بيروت ـ عمر حبنجر
لبنان امس الثلاثاء بلا رئيس جمهورية او رئيس حكومة مكلف او مصرف للاعمال، ومع مجلس نيابي حاضر غائب يقتصر دوره الراهن على تلبية الدعوات للاستشارات الرئاسية من اجل تسمية رئيس الحكومة المكلف او نيابية لاختيار التشكيلة الحكومية.
فالرئيس ميشال سليمان غادر امس الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة ورئيس حكومة تصريف الاعمال الى الرياض للمشاركة في حفل افتتاح جامعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى جانب الرئيس المكلف سعد الحريري.
العودة لافتتاح الألعاب الأولمبية
الرئيس سليمان يعود الى بيروت السبت ليرعى يوم الاحد التالي حفل افتتاح الالعاب الفرانكوفونية بالمدينة الرياضية بحضور رئيس وزراء فرنسا.
وبالطبع ستكون لرئيس الجمهورية اتصالات ولقاءات مع زعماء دوليين وعرب على هامش الدورة الجديدة للامم المتحدة لمصلحة الاوضاع اللبنانية وابرزها اللقاء المحتمل مع الرئيس الاميركي باراك اوباما كما ستكون حطوطه مفتوحة مع الداخل اللبناني بالتأكيد. كما يعود الرئيس المكلف سعد الحريري الى العاصمة اليوم الاربعاء ليباشر مشاورات تأليف الحكومة في مجلس النواب غدا.
توسيع وقت المشاورات
وقالت مصادر 14 آذار لـ «الأنباء» ان قيادات الاكثرية اجتمعت في قريطم قبل سفر الحريري الى السعودية وبغياب النائب وليد جنبلاط، وقرر المجتمعون ان يطلق الرئيس المكلف اوسع جولة من المشاورات النيابية متعمدا اعطاء مهل زمنية اطول للكتل النيابية والنواب من الوقت الذي كان يعطى لها تقليديا.
وعلى هذا قرر الحريري تمديد مشاوراته من الخميس حتى الثلاثاء كي يتسنى له تمكين النواب الذين سيتشاور معهم من طرح كل الملاحظات والصيغ والدفاع عن وجهة نظرهم، والولوج في جميع التفاصيل المتصلة بتشكيل الحكومة انطلاقا من التجربة السابقة، حيث اضطر للاعتذار بعد انقضاء 73 يوما على تكليفه. وقالت المصادر ان اعطاء النائب ثلاث دقائق فقط من الكلام لا يفي بالغرض ابدا لا للرئيس المكلف ولا للنواب الذين يفضلون شرح افكارهم بتوسع. ويعتقد معارضون ان هذا التوجه التوسيعي للمشاورات يهدف ايضا وبالاساس الى كسب ما امكن من الوقت بعد التكليف الثاني للحريري بانتظار انقشاع الاجواء الاقليمية المعيقة لتشكيل الحكومة في هذا الوقت ايضا، وعلى هذا فسيعطي الرئيس المكلف ساعة للكتلة ونصف ساعة للنائب المستقبل، كما يحصل في مناقشات مجلس النواب. وفي معلومات لـ «الأنباء» ان الرئيس المكلف سعد الحريري سيحرص على التوسع في المباحثات والمشاورات والاتصالات مع كل الاطراف اللبنانية توصلا الى وضع تشخيص موضوعي وشامل للتعقيدات الحائلة دون تشكيل الحكومة، وبالتالي لوسائل حلها مع توحيد الرؤية لكيفية مواجهة التحديات الماثلة. وتقول مصادر 14 آذار لـ «الأنباء» في هذا السياق، إنهم لن يشيروا الى استحالة تشكيل الحكومة في هذه المرحلة، حتى لا يثيروا تشاؤم الناس الا ان صعوبة التشكيل ظاهرة للعيان، مع توقع بلورة الامور الحكومية في النصف الثاني من أكتوبر المقبل. ولم تستبعد المصادر توزير صهر العماد ميشال عون، جبران باسيل انما مع احتفاظ الاكثرية بوزارة الاتصالات. على مستوى الأكثريين المسيحيين، فقد التقى رئيس الكتائب أمين الجميل مع رئيس القوات سمير جعجع، على هامش لقاء قريطم لقوى 14 آذار واتفق الرجلان على عدم الاختلاف في كل الملفات المشتركة.
إلزامية الصيغة
على ان الاوساط المتابعة تخشى اصرار المعارضة على الانطلاق من صيغة 15-10-5 كحد أدنى للتأليف، في وقت ترى الأكثرية ان هذه الصيغة اصبحت غير ملزمة. وقالت اذاعة النور ان قوى المعارضة لاتزال تؤكد على ان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ينتظر الالتزام بصيغة 15-10-5. النائب حكمت ديب، عضو كتلة الاصلاح والتغيير العونية، قال إنه ينتظر تعاملا جديدا من الرئيس المكلف سعد الحريري، مكررا القول إن ما اوردته احدى الصحف عن قيام العماد عون بزيارة سرية الى سورية ذر للرماد في العيون.
ثلاثة عوامل للوصول إلى الحكومة
ونقلت الاذاعة عن مصادر في تيار المستقبل ان الوصول الى الحكومة المقبلة تحكمه ثلاثة عوامل، أولها تشديد الرئيس المكلف على اوسع مشاركة فيها، وثانيها عدم اعلان اي مواقف مسبقة قبل الاستشارات المتعلقة بالتأليف، وثالثها عدم تحديد طبيعة الحكومة ولا صيغتها قبل اجراء الاستشارات بدءا من غد الخميس. وقالت الاوساط عينها ان الرئيس الحريري سيطلع من الكتل النيابية على مواقفها من طبيعة وصيغة الحكومة قبل اتخاذ القرار، في ظل المواقف المتباينة للكتل من الابقاء على صيغة 15-10-5 او تعديلها. من جهته، التيار الوطني الحر، قال إنه مع عملية تأليف واحدة للحكومة اذا توصل الرئيس المكلف الى استنتاج ذلك، بعيدا عن ذهنية الغرض بحسب النائب ديب الذي قال إن تكتله ينتظر من الحريري اسلوب تعامل جديدا وان تكون اختمرت لديه جميع تعقيدات الساحة اللبنانية.
كتلة بري: لا مصلحة بإضاعة الفرصة
بدوره عضو كتلة الرئيس نبيه بري النائب علي بزي قال ان لا مصلحة لأحد في لبنان بإضاعة الفرصة تلو الفرصة للتباطؤ او التأجيل او تعطيل ولادة الحكومة، داعيا الى طي صفحة الكلام السياسي من اجل انجاز ما يتطلع إليه اللبنانيون، وهو ولادة حكومة الوحدة الوطنية التي تعكس شراكة فعلية وحقيقية.
وقال من بنت جبيل، نحن سنعمل على إلغاء حدة الانقسامات والاصطفافات والتجاذبات السياسية لنقرأ جميعا في كتاب الوحدة والشراكة.