استيقظت تركيا أمس على وقع تفجير بسيارة مفخخة عند نقطة للشرطة تبعد 50 مترا عن مبنى قوات مكافحة الشغب، بقضاء «جيزرة» في ولاية شرناق جنوبي شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل11 شرطيا على الأقل وإصابة أكثر من 78 اخرين فيما وصفت حالات بعض المصابين بالخطيرة.
وأعلن حزب العمال الكردستاني المحظور «بي.كا.كا» في بيان على الإنترنت امس مسؤوليته عن الهجوم.
وقال أيضا إنه لم يتعمد استهداف زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا في هجوم بشمال شرق تركيا أمس الأول.
وكانت الحكومة التركية قد قالت إن الحزب استهدف سيارة كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي نجا من الهجوم دون أذى.
واعلنت محافظة شرناق التي تقع فيها جيزرة في بيان ان 11 شرطيا قتلوا في الاعتداء واصيب 78 شخصا هم 75 شرطيا وثلاثة مدنيين.
وافاد البيان «شنت مجموعة حزب العمال الكردستاني الارهابية هجوما انتحاريا بواسطة سيارة مفخخة على مقر شرطة مكافحة الشغب».
ويعد هذا الهجوم الذي وقع بجانب حواجز على الطريق خارج أحد مقرات الشرطة، هو الأحدث ضمن سلسلة من الانفجارات في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية.
وحمل رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم حزب العمال الكردستاني المحظور «بي.كا. كا» المسؤولية عن التفجير. وتبنى الحزب هجمات مشابهة في أوقات سابقة بالمنطقة.
وأعلن يلدريم شن حرب شاملة ضد الإرهاب في أعقاب الهجوم الإرهابي، ونقلت صحيفة «حريات» التركية عنه قوله إن الأمة «ستتحمل آلامهم
وتواصل محاربة الإرهاب»، وقال «سنرد على هؤلاء (المنفذين) الاشرار في الشكل الملائم. لا يمكن لاي تنظيم ارهابي ان يأخذ تركيا رهينة».
وتعهد يلدريم بالتصدي لجميع الهجمات التي تستهدف البلاد قائلا إن تركيا لن تذعن لأي جماعة إرهابية.
من جهته دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة التفجير، مؤكدا أنه سيزيد من عزيمة بلاده.
وقال أردوغان في بيان امس إن «هذا الهجوم الذي وقع في وقت تخوض فيه تركيا حربا مكثفة على المنظمات الإرهابية داخل وخارج حدودها إنما سيزيد من عزيمة دولتنا وأمتنا».
وأكد أن «تركيا لن تسمح بتمرير الأطماع القذرة لأولئك الذين يستهدفون استقرار بلادنا عبر الهجمات الإرهابية ووكلائهم»، واعتبر أردوغان أن منظمة العمال الكردستاني «بي. كا. كا» الإرهابية، تهدف من وراء تلك الهجمات، إلى إعلان وجودها بعد أن فشلت في كسب تأييد أهالي المنطقة.
وكتب نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، في حسابه على موقع تويتر أن تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب يهاجمون تركيا مستغلين محاولة الانقلاب الشهر الماضي، رغم أنه لم يشر بشكل محدد إلى هجوم الجزيرة.
بدوره غرد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على حسابه على موقع تويتر، قائلا إن منظمات القتل المأجورة، التي تستهدف وحدة تركيا، «لن تتمكن هي والجهات التي تقف وراءها، من تركيع تركيا».
هذا وفرض المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون في تركيا حظرا جزئيا على نشر ما يخص الهجوم، كما جرت العادة في أعقاب الهجمات العنيفة الاخيرة.
وأظهرت صور نشرتها محطة (إن.تي.في) التلفزيونية الخاصة قبل فرض الحظر على نشر ما يخص الهجوم، مقرا للشرطة ومبنى بالقرب منه تستخدمه قوات الأمن وقد تعرضا لأضرار جسيمة، حيث لحق الدمار بطوابق بأكملها، وقالت المحطة الإخبارية إنه جرى إرسال عشرات من سيارات الإسعاف وطائرتي هليكوبتر إلى مسرح الهجوم، وأفادت قناة «سي إن إن تورك» بأنه تم إطلاق عمليات أمنية في محافظة شرناق الواقعة قرب الحدود مع سورية والعراق.
على صعيد آخر قالت وسائل اعلام تركية ان زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو نجا من محاولة اغتيال اثناء توجهه إلى محافظة (أرتفين) في شمال تركيا.
ونقلت شبكة (إن تي في) الإخبارية عن كيليتشدار أوغلو قوله في اتصال هاتفي إن مجهولين هاجموا موكبه أثناء توجهه إلى محافظة (أرتفين) امس الاول، مؤكدا ان الحادث لم يسفر عن إصابته أو إصابة أعضاء آخرين من الحزب الذي يعد احد أكبر أحزاب المعارضة بالبرلمان، وذكرت القناة أن قوات الأمن التركية نقلت زعيم حزب الشعب الجمهوري فورا من موقع الهجوم بواسطة سيارة مدرعة.
واتهم وزير الداخلية التركي افكان آلا حزب العمال الكردستاني بتنفيذ الهجوم على موكب زعيم الحزب الجمهوري المعارض.