معايير واضحة: شددت مصادر في المعارضة على وجوب الاتفاق على اعتماد معايير واضحة في تشكيل الحكومة، قبل الغوص في تفاصيل الأسماء والحقائب، ومن أهمها إثنان: الأول، المداورة الشاملة في الحقائب من دون استثناءات، والآخر حق كل طرف بتسمية وزرائه، وتقول هذه المصادر ان هناك موانع عديدة تحول دون حكومة اللون الواحد ابرزها:
- رفض رئيس الجمهورية التوقيع على مرسوم حكومة من هذا النوع وتأكيده مرارا على حكومة الوحدة الوطنية.
- اعلان وليد جنبلاط اكثر من مرة عدم مشاركته بحكومة غير حكومة الوحدة.
- تعذر او استحالة تمثيل الطائفة الشيعية في حكومة لا تكون حكومة وحدة باعتبار ان التمثيل الشيعي يكون باشراك حركة «امل» وحزب الله، وان اي تمثيل آخر لن يكون مغطى من الطائفة الشيعية.
- ان تشكيل حكومة من لون واحد يعني ان هناك شريحة كبيرة خارج الحكم تضم طائفة او اكثر، وهذا يعني ان مثل هذه الحكومة- ان وقع مرسومها - لن تستطيع العمل والقيام بالواجبات الملقاة على عاتقها.
مؤشرات إيجابية: تتوقف أوساط مراقبة عند مؤشرين ايجابيين عند المعارضة: الاول ظهر في سعي المعارضة الى استيعاب الاصداء والمضاعفات السلبية التي اثارها امتناعها عن تسمية الحريري في الاستشارات او حتى اي شخصية اخرى، فيما هي تطالب الآخرين بحكومة وحدة وبالشراكة الوطنية، وهو امتناع أخذ هذه المرة طابع مقاطعة الموقع اكثر من الشخص نفسه، أي رئاسة الحكومة، اما المؤشر الثاني فيتمثل في التشديد على التهدئة السياسية والامنية في المرحلة المقبلة وقد ظهر في شكل خاص في كلمة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله لمناسبة «يوم القدس».
صعوبات أكثرية أمام الحريري: هناك توقعات بصعوبات يواجهها الحريري مصدرها حلفاؤه المسيحيون في قوى 14 اذار، على غير ما كانت الحال ابان المشاورات السابقة في السعي الى تأليف الحكومة، والواقع ان هذه القوى لم تكن مرتاحة على الاطلاق الى التشكيلة الحكومية ولا الى الحصص التي أعطيت، باعتبار انه ليس طبيعيا ان يعطى الفريق المسيحي في المعارضة التي لم تفز بالاكثرية النيابية حصة الاسد، ويتم التعامل معه على أنه الشريك في حكومة الوحدة الوطنية، في حين أن الفريق المسيحي المتحالف مع الاكثرية التي فازت في الانتخابات يعطى حصصا هامشية قياسا بما يأخذه عون من حيث نوعية الحقائب على الاقل، ويتوقع مطلعون كثر ان يلجأ هؤلاء الى خطوة استباقية هذه المرة تتمثل في الاصرار على حصة مختلفة لجهة الحقائب.
أكثر المستائين: يشير مصدر الى ان أكثر المستائين من تشكيلة الحريري التي قدمها الى رئيس الجمهورية كان الرئيس نبيه بري الذي فوجئ بالحريري يسمي له وزراءه، ويختار عنه النائب ياسين جابر لشغل وزارة الخارجية والمغتربين رغم كل المعلومات المسربة من عين التينة عن نية رئيس المجلس تسمية شقيقه محمود بري لشغل هذا المنصب، مع العلم بأن الدستور يقول ان الحكومة تؤلف بالاتفاق مع رئيسي الجمهورية والحكومة، ما يعني وفق العرف الطائفي استبعادا للطائفة الشيعية.
العراقيل لا تقتصر على عون: كشفت مصادر مطلعة على أجواء لقاء جنبلاط مع وفد حركة أمل أول من أمس ان جنبلاط كان واضحا لجهة قوله انه لا يمكن الاقتناع بأن العراقيل أمام تأليف الحكومة تتوقف على مطالب عون، وان هذا تغطية لمواقف أخرى مطالبا بري ببذل جهوده مع حزب الله الذي يدعم عون وبضرورة ان يقوم الفرقاء اللبنانيون بجهودهم مهما كانت العقبات الخارجية.
وكرر جنبلاط مرات عدة انه غير مقتنع بأن شروط العماد عون تؤخر التأليف لولا وقوف قوى المعارضة وراءه ولا يجوز في كل الأحوال ان تتسبب شروط فريق ما بأخذ البلد الى الفراغ والفوضى، مؤكدا ان مصلحة المقاومة وحزب الله هي بأن تسير مؤسسات الدولة في شكل طبيعي، وبالتالي في ضرورة تسريع تأليف الحكومة قبل أي شيء.