بيروت ـ عمر حبنجر
اشارات دولية ركزت على ضرورة التعجيل في تشكيل الحكومة اللبنانية، اولاها فرنسية مباشرة نقلها رئيس الحكومة فرانسوا فيون في المحادثات التي اعقبت مشاركته في افتتاح دورة الالعاب الفرنكوفونية واكد عليها وزير خارجيته برنار كوشