بيروت ـ عمر حبنجر
تابع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد رفيق الحريري مشاوراته النيابية من اجل تنفيذ مهمته، في اجواء اكثر تفاؤلا وارتياحا من ذي قبل.
وعزز اللقاء الثاني والمهم بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد في جدة، التفاؤل بزوال العقبات عن طريق الحريري هذه المرة، مع توقع انجازه التشكيلة الحكومية والحصول على ثقة مجلس النواب قبل تلبية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعوة الأسد لزيارة دمشق.
وأجمعت القراءات على ان قمة عبدالله ـ الأسد كانت كالترياق في وجه سموم الأزمة الحكومية في لبنان وفتحت قنوات الحوار حول جميع الملفات العالقة والتي أدت الى توتر العلاقات وفرملتها بين الجانبين وهذا ما حمل بوادر الانفراج الى الوضع الحكومي المأزوم في لبنان.
رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة الذي عاد امس الى بيروت، قال لـ «النهار» ان الاجواء الايجابية التي نجمت عن الحدث السعودي يجب علينا جميعا، ان نعمل على تعزيزها وتطويرها بمعنى العمل لتوسيع هذه النافذة، وهذا يحتاج الى تعاون وعمل جدي من الجميع، بدءا من الكلمة الطيبة وتأكيد المسلمات، وعدم التشنج.
بدوره الرئيس المكلف سعد الحريري، وردا على سؤال احد نواب كتلة التغيير والاصلاح عن اللقاء السعودي ـ السوري قال: «منيح كتير».
وذكرت مصادر ديبلوماسية عربية ان الرياض ستوفد الى بيروت وزير الثقافة السعودي عبدالعزيز خوجة لوضع المسؤولين اللبنانيين في اجواء اللقاء بين الملك عبدالله والرئيس الأسد.
المصدر نفسه اكد لـ «السفير» دعم المملكة لحكومة وفاق وطني في لبنان تكون قادرة على مجابهة كل التحديات.
الى ذلك، وضمن الاستشارات النيابية غير الملزمة التقى الرئيس المكلف امس، كتلة القوات اللبنانية وكتلة الكتائب وكتلة المستقبل والنواب طوني ابوخاطر وعاصم عراجي وجوزف معلوف، اعضاء كتلة «زحلة بالقلب» المتداعية نتيجة الخلاف المستحكم بين رئيسها نقولا فتوش وأحد اعضائها الوزير ايلي ماروني.
مجلس الشيوخ وإلغاء الطائفية بين الحريري وعون
وكان الرئيس المكلف طرح على من استشارهم في اليوم الأول اسئلة بعضها لا يمت بصلة الى عملية تأليف الحكومة، وتناولت ازمة تشكيل الحكومة وشكلها ومشروع اللامركزية الادارية ومجلس الشيوخ المنصوص عليه في الطائف والكوتا النسائية في التعيينات الادارية والارهاب والسلاح في الداخل.
العماد ميشال عون الذي تركزت الأنظار على موقفه، قدم مداخلة مطولة استغرقت 45 دقيقة شدد فيها على استكمال النقاش من حيث انتهت مشاورات التأليف الأول، اي من حكومة الوحدة الوطنية وصيغة (15 ـ 10 ـ 5) واذا لم يكن ذلك مثيرا نعود الى النسبية لأنها المعيار الموحد للجميع.
اما عن موضوع تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفــية، فإن الولادة المبكرة عند الحوامل تؤدي الى آلام عند الأم الا انها لا تطمـئن الى سلامــة المولود.
ونقلت «اذاعة المــدى» الـناطقة بلسان التيار الوطني الحر عن العماد عون قوله للرئيس المكلف: لكل ذلك فإن المسألة تحتاج الى التدرج والى خطة وطنية وبالتالي لا نستطيع ان نخطو خطوة كهذه في ظل الانقسام المجتمعي الحاد.
وعن أزمة الثقة بين الطوائف قال عون ان لبنان لا يقوم الا على التعدد والتوافق وان اي كسر لهذا التوافق، هو كسر للتعددية اذ ان لكل من في هذا البلد هويتين وطنية ودينية وقناعتنا ان المدخل للثقة يكون بتشكيل حكومة وحدة وطنية، الا اذا ارتأيتم تشكيل حكومة اقطاب المهم اننا منفتحون على كل الطروحات.
اما في موضوع اللامركزية الادارية فقال العماد عون: نحن معها شرط الا تتحول الى لامركزية سياسية، ناصحا باعتماد الدوائر الانمائية المتوسطة وليس الصغرى، اي المحافظة وما دون وليس القضاء، شرط ابقاء النظام الضريبي موحدا على ان تقتطع منه حصة للتنمية المحلية وحص اخرى لمقومات السلطة المركزية.
وعن الخطر الاسرائيلي، خاطب عون الرئيس المكلف بقوله: كلنا يعلم، دولة الرئيس، ان الجيش الاسرائيلي أنشئ منذ ولادة الكيان الاسرائيلي على خلفية قدرته على مواجهة كل الجيوش العربية في الحرب الكلاسيكية وليس جيشا واحدا، لذلك لا بديل عن المقاومة وأنا اتحدث بصفتي قائدا سابقا للجيش، وارى انه لا يمكن الدفاع عن لبنان الا بتكامل الطاقات بين الجيش والشعب والمقاومة، مشددا على ان محاربة الارهاب مسؤولية القوى العسكرية والامنية.
الحريري: بن لادن ضدنا
ورد الرئيس المكلف سعد الحريري على هذه الاشارة بالقول ان بن لادن والزرقاوي والظواهري هم ضدنا أكثر مما هم ضد اي طرف آخر.
فأجاب عون: لذلك اقول لك انك انت المستهدف الاول بالارهاب، وانت مشروع شهيد كما انا مشروع شهيد.
عون قال انه ليس ضد الخصخصة بالمطلق. واتفق الجانبان على عقد جلسة ثانية قبل نهاية هذا الاسبوع.
بدوره، رئيس مجلس النواب نبيه بري كرر التأكيد على مواصلة الصيام عن الكلام حتى تشكيل الحكومة.
بينما قال النائب ميشال المر، النائب السابق لرئيس مجلس النواب، بعد لقائه الرئيس الحريري، ان الرئيس المكلف مازال على خيار صيغة 15-10-5 مجددا تفاؤله بقرب تشكيل الحكومة في اوائل اكتوبر، انسياقا مع ايجابيات زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى جدة.
اما رئيس كتـلة الوفاء للمـقـاومة النائـب مـحمد رعد فقـد لفت الى وجود مقــاربة متقــاطعة بين الكتلة والرئيـس المكــلف، مشـيرا الى انـه لم يجـدوا تـرددا لـدى الرئيس الحريري باعتماد صيغة 15 - 10 - 5.
وقال ان الوضع الداخلي يتأثر بإيجابيات الوضع الاقليمي.
سليمان في الأمم المتحدة
بدوره، اشار الرئيـس ميشال سليمان في كلمة امام الامم المتحدة الى ان لبنان يتطلع إلى قيام حكومة وحدة وطنية على ان تأخذ المشاورات الحكومية مداها وفقا لأحكام الدستور.
وأكد ان لبنان يتــطــلع بـأمل واعــتزاز الــى انتخابه للعضوية غــير الــدائمة لمـجلـس الأمـن الـدولي لفــترة الـ 2010 ـ 2011، داعــيا المجتمع الدولي للمبـاشرة باعتماد اساليب الضغط المــناســبة لإلزام اسـرائيل على الإيفاء بواجباتها الدوليــة تجاه عملية السلام.