بعد 24 ساعة من إعلان الحكومة تعليق العمليات العسكرية بمناسبة عيد الفطر، الا ان المعارك تواصلت وتبادل الطرفان الاتهامات، أعلن مصدر عسكري يمني ان اكثر من 140 متمردا شيعيا قتلوا امس في شمال اليمن خلال معارك عنيفة مع الجيش اليمني في صعدة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.
وقال المصدر العسكري ان «اكثر من 140 متمردا قتلوا خلال هجوم شنه الاحد المتمردون على مدينة صعدة، أحبطه الجيش».
واضاف ان هذه المعارك «كانت الأعنف» منذ بدء هجوم الجيش على المتمردين في الحادي عشر من اغسطس الماضي في شمال اليمن.
وأكد مصدر عسكري، أن ما يزيد على 140 متمردا قتلوا في المواجهات، مشيرا إلى أن المتمردين حاولوا الوصول إلى مبنى القصر الجمهوري في صعدة من خلال 3 اتجاهات للسيطرة عليه. وتأتي هذه التطورات بعد هدنة هشة أعلنت اول من امس، لم يكتب لها النجاح، فلم تمض سوى ساعة على إعلان وقف العمليات العسكرية حتى تبادل الجيش والمتمردون الاتهامات بخرق التعليق ومواصلة العمليات العسكرية.
إذ أكد رئيس اللجنة الرئاسية لإحلال السلام في صعدة فارس مناع أن الحوثيين قاموا بخرق اتفاق وقف اطلاق النار والاعتداء على الجيش في قطاعي الملاحيظ وسفيان، في حين طالب زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي بتشكيل لجنة محلية للإشراف على وقف اطلاق النار.
بعدها، أعلن مصدر عسكري استئناف القتال بين القوات الحكومية والمتمردين، مجددا اتهام الحوثيين بعدم الالتزام بوقف اطلاق النار وتنفيذ الشروط المعلنة. وفي حين خيم الهدوء الحذر على مدينة صعدة بعد تعليق العمليات العسكرية الا ان مناطق السفال وباب الدرب شهدت اشتباكات مسلحة بين الجانبين فيما تواصل القصف في مناطق العند وبني معاذر والمقاش. وتفيد المعلومات الواردة من مديرية حرف سفيان بأن وحدات من قوات العمالقة تمكنت من الاستيلاء على موقع الشقراء المطل على مدينة الحرف من جهة الشمال.
من جهته، دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، مساء اول من امس، المتمردين إلى «عدم تفويت» فرصة العرض الذي قدمته الحكومة بمناسبة عيد الفطر والقاضي بوقف اطلاق النار مقابل التزام المتمردين بشروطها. واعرب صالح في كلمة عيد الفطر عن الأمل في «الا تلقى هذه المبادرة لتحقيق السلام بما قوبلت به المبادرات السابقة من التعنت والغي والمزيد من التصعيد للأعمال الإجرامية من خطف وقتل وخطف للمواطنين الأبرياء وجعلهم دروعا بشرية وقطع للطرق والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة». واضاف «نجدد الدعوة لتلك العناصر (الحوثيين) للاستجابة لصوت العقل والجنوح للسلم وعدم تفويت هذه الفرصة الجديدة المتاحة». وعرضت الحكومة «تثبيت وقف اطلاق النار ابتداء من الساعة 12:00 من ظهر اول من امس اذا التزمت عناصر التخريب والتمرد» شروطا كانت حددتها من قبل وكررتها في البيان مستثنية شرطا واحدا من اصل 6 يتعلق بالكشف عن مصير 6 اجانب رهائن. والشروط هي «الالتزام بوقف اطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وانهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق» و«اطلاق المحتجزين (لدى المتمردين) من المدنيين والعسكريين»، حسبما ورد في البيان. كما تشمل «الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية» و«اعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية» و«الالتزام بالدستور والنظام والقانون».