- الرئيس الفرنسي يلتقي زعماء دينيين في خضم سخط من الأداء الأمني للحكومة
عواصم - وكالات: اجتمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس بكبار الزعماء الدينيين سعيا إلى الحفاظ على وحدة فرنسا، بعد الصدمة التي أحدثها مقتل كاهن كاثوليكي في هجوم تبناه تنظيم داعش، قبل ان تستفيق البلاد من صدمة اعتداء نيس.
وفيما يستمر التحقيق لمعرفة شريك المهاجم عادل كرميش أحد منفذي الهجوم، استعانت السلطات بنحو 10 آلاف عسكري لتعزيز الأمن لاسيما في باريس.
وخلال اجتماعهم معه في قصر الإليزيه، عبر ممثلو مختلف الديانات عن موقف موحد وطلبوا من الرئيس تشديد الإجراءات الأمنية حول أماكن العبادة.
واستنكر عميد مسجد باريس دليل بوبكر «باسم مسلمي فرنسا» الاعتداء الذي وصفه بأنه «انتهاك للحرمات مخالف لكل تعاليم ديننا».
واعتبر رئيس أساقفة باريس المونسنيور اندريه فان تروا أن على المؤمنين في فرنسا «ألا ينجروا الى اللعبة السياسية» لتنظيم داعش الذي «يسعى الى تأليب أبناء العائلة الواحدة، الواحد ضد الآخر».
وقال مطران باريس الكاردينال أندريه فان تروا للصحافيين بعد الاجتماع الذي عقد في قصر الإليزيه «لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالانجرار إلى سياسة داعش الذي يسعى للوقيعة بين الطفل وأخيه».
وكان المطران يتحدث ويحيط به ممثلون لطوائف مسيحية أخرى إضافة إلى زعماء يهود ومسلمين وبوذيين.
بدوره عبر هولاند عن تضامنه مع الزعماء الدينيين، في وقت يتعرض هو وحكومته لانتقادات سياسية لاذعة لأدائها الأمني.
وزادت حدة الانتقادات كون كرميش البالغ 19 عاما، كان معروفا لدى السلطات وكان بانتظار محاكمته ويفترض أنه خاضع لمراقبة لصيقة، وهو ما أثار مزيدا من الضغوط فيما يتعلق باستجابة الحكومة الاشتراكية لموجة هجمات تبناها تنظيم داعش منذ أوائل عام 2015.
وتعرض هولاند ووزراؤه لانتقادات قاسية من معارضيهم المحافظين بسبب الفشل بتأمين احتفالات يوم الباستيل في نيس حيث قتل 84 شخصا دهسا في هجوم باستخدام شاحنة.
كما صعد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي يتوقع أن يخوض سباق الانتخابات الرئاسية العام المقبل هجومه ضد سجل الرئيس منذ أول هجوم كبير وقع واستهدف صحيفة شارلي إيبدو.
وقال ساركوزي لصحيفة لوموند «كل هذا العنف وهذه الهمجية شلت اليسار الفرنسي منذ يناير 2015.».
وأضاف: «فقد اتجاهاته ويتشبث بعقلية لا صلة لها بالواقع».
ودعا لاعتقال أو وضع علامات إلكترونية لكل المشتبه بأنهم متطرفون حتى لو أنهم لم يرتكبوا أي جريمة.
وتمتلك المخابرات الداخلية الفرنسية ملفات سرية لنحو 10500 مشتبه بهم.
لكن وزير الداخلية برنار كازنوف رفض اقتراح ساركوزي قائلا: إن سجنهم سيكون غير دستوري كما أنه سيؤدي لنتائج عكسية.
وقال على محطة يوروب وان الإذاعية «إن الذي أنجح جهود فرنسا لتفكيك عدد كبير من الشبكات الإرهابية هو وضع ملفات هؤلاء الناس تحت المراقبة.
وهو الأمر الذي يمكن هيئات المخابرات من العمل دون أن يشعر هؤلاء الأفراد».
وفي السياق ذاته، عقد هولاند أيضا اجتماعا لمجلس الأمن والدفاع تقرر خلاله توزيع عشرة آلاف عسكري من عملية «سانتينال» لمكافحة الارهاب تعزيزا لقوات الشرطة على ان ينشر اربعة آلاف في باريس وستة آلاف في المحافظات تحسبا لاجازات الصيف.
وعبر نحو 2500 شخص عن اهتمامهم بالانضمام الى الاحتياط في قوة الدرك للمشاركة في تعزيز امن الفعاليات والأنشطة الصيفية وفق وزير الداخلية كازنوف.
وكان عادل كرميش، احد منفذي الاعتداء على كنيسة سانت اتيان دو روفريه في النورماندي، معروفا لدى اجهزة الأمن حيث حاول مرتين التوجه الى سورية وكان يخضع للمراقبة بسوار الكتروني حين نفذ الاعتداء.
وتشير عدة شهادات الى ان كرميش كان يعاني من اضطرابات في السلوك ومهووس بسورية وكان يوصف بأنه «قنبلة موقوتة».
وبحسب ممثل للمسلمين في المدينة فان والدة كرميش كشفت تطرفه وأبدت قلقها من المستوى الذي انحدر اليه ابنها.