منشأة نووية هنا وتجربة صاروخية طويلة المدى هناك، مازالت ايران تشكل مصدر القلق الاهم للغرب والمنطقة.
وفيما لاتزال المخاوف عقب اعلانها عن منشأتها النووية الجديدة تتصاعد في الغرب، أعلنت قوات الحرس الثوري الايراني أمس نجاح تجربة إطلاق صواريخ شهاب 3 بعيدة المدى.
وقال قائد سلاح الجو في حرس الثورة الإسلامية الايرانية العميد حسين سلامي عن نجاح عملية اطلاق صاروخ (شهاب 3) البالغ مداه اكثر من الفي كيلومتر.
وأكد سلامي في تصريح للصحافيين بعيد اطلاق الصاروخ ان «عملية الاطلاق تمت بنجاح وان الخبراء بصدد التأكد من دقة اصابته لأهدافه».
كما اعلن العميد سلامي عن اطلاق صاروخ «سجيل» الذي يعمل بالوقود الصلب ضمن المرحلة الاخيرة من هذه المناورات التي بدأت امس بإطلاق صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من طراز «زلزال وفاتح وتندر».
وأكد قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني استعداد قواته لصد اي عدوان اجنبي تتعرض له البلاد قائلا ان «طهران سترد بشكل مدمر وحازم على اي تهديد تواجهه وسيلحق ردها الندم بالمعتدين».
وقبل صواريخ شهاب، اعلن سلاح الجو الايراني عن اطلاق صاروخين متوسطي المدى (شهاب 1 و2) الليلة قبل الماضية في المرحلة الثانية من المناورات الصاروخية.
وذكرت وكالة انباء «مهر» الايرانية أنه تم في هذه المرحلة تنفيذ عمليات اطلاق صواريخ شهاب 1و2 متوسطة المدى بهدف زيادة سرعة تجهيز الصواريخ والاستفادة من أماكن غير مهيأة سلفا لإطلاق الصواريخ وكذلك إطلاق الصواريخ في الاحوال الجوية السيئة عبر استخدام منصة إطلاق مصممة لإطلاق عدة صواريخ في آن واحد.
التجارب الصاروخية الايرانية التي اعتبرها الغرب مزعزعة للاستقرار، نفت الخارجية وجود أي صلة بينها وبين التطورات النووية.
ففيما دعت فرنسا طهران الى الوقف «الفوري» للأنشطة التي «تؤدي الى زعزعة الاستقرار»، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية حسن قشقاوي في ايجازه الصحافي الاسبوعي ان «اجراء المناورات العسكرية يتم وفق برنامج معد مسبقا وبشكل طبيعي وهو امر متعارف عليه ولا علاقة له بالمنشأة النووية الجديدة». واعرب عن استغرابه للضجة الاعلامية الغربية المثارة ازاء اعلان طهران بناء منشأة نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم بالقرب من العاصمة طهران وقال: «كنا نتوقع ان يتم تشجيعنا لأننا ابلغنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا المشروع في وقت مبكر للغاية».
واضاف: «كان من المفترض ان نبلغ الوكالة الدولية بمدة ستة اشهر قبل ضخ الغاز في اي منشأة نووية في حين قمنا بهذه الخطوة قبل 18 شهرا لذا كنا ننتظر تشجيعا».
ونفى أنباء بشأن قيام ايران بأنشطة نووية سرية في المنشأة الجديدة قائلا ان «توجيه طهران رسائل سرية الى الوكالة الدولية لا يعني وجود انشطة سرية في برنامجها النووي».
وحول المحادثات المقرر عقدها بين ايران ومجموعة دول (5+1) بعد غد في سويسرا أوضح المتحدث باسم الخارجية الايرانية لو توافرت نوايا حسنة وارادة للتفاهم والتعامل فان ذلك سوف يتيح فرصة مناسبة لاجراء مفاوضات بناءة.
بموازة ذلك نسبت وكالات انباء روسية الى وزير الخارجية الروسي سيرغي لاڤروڤ قوله إن روسيا تشعر بالقلق بشأن التجارب الصاروخية الإيرانية.
وقال لاڤروڤ «هذا الأمر مثير للقلق بالطبع عندما تجرى تجارب اطلاق الصواريخ على خلفية موقف يتسم بعدم حل البرنامج النووي الإيراني». واضاف «اني لعلى قناعة بأن الأمر يتطلب ضبط النفس».
بدوره اعتبر البيت الأبيض ان المناورات الايرانية التي شملت اطلاق صواريخ طويلة المدى ليست سوى أعمال استفزاز كلاسيكية، ملمحا الى انها لن تبدل المعطيات قبل مفاوضات الخميس المصيرية.
ولاحظ روبرت غيبس المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان عملية اطلاق الصواريخ الايرانية كان مخططا لها منذ وقت معين.
وقال المتحدث أمام الصحافيين ان هذه العملية تعكس «الموقف الاستفزازي الذي تبنته ايران على الساحة الدولية منذ بضعة اعوام».
وبالنسبة الى المفاوضات المقررة بعد غد الخميس بين الدول الست الكبرى، وبينها الولايات المتحدة، وايران، اكد غيبس ان البيت الأبيض ينتظر ان تسهل الجمهورية الاسلامية الوصول الى المصنع النووي قرب مدينة قم الذي تم كشف وجوده اخيرا «بشكل فوري ومن دون قيود».
الى ذلك، أعلن مسؤولون رفيعون في الإدارة الأميركية أنها تندفع من أجل جمع رزمة أقسى من العقوبات الاقتصادية ضد إيران بسبب برنامجها النووي تضم مقاطعة للاستثمارات المتعلقة بالنفط والغاز الإيراني وفرض قيود على كثير من مصارفها كما تسعى إلى بناء تحالف أوسع مؤازر للعقوبات.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن المسؤولين ان الإدارة الاميركية تسعى إلى بناء تحالف مؤازر للعقوبات كي تتمكن من القيام بها حتى وإن سعت الصين وروسيا إلى فرض ڤيتو على هذه العقوبات الأقسى في مجلس الأمن الدولي.