اعلنت مصادر عسكرية ميدانية لوكالة فرانس برس امس ان القتال مازال مستمرا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية في شمال اليمن بالرغم من اعلان الحكومة تعليق العمليات العسكرية بمناسبة عيد الفطر.
وقال مصدر عسكري ميداني للوكالة ان «العمليات العسكرية مستمرة وجماعة الحوثي لاتزال تستهدف القوات الحكومية المتمركزة في مواقعها».
وذكر المصدر ان القتال يتركز خصوصا في حرف سفيان بمحافظة عمران وفي منطقة الملاحيظ في محافظة صعدة.
من جانبها اكدت قيادة التمرد الحوثي في بيان اصدرته قبل ظهر امس، اي قبل الموعد الذي حددته الحكومة لتثبيت وقف اطلاق النار في حال الالتزام بشروطها، ان قوات السلطة »واصلت اعتداءاتها في مختلف مناطق المواجهات رغم إعلانها تعليق العمليات العسكرية» اعتبارا من ليل الجمعة- السبت (امس – امس الاول).
وفي وقت سابق أمس أعلنت الحكومة اليمنية في الساعة الأولى من الفجر وقفا فوريا لإطلاق النار في حربها مع المتمردين الحوثيين في شمال البلاد على أن يلتزم المتمردون بشروط خمسة تضمنها البيان فيما أبدى زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي رغبته في السلام وتعديل النقاط الخمس الخاصة بوقف الحرب.
وذكر بيان الحكومة ان وقف إطلاق النار جاء «بناء على توجيهات القيادة السياسية العليا وتأكيدا لما سبق أن أعلنته اللجنة الامنية العليا من نقاط لتعليق العمليات العسكرية وبمناسبة حلول عيد الفطر المبارك واستجابة لمطالبات الاخوة المواطنين في محافظة صعدة وكافة النداءات الموجهة للحكومة».
وأضاف البيان أن وقف اطلاق النار جاء أيضا «استجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة وهيئات الإغاثة الدولية من أجل إيصال المواد التموينية للمواطنين والمساعدات للنازحين نتيجة الفتنة التي أشعلتها العناصر التخريبية المتمردة الخارجة على النظام والقانون»، مشيرا إلى أن الحكومة «ستوقف العمليات العسكرية في المنطقة الشمالية الغربية من لحظة إعلان هذا البيان ويثبت وقف اطلاق النار ابتداء من الساعة الـ 12 من ظهر السبت (امس) إذا التزمت عناصر التخريب بخمس نقاط».
والنقاط الخمس التي أوردها البيان تنص على «الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق والانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية وإعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية وإطلاق المحتجزين لديها من المدنيين والعسكريين والالتزام بالدستور والنظام والقانون».
بالمقابل، أعلن زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي قبوله للنقاط التي وضعتها السلطة كشرط لوقف عملياتها العسكرية لكنه اتهم السلطة بمواصلة اعتداءاتها في مختلف مناطق المواجهات رغم إعلانها تعليق العمليات. وقال المكتب الإعلامي للحوثي في بيان «إن زحفا عسكريا تحرك فجر السبت (امس) باتجاه مديرية سفيان ـ محافظة عمران مصحوبا بإطلاق مكثف للصواريخ والمدفعية في حالة لا تختلف تماما عن حالة الحرب القائمة».
وأكد حرصه «الدائم والمستمر» على السلام والأمن والاستقرار ودعوته لإيقاف الحرب واعتبر النقاط المذكورة في البيان الحكومي «نتاجا للحرب والعدوان».
وألمح الحوثي إلى قبوله بتلك النقاط وقال «لقد أبدينا في مبادرتنا السابقة رغبتنا في معالجتها واستعدادنا».