تبنى تنظيم «داعش» اعتداء داميا استهدف تظاهرة سلمية كبيرة لأقلية الهزارة في العاصمة الأفغانية كابول أمس.
وذكر محمد إسماعيل كاووسي مسؤول بوزارة الصحة الأفغانية أن 61 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 207 عندما استهدف انفجاران المظاهرة، لافتا إلى ان القتلى والمصابين نقلوا إلى مستشفيات قريبة.
ووقع هذا الاعتداء على الرغم من أن أغلب وسط كابول كان مغلقا بحواجز أمنية مع بدء التظاهرة كما كانت الإجراءات الأمنية مشددة وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المكان.
وقال الرئيس أشرف عبدالغني في بيان تعليقا على الهجوم «اندس الإرهابيون الانتهازيون وسط المتظاهرين وفجروا قنابل وقتلوا وأصابوا عددا من أبناء وطننا من بينهم أفراد من الأمن والدفاع».
من جهتها، قالت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم داعش ان «اثنين من مقاتليه فجرا حزاميهما الناسفين ضد تجمع للشيعة بمنطقة دهمزتك في كابول».
من جانبها، نفت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسمها في بيان إن الحركة «لم تشارك بأي صورة من الصور في هذا الهجوم المأساوي»، مضيفا أن «دوائر معادية» هي التي نفذته.
وذكرت وكالة أنباء «خامة برس» أن حركة التنوير الأفغانية قامت بتنظيم مظاهرة للاحتجاج على تنفيذ مشروع مد خط كهرباء والذي كان من المقرر أن يمر عبر إقليم باميان.
وتجمع مئات الآلاف من المتظاهرين في ساحة مزار غرب كابول خلال المسيرة الاحتجاجية.
وطالب المتظاهرون بإعادة رسم مسار خط الكهرباء الذي تبلغ حمولته 500 كيلوفولت ويمتد من تركمانستان إلى كابول بحيث يمر بإقليمين بهما عدد كبير من أبناء الهزارة وهو خيار تقول الحكومة إنه سيتكلف الملايين ويؤخر المشروع لسنين.
والخط المزمع أن يؤمن موارد الكهرباء لعشرة أقاليم هو جزء من مشروع يدعمه البنك الآسيوي للتنمية ويهدف لربط دول آسيا الوسطى الغنية بموارد الطاقة بأفغانستان وباكستان.
ويريد الهزارة أن يمر الخط بمنطقتهم لضمان حصولهم على إمدادات الكهرباء.
وتقول الحكومة إن المشروع يضمن بالفعل توفير قدر واف من الكهرباء لإقليمي باميان ووردك إلى الغرب من كابول حيث يعيش عدد كبير من أبناء الهزارة وتنفي الاتهامات بأن هناك تمييزا ضد الهزارة.
وتشير التقديرات إلى أن أبناء الهزارة الذين يتحدثون الفارسية وأغلبهم من الشيعة يشكلون حوالي 9% من سكان أفغانستان وهم ثالث أكبر أقلية فيها لكنهم يعانون منذ فترة طويلة من التمييز ولقي الآلاف منهم حتفهم أثناء حكم طالبان.