بيروت ـ عمر حبنجر
تواصلت لليوم الثالث على التوالي أمس الاستشارات النيابية التي يجريها الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري مع الكتل النيابية والنواب المستقلين والمقرر استمرارها حتى الثلاثاء المقبل.
ووسط الاجواء المفعمة بالتفاؤل والتي نجمت عن لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس السوري بشار الاسد ركز حزب الله الضوء على ما وصفه بمحاولات بعض كتل الموالاة كالقوات والكتائب لحرف الاستشارات عن المنحى المرسوم لها، عبر اثارة مواضيع وملفات مع الرئيس المكلف من شأنها احداث المزيد من الانقسام السياسي او الاصطفافات السياسية الحادة بعيدا عن اطار التفاهم الوطني الجامع ان كان لجهة تصعيد اللهجة، بخلاف اجواء يوم الاستشارات الاول، او لجهة رفع سقف المطالب لجهة الحقائب والاسماء، وهو ما استدعى صدور بعض المواقف التي شددت على ضرورة عدم رهن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بكل ما من شأنه اطالة امد التشكيل او تعقيده.
موقف القوات والكتائب
وكانت كتلة «القوات اللبنانية» ابلغت الرئيس المكلف انها اذا خيرت بين صيغة 15-10-5 وحكومة تكنوقراط فإنها تفضل الاخيرة.
اما كتلة الكتائب فقد كان لها خياران، حكومة وفاق وطني على اساس 15-10-5 من دون شروط او حكومة اقطاب مطعمة بالتكنوقراط مع رفضها حكومة التكنوقراط الخالصة.
رئيس حزب الكتائب امين الجميل اكد من جهته ان كتلة الكتائب لم تثر مع الرئيس المكلف موضوعي الاسماء والحقائب، وقال نحن لم نطالب بحقيبتي الصناعة والسياحة، داعيا الى تشكيل حكومة موحدة حول بيان وزاري واضح.
واضاف ردا على سؤال: انا لا امانع في تشكيل حكومة انقاذ وطني، حال وصلنا الى حائط مسدود.
واكد الجميل على ان يكون تمثيل الكتائب في الحكومة اساسيا وفاعلا ووازنا، نظرا لانتشار الكتائب على الارض اللبنانية.
بدوره، د.سمير جعجع ضمّن كلمته في احتفال احياء ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية في جونية بعد ظهر امس، سلسلة مواقف مستجدة وتتوجه الى المسلمين اللبنانيين خصوصا، اكانوا في الموالاة او المعارضة او في الوسط.
واكد جعجع ان لا عودة الى القبول بتمثيل حكومي للقوات اقل من حجمها على غرار ما كان في التشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري الى الرئيس ميشال سليمان قبل اعتذاره مما سيفرض اعادة نظر جذرية في توسيع المقاعد والحقائب، وهذا ما سيتطلب مفاوضات اطول مع الرئيس المكلف، ويشار هنا الى ان العماد ميشال عون وافق بعد جولة المشاورات الأولى مع الحريري على حكومة اقطاب.
لا عودة للصفر
غير ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد رأى ان المطلوب هو حكومة وحدة وطنية تتحقق فيها الشراكة على قاعدة 15-10-5، مشددا على ضرورة عدم اهدار الوقت والجهد والعودة الى الصفر، داعيا الى البدء من حيث انتهينا والتعاون من اجل اعادة ترسيم الحقائب والأسماء.
وابدى رعد تفاؤله بالتطورات الاقليمية واللقاءات، آملا ان تنعكس ايجابا على الأوضاع الداخلية اللبنانية، مؤكدا اهمية التماسك الوطني اللبناني.
وشدد رعد على ضرورة التجرد والتفكير بمسؤولية وطنية نستجمع فيها القوة في حكومة وحدة وطنية تستطيع ان تقاوم كل المسائل الأساسية.
سليمان يواكب الاستشارات
من جهته واكب الرئيس ميشال سليمان الذي عاد أمس الى بيروت الاستشارات التي تابعها الرئيس المكلف سعد الحريري من أجل تشكيل الحكومة، من خلال مشاورات موازية دافعة لعملية ولادة الحكومة بطاقة اضافية، ومستفيدة من الجو العربي الملائم، وخاصة الجو السعودي – السوري المرشح للمزيد من التفاعل الإيجابي.
