دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما امس امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الى «عهد جديد من التعاون المتعدد الاطراف» لمواجهة التحديات التي تواجه العالم.
وقال اوباما امام اكثر من 120 رئيس دولة وحكومة في خطابه الاول في الامم المتحدة، «لأن الوقت حان للعالم لاتخاذ وجهة جديدة، ينبغي ان نفتح عهدا جديدا من التعاون المتعدد الاطراف قائما على مصلحة واحترام متبادلين».
واضاف الرئيس الاميركي «ان الخطابات المنعزلة لن تحل مشاكلنا».
وقال ايضا «ان الامم والشعوب كانت لديها مصالح مشتركة في العام 2009 اكثر من اي وقت مضى في تاريخ الانسانية».
وفي خطابه الطويل، استعاد كل قراراته منذ توليه السلطة في يناير من قرار حظر تعذيب معتقلين الى التزامه تشجيع السلام في الشرق الاوسط بين الاسرائيليين والفلسطينيين مرورا بالتزامه سحب القوات الاميركية من العراق.
وقال اوباما «ان الذين اعتادوا على إلقاء اللوم على اميركا بسبب تفردها في العالم لا يستطيعون اليوم ان يبقوا جانبا وينتظروا ان تحل اميركا كل مشاكل العالم».
واضاف «لقد حان الوقت لكل فرد منا ان يتحمل قسطه من المسؤولية في التصدي الشامل للتحديات العالمية»، وقال «ان اعمالنا ليست على مستوى حجم التحديات التي نواجهها».
وأقر أوباما بأن بلاده لم تفضل في بعض الأحيان الحلول المشتركة لقضايا العالم، وأكد أن هناك بعض المعلومات الخاطئة عن أميركا مما أثار عداء ضد بلاده.
وتطرق الى موضوع الصراع العربي ـ الاسرائيلي بالقول إن الولايات المتحدة لا ترى استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي شرعيا ولكن الوقت قد حان لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية بدون شروط.
وأضاف «ما زلنا ندعو الفلسطينيين لإنهاء التحريض ضد إسرائيل وما زلنا نؤكد أن أميركا لن تقبل شرعية المستوطنات الإسرائيلية المستمرة».
وتابع قوله «حان الوقت للاستئناف غير المشروط للمفاوضات بشأن قضايا الوضع الدائم: أمن الإسرائيليين والفلسطينيين والحدود واللاجئين والقدس».
وأوضح قائلا ان هدفنا هو قيام دولة فلسطينية بعد انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967.
على صعيد منفصل، قال أوباما إن الولايات المتحدة لن تسمح لتنظيم القاعدة بشن هجمات من ملاذات آمنة في أفغانستان أو أي بلد آخر.
هذا وحذر من ان برنامجي كوريا الشمالية وايران النوويين يهددان بأخذ العالم الى «منحدر خطر».
وجدد تعهده بالعمل من اجل عالم خال من الاسلحة النووية، وقال ان جميع الدول ستكون اقل امنا اذا تجنب بعضها عمليات التفتيش الدولية.
واضاف اوباما في الامم المتحدة ان «حكومتي كوريا الشمالية وايران بأفعالهما حتى اليوم، تهددان بأخذ العالم الى هذا المنحدر الخطر».
وفي وقت سابق امس، افتتح بان كي مون الجمعية العامة السنوية للامم المتحدة في نيويورك، داعيا المشاركين فيها وبينهم الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، الى مواجهة تحديات المناخ والاسلحة النووية والفقر.
وقال الامين العام للامم المتحدة متوجها الى اكثر من 120 زعيما يشاركون في الجمعية العامة «اذا كان هناك من وقت مناسب للتصرف بذهنية تعددية متجددة، فهذا الوقت هو الآن».
وناقشت الدول الـ 27 في الاتحاد الاوروبي موقفها اول من امس من القاء نجاد كلمته امام الجمعية العامة حيث اعلن مسؤول في الرئاسة الفرنسية ان مندوبي دول الاتحاد قد يغادرون قاعة الجمعية العامة للامم المتحدة خلال القاء الرئيس الايراني لكلمته في حال صدر اي «تحريض» منه.