وافق مجلس الأمن الدولي بالاجماع في قمة تاريخية رأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة أمس يدعو جميع الدول التي تملك أسلحة نووية للتخلي عن ترساناتها الفتاكة.
على صعيد متصل تفادى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التطرق لبرنامج بلاده النووي خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة امس الاول، وركز على انتقاد إسرائيل لارتكابها «إبادة جماعية» ضد الفلسطينيين، ودافع عن عملية إعادة انتخابه رئيسا لإيران، وأصر على أن طهران ستلعب دورا بناء على الساحة العالمية، كما أكد أن الحاجة باتت ماسة لإجراء تغييرات في السياسة الدولية الحالية قائلا إن عصر الرأسمالية الجشعة ولى دون رجعة.
وقد غادرت وفود عدة بينها وفدا فرنسا والولايات المتحدة مساء امس الاول القاعة الكبرى للجمعية العامة للامم المتحدة احتجاجا على خطاب نجاد الذي اعتبر «معاديا للسامية».
واكد مصدر ديبلوماسي فرنسي خروج الوفد الفرنسي من القاعة. وقال ديبلوماسي فرنسي آخر لوكالة فرانس برس ان خطاب الرئيس الايراني «غير مقبول» موضحا ان مشاورات جرت بين الاوروبيين مسبقا من اجل خروج محتمل.
ومن جهته، اكد مصدر ديبلوماسي اميركي ان الوفد الاميركي غادر القاعة ايضا.
وقال ديبلوماسي اوروبي انه بالاضافة الى الولايات المتحدة وفرنسا، فان عدد الوفود التي غادرت القاعة لا تقل عن 12 واوضح هذا الديبلوماسي ان من بينها وفود بريطانيا وايطاليا والمانيا والارجنتين وكوستاريكا ويوروغواي ونيوزيلندا واستراليا.
وأشار الرئيس الإيراني في كلمته إلى إن «بلادنا شهدت انتخابات تدعو إلى الفخر لتفتح صفحة جديدة لبلادنا في المسيرة نحو التقدم الوطني وتعزيز التفاعل الدولي».
وأضاف أن طهران مستعدة للمشاركة في «عملية بناءة تهدف إلى التعامل مع المخاوف والتحديات الدولية».
وبينما لا يذكر الولايات المتحدة بالاسم إلا نادرا، قال أحمدي نجاد إنه مستعد لمصافحة أيدي «أولئك الصادقين الذين يمدونها إلينا»، في إشارة ربما لعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما للدخول في محادثات مباشرة مع إيران.
وقال نجاد في كلمته «كيف يمكن للمرء أن يتصور أن السياسات غير الإنسانية في فلسطين يمكن أن تستمر؟ وكيف يتأتى لجرائم المحتلين في حق النساء والأطفال العزل وتدمير منازلهم ومزارعهم ومستشفياتهم ومدارسهم أن تلقى مساندة مطلقة من قبل حكومات معينة؟».
وأضاف أنه حان الوقت للعالم كي يرد على هذه الأوضاع، وأنه من غير المقبول أن تسيطر أقلية صغيرة على سياسات العالم واقتصاده وثقافته، مؤكدا أن الحاجة أصبحت ماسة لإجراء تغييرات جذرية في السياسات الحالية التي تسود العالم، وأن عصر الرأسمالية الجشعة ولى دون رجعة مع اندلاع الأزمة المالية العالمية.
واضاف نجاد في خطابه «نعلن التزامنا بالمشاركة في عملية بناء السلام والأمن الدائمين عالميا ولجميع الشعوب بحيث يقوم على العدل والقيم الروحية والكرامة الإنسانية وفي الوقت ذاته الالتزام بالدفاع عن حقوقنا المشروعة والقانونية».
وجدد نجاد انتقاداته للتدخل الأميركي والدولي في العراق وأفغانستان الذي تم تحت غطاء محاربة الإرهاب ووقف تهريب المخدرات بينما يحدث العكس حيث يتوسع نشاط الإرهاب وتجارة وإنتاج المخدرات.
وتحدث عن ضرورة إصلاح مجلس الأمن خاصة مع سيطرة مجموعة صغيرة من الدول على قراراته.
على صعيد متصل قال الرئيس الإيراني امس ان بلاده ستبحث خلال المحادثات مع مجموعة 1+5 في جنيڤ شراء يورانيوم من الولايات المتحدة.
وقال نجاد في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» ومجلة «نيوزويك «نحن مستعدون لبحث بعض المواضيع بما في ذلك رغبتنا في شراء يورانيوم مخصب بدرجة 20% لاحتياجاتنا المحلية».
وأضاف «بالمقابل ستعرض إيران حلولا للتغييرات المطلوبة. إذا ما كانت سياسات (الرئيس السابق جورج بوش) ستتواصل بلغة جديدة لن يكون بإمكاننا التوصل للكثير لأن هذه المقاربة عفا عليها الزمن. لن يحدث أي تغيير ما لم تتغير هذه السياسات».
ولدى تكرار السؤال عما إذا كانت إيران تعتزم شراء يورانيوم من الولايات المتحدة قال احمدي نجاد «لدينا مفاعل في طهران ينتج مواد نووية طبية استنادا الى تقنيات إشعاعية وهي بحاجة الى مواد مخصبة بنسبة 19.75%. نحن مستعدون لشراء هذه المواد.خبراؤنا النوويون مستعدون للجلوس مع خبراء الجانب الآخر لبحث التعاون النووي باتجاه شراء المواد التي نحتاجها وللانخراط في التعاون النووي وبحث حاجتنا لشراء هذه المواد.اعتقد ان هذا اقتراح متين يمكن ان يوفر فرصة لبداية جيدة».
الى ذلك، تصدر الملف النووي الإيراني المباحثات التي عقدت بين الرئيسين الأميركى باراك اوباما والروسي ديمتري مدڤيديڤ فيما هدد كلاهما بفرض عقوبات إضافية على طهران إذا لم تف بالتزاماتها الدولية.