الفول في المكيول
أما رئيس المجلس النيابي نبيه بري فقد بدا أمس حذرا كعادته، وقال أمام زواره: لن نقول فولا قبل ان يصير في المكيول. وبدا ان رئيس البرلمان اللبناني يفضل حبس تفاؤله، على المستوى اللبناني، بانتظار وضوح صورة العلاقات الايرانية – الدولية، نظرا لحجم تأثير هذه العلاقات على لبنان.
وفي حال جرت الرياح الايرانية بحسب مشتهى سفن الحكومة اللبنانية، ثمة من يرجح ان يأخذ الرئيس المكلف سعد الحريري برغبة العماد ميشال عون اجراء مداورة في الوزارات، مركزا على وزارة المال دون سواها، لكن هذه الوزارة السيادية لا يمكن ان تعطى الى وزير ماروني من كتلته أو من كتل المعارضة الأخرى، في ضوء احتفاظ الرئيس ميشال سليمان بوزارة الداخلية السيادية، للوزير الماروني جبران باسيل، وهذا ما يعزز اناطة الداخلية بوزير شيعي من كتلة بري، وهناك سابقة شغل فيها الوزير الراحل علي الخليل وزارة المال أكثر من دورة، وفي هذه الحالة، تناط وزارة الخارجية والمغتربين بوزير سني، وثمة سفير قديم مدرج اسمه على لائحة الانتظار.
الأمير تركي في بيروت
وكان وصل الى بيروت مساء أمس الأول الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، نجل خادم الحرمين الشريفين على متن طائرة خاصة، قادما من جدة، وكان في استقباله على أرض المطار السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري.
وقد أضفى متابعون للحراك السعودي على هذه الزيارة طابعا سياسيا، ذلك ان الأمير تركي هو أحد أبرز المستشارين في الخارجية السعودية، وهو مقرب جدا من والده.
وبالعودة الى جدول الاستشارات في يومها الثالث، فقد بدأت عند الثانية عشرة ظهرا بكتلة «وحدة الجبل» التي يرأسها الوزير طلال ارسلان، وتلتها كتلة لبنان الحر الموحّد، برئاسة سليمان فرنجية، ونواب مستقلين.
أرسلان: لنا الحق بوزارة
الوزير ارسلان، قال ان الرئيس الحريري طرح عدة مواضيع أساسية تتعلق بهذا الموضوع وبكيفية مقاربة العدوان الاسرائيلي والتعديات الاسرائيلية وطريقة مواجهتها الى موضوع تشكيل الحكومة بتفاصيلها، وصولا الى بعض بنود الدستور، وقد كان موقفنا صريحا حيث أبلغنا الرئيس المكلف، بأنه من أجل هذه المواضيع يتعين ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية وشراكة، بعيدا عن الڤيتوات، واضاف ردا على سؤال ان كتلته صاحبة حق في ان تتمثل بالحكومة.
المعادلة س – س ومطالب المعارضة
النائب فرنجية كان استبق اللقاء بالمطالبة بوزير لكتلته وقال انه إذا استمرت الأمور علــى حالهــا فلن تكون هنــاك حكومــة، واضــاف عن مشاركة كتلته فــي الحكومــة ان وزارة الدولــة التــي أعطيــت لـ ڤيرايمين في التشكيلة التي سلمها الحريري الى الرئيس سليمان مرفوضة مع الشكر.
وبعد لقائه الرئيس المكلف، قال فرنجية، لقد لمست لدى الرئيس المكلف نيّة للنقاش، وموقفنا ككتلة اننا لن نمشي في الحكومة بدون حقيبة فعلية.
واضاف: كانت هناك عقبات عند التيار الوطني الحر وقد وقفنا الى جانبه، فإذا صفيت هذه العقبات تنتهي الأمور والا فلا.
وعن اتفاق الـ «س - س» أي السعودية – سورية، قال حتى لو اتفقتا فإن للمعارضة في لبنان مطالبها.
الاستشارات الى الإثنين
وطرأ تعديل على جدول استشارات يوم غد الاثنين بحيث تبدأ عند السادسة مساء بدلا من الحادية عشرة من قبل الظهر وذلك بسبب زيارة رئيس الحكومة الفرنسية فرانسوا فيون الى بيروت لحضور افتتاح دورة الألعاب الفرنكفونية.