الاسبوع الماضي.
وقالت وكالة الانباء الرسمية (الاناضول) ان قوات الأمن التركية اوقفت ياسمين أوزآتا جاتين كايا والي «سينوب» (شمال) بعد إعفائها من منصبها على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأفاد مراسل «الأناضول»، نقلا عن مصادر أمنية، بأن فرق مديرية مكافحة الجرائم المنظمة أوقفت جاتين كايا في العاصمة أنقرة أمس في إطار التحقيقات المستمرة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة.
وكانت الوالي جاتين كايا أعفيت من منصبها في 16 الجاري، فيما كانت محكمة مختصة أصدرت قرارا باعتقال زوجها تمال جاتين كايا ضابط برتبة عقيد، نائب قائد حامية «سينوب»، عقب توقيفه بتهمة «انتسابه لمنظمة فتح الله غولن».
روسيا ترفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى تركيا
موسكو - وكالات: رفعت روسيا أمس الحظر الذي فرضته على مواطنيها للسفر الى تركيا بعد المحاولة الانقلابية الأسبوع الماضي، وسمحت لهم بالسفر إليها جوا بينما أعلنت شركة ايروفلوت استئناف رحلاتها الى هذا البلد. وقالت وزارة النقل الروسية في بيان نشر فجر أمس «اعتبارا من 22 يوليو سيعاد تسيير كل الرحلات النظامية الى تركيا انطلاقا من الأراضي الروسية».
وأكدت شركة الطيران الروسية ايروفلوت استئناف رحلاتها الى تركيا اعتبارا من أمس ايضا. وأعلنت وكالة الطيران الروسية استئناف الرحلات الجوية المنتظمة من روسيا إلى تركيا، وذلك «بعد تلقي تأكيدات تركية لاتخاذ إجراءات أمنية مشددة للمحافظة على سلامة المواطنين الروس في الأراضي التركية».