بيروت ـ عمر حبنجر
استأنف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري استشاراته لتشكيل الحكومة غروب امس، بعد استراحة نهارية ارتبطت بالاستقبالات الرسمية لرئيس وزراء فرنسا، فرانسوا فيون، حيث استمع الى وجهات نظر كتلة نواب الارمن، دون بروز اشارات مطمئنة الى قرب ولادة التشكيلة الحكومية الملائمة.
ولايبدو ايضا ان مشاورات اليوم لن تكون خاتمة المطاف، في ظل اجواء اقليمية ودولية، لا تتلاءم مع اجواء الاسبوع الماضي، والتي اتسمت بالارتياح الحذر.
واستنادا الى هذه المعطيات الاقليمية غير المريحة، قرر الرئيس المكلف سعد الحريري عقد جولة جديدة من المشاورات والمناقشات مع الكتل والنواب بدءا من الخميس المقبل، وستكون البداية مع كتلة الاصلاح والتغيير برئاسة العماد ميشال عون، وقد حدد مواعيد اخرى قبل الخميس وبعده، للعماد عون او لرؤساء الكتل الآخرين.
عون يستعد للمشاورات
وستعقد امانة سر التكتل العوني اجتماعا اليوم برئاسة العماد عون، يليه اجتماع موسع للتكتل الاربعاء تحضيرا للقاء الرئيس المكلف الخميس، وقال عضو التكتل ابراهيم كنعان ان البحث في لقاء الخميس سيتناول التفاهم على بعض المفاهيم الدستورية لجهة ممارسة الحكم في امور عدة، مثل السياسة المالية وصلاحيات بعض الصناديق والمجالس وبعض الوزارات وانشاء وزارة التخطيط ومقاربة مسألة الاصلاح ومعالجة الثغرات في الوزارات والادارات، وتطبيق اللا مركزية الادارية المنصوص عليها في اتفاق الطائف والتي لم تطبق منذ 19 عاما.
واكد كنعان انفتاح التكتل على الصيغ والمعايير التي يجب التفاهم عليها لتأليف الحكومة.
أوغاسبيان يتساءل
الوزير جان اوغاسبيان (المستقبل) اعتبر في اللقاءات الجديدة التي حدد الحريري مواعيدها، جولات تشاور اضافية، انسجاما مع ما وعد به في المرحلة الاولى من الاستشارات.
واضاف: ان الحوار سيتواصل ويستمر للبحث في سياسة الحكومة العتيدة، وحول صورة الحكومة ومعاييرها والحقائب، لكن يبقى السؤال الاساسي هو: هل فريق الاقلية سيمكّن لقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس بشار الاسد في جدة من الانعكاس ايجابيا، بحيث يزيل الشروط التعجيزية التي وضعتها هذه الاقلية على الحقائب والاسماء الوزارية؟ ام انها ستستمر داخل دائرة المواقف المتصلبة والمراوحة والتعثر؟.
اتهام المعارضة بالمراوحة
وقال ان الرئيس المكلف سيطرح تصورات بعد اجتيازه مرحلة التفاهمات الوطنية الا ان بعض المعارضة يريد اخذنا الى حالة المراوحة السابقة حول حقيبة ما او توزير شخصية ما، وانا ارى ان علينا تجاوز حالة المراوحة وان نأخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان العليا وقدرة اللبنانيين على انتاج توافق وطني يستفيد من التهدئة او من الحلول او من التقارب العربي الحاصل.
النائب ميشال موسى عضو كتلة التنمية والتحرير تحدث امس لاذاعة «صوت لبنان» عن عقبات لابد من تذليلها، لافتا الى المناخ الايجابي القائم في لبنان والمنطقة، داعيا الى التقاط الفرصة «التي اضعناها في الفترة الماضية».
وقال موسى ان مشاورات الرئيس المكلف الاضافية لن تقتصر على كتلة العماد عون انما قد تكون هناك جولة استشارات اخرى مع كتلة التنمية والتحرير من اجل استكمال النقاش، في ضوء المناخات الاقليمية الايجابية المستجدة.
ماروني: المعارضة لمزيد من الشروط
الوزير ايلي ماروني كشف عن ان المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف تتجنب الخوض في التفاصيل حول الاسماء والحقائب وتترك هذا الامر للقاءات اخرى، متوقعا عودة العقبات بعد الانتهاء من المشاورات عندما يتم الخوض في الاسماء والحقائب. وفي تصريح له امس، قال ماروني ان المعارضة تعتبر التكليف الثاني محطة لفرض مزيد من الشروط والضغوط، وقال ان الاكثرية هي التي فازت بالانتخابات وعليها ان تشكل الحكومة.
حزب الله وإرادة الرئيس المكلف
من جهته، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ان مقومات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية متوافرة انما تنقصها ارادة الرئيس المكلف الذي عليه ان يبدع في تركيب الحقائب والاسماء من اجل ان يظهر هذه الحكومة التي تنقذ لبنان، خصوصا في هذه المرحلة. ورأى رعد ان الصيغة التي تم التوافق عليها من خلال التكليف الاول هي الاجدى بمثل هذه الظروف، لأن بلدنا مأزوم ومنقسم وتتفاوت بين قواه الرؤى على الاقل حول منهجية التعاطي مع العدو الاسرائيلي وتهديداته وهذه لا تحتمل تمديد الاوقات والجهود، كما قال النائب رعد.