بيروت ـ عمر حبنجر
يغادر الرئيس ميشال سليمان بيروت الثلاثاء الى الولايات المتحدة لترؤس وفد لبنان في افتتاح اجتماعات الدورة الجديدة للامم المتحدة.
الرئيس سليمان كان ينوي المغادرة اليوم الاحد ليصل الى نيويورك يوم الاثنين على امل لقائه الرئيس الاميركي باراك اوباما غير ان تعديلا طرأ على برنامجه بسبب ظروف الرئيس الاميركي فرض تأجيل السفر الى الثلاثاء.
لكن الاتصالات مستمرة من اجل ترتيب لقاء للرئيس سليمان مع الرئيس الاميركي في نيويورك علما ان الرئيس الاميركي سيلتقي رؤساء العالم في 24 الجاري في الاستقبال الذي يقيمه على شرفهم في نيويورك.
ومع مغادرة الرئيس سليمان الى نيويورك ووجود الرئيس المكلف سعد الحريري في الرياض تراجعت المشاورات بشأن تأليف الحكومة وانصرفت الفعاليات السياسية الى متابعة واجباتها الاجتماعية. بيد ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يرى ان عملية تشكيل الحكومة قطعت اكثر من نصف الطريق، مشيرا بحسب زواره الى ان صيغة «15-10-5» موجودة ومتفق عليها للوصول الى صيغة تحظى بقبول الجميع، وقال ان هذا ممكن جدا اذا ما التقت الارادات وصفت النيات. زوار بري نقلوا عنه عدم علمه بوجود مبادرة قطرية ـ سعودية لحل الازمة الحكومية، وتأكيده على المعادلة السورية ـ السعودية مع وجود الحراك الداخلي لتذليل الكثير من العقد.
لقاء على التهدئة
وفي الموضوع الداخلي لاقى الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الرئيس المكلف سعد الحريري بالدعوة للتهدئة ولعدم اخذ البلد الى توتر سياسي او امني، وقال في احتفال يوم القدس امس الاول ان المعارضة لم تسم احدا لتشكيل الحكومة ليس لقحط في الرجال بل لتجنب التوتير والتشنج، وقال ان المكلف يستطيع التواصل مع الكتل النيابية وان نصل متأخرين خير من ان نودي ببلدنا الى التهلكة، وكل منا استغل حقه، الموالاة والمعارضة.
كلنا نخسر
واضاف: كلنا خضنا التجربة، وكلنا نخسر ومن يتصور في لبنان انه اخذ البلد على التوتر الداخلي والزواريب والازمة كلنا نخسر، والخطاب المذهبي سيف ذو حدين، ولنترك الساحة هادئة كما بعد الانتخابات السيد نصرالله دعا الى دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، وقال ان استراتيجية الحزب الصحيحة هي التالية: حافظوا على المقاومة الموجودة في لبنان، واذا لم تشاءوا دعمها حلوا عنها.
واضاف: هذا الكلام للبعض في لبنان وللبعض في الدول العربية، اتركوا جيوشكم لحماية عروشكم، وادعموا الشعب الفلسطيني عبر المقاومة في فلسطين، وساعدوا الفلسطينيين على البقاء في ارضهم وفكوا الحصار عنهم.
وعن تشكيل الحكومة قال: عندما تنتهي عطلة العيد ويعود الرئيس المكلف ويجلس مع الناس ويتشاور معهم، هناك مسار قانوني ودستوري ولدينا ديموقراطيتنا فلنهدأ ونطول بالنا على بعضنا البعض، لنصل الى نتيجة، فان نصل متأخرين خير من ان نؤدي ببلدنا الى التهلكة، قليل من الأعصاب ومن التهدئة لنجتاز هذه المرحلة.
جاهزون لتدمير إسرائيل
غير ان موقف نصرالله الذي كرس الهدنة الاعلامية والسياسية غير المعلنة ترافق مع ڤيتو مكرر في موضوع سلاح الحزب، داعيا الى ابقائه خارج اطار التداول.
وقال ان المقاومة ستكون جاهزة لتدمير الجيش الاسرائيلي وسحقه اذا ما هجمت عليها اسرائيل، واضاف: نحن لسنا بحاجة الى فتح جبهات، نحن نستطيع ان نستعيد أرضنا بالمقاومة بدليل اننا استعدناها في لبنان.
إلا ان النائب عقاب صقر عضو كتلة المستقبل دعا الى فصل المقاومة عن ادائها السياسي، معتبرا ان الأزمة اللبنانية مرتبطة بمشاريع كبرى بالمنطقة.
وقال في حديث اذاعي ردا على خطاب السيد نصرالله: لا احد يثقل على ظهر المقاومة، لكن المطلوب ايضا من المقاومة وفي بعض المواقف السياسية ان تحل عن ظهر اللبنانيين. وأشار صقر الى ان خطوة الاعتذار من جانب سعد الحريري شكلت صدمة ايجابية لأن اعادة التكليف ليست هواية لدى الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي سيشكل حكومة كل همها حماية لبنان.
نائب زحلة عن المقعد الشيعي، كشف عن رسائل مبطنة توجه الى لبنان لايقاف المحكمة، مشددا على ان لا سعد الحريري يستطيع ايقافها ولا حتى السعودية والولايات المتحدة والعالم العربي.
بدوره نائب طرابلس روبير فاضل قال ان الوضع الاقليمي يدخل على لبنان من نافذة الخلافات اللبنانية، ورأى ان التعطيل والتسييس يصيبان كل المؤسسات وان الاختلاف على وزارة الاتصالات خلفيته سياسية وأمنية.
بدورها، صحيفة «الأخبار» المعارضة نقلت عن زوار النائب وليد جنبلاط قوله ان بعض القادة الموارنة عندما يتبنون مشروعا سياسيا ما يذهبون به الى الآخر، حتى ولو كان ذلك يؤدي بهم الى الانتحار، مشيرا الى ان رئيس القوات سمير جعجع ورئيس الكتائب امين الجميل ابرز من يمثل هذه الحالة.
وقال جنبلاط: انا لا اريد ان انتحر مثلهم لكن الخوف من وجودهم حول الرئيس المكلف سعد الحريري وتطويقهم له يزيد الخشية من ان يدفعوا به الى تبني مشروعهم مما يؤدي الى بروز «انعزالية سنية» ستكون أخطر من نتائج الانعزالية المارونية وانعكاساتها، لذلك اضاف جنبلاط ان وجودي الى جانب الحريري ضروري.
ويعتقد جنبلاط ان في واشنطن من لا يريد حكومة وحدة وطنية في لبنان، وقال كل الناس باتت تشعر «بالقرف» والبلاد تسير نحو الخراب، لا بل انه بدأ يخرب والمؤسسات بدأت في الانهيار، وبالتالي لا مصلحة لأحد بعدم تأليف الحكومة، والاولوية ليست للمطالبة بحقائب بل للانطلاق بالعجلة الحكومية.
رعد: لا تعقيدات في موضوع الحقائب
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اكد على ثوابت المعارضة في الحكومة، لكنه لفت الى انه سيذهب الى مفاوضات التأليف بروحية النصح بضرورة عدم تعقيد موضوع الحقائب الوزارية، وان يكون الرئيس المكلف اكثر موضوعية في توزيع الحقائب واختيار الاسماء، لأن البلد لا يتحمل فيتاوات ولا استبعادا ولا تهميشا لأحد.
بدوره، النائب بطرس حرب لاحظ ان موقف رئيس الجمهورية الصادر عن حسن نية، عندما قال: انا لا اوقع مرسوما ليس لحكومة وحدة وطنية، جعل الاقلية تستغل كلامه ضد الاكثرية، وبدلا من ان تفهمه على انه كلام تشجيعي وحافز للرئيس المكلف بضم الاقلية الى الحكومة، اعتبرت انه صار يحق لها ان ترفع سقف شروطها على الرئيس المكلف وابتزازه، وهنا حدثت استحالة تشكيل الحكومة.
وقال بطرس ان الرئيس سليمان ابلغه اثناء الاستشارات ان هذا ليس موقفه، وهو لم يعلن انه لن يوقع مرسوما الا مرسوم حكومة الوحدة الوطنية وبما ان التصريح ليس صادرا عنه فلا يفترض به تنفيذه.
الجميل: حزب الله يأخذ البلد رهينة
من جهته، منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، قال من كندا، ان للرئيس المكلف سعد الحريري الحق في تأليف الحكومة التي يريد، لكنه اعتبر ان حزب الله لا يريد حكومة لعدم تلقيه الضوء الاخضر من الخارج.
وكرر الجميل القول ان حزب الله يأخذ لبنان رهينة بسلاحه الذي يهدد فيه اللبنانيين، وقال في حديث لراديو كندا الدولي: اذا اردنا تطبيق الدستور وتأليف حكومة ميثاقية فذلك قد يؤدي الى حرب اهلية جديدة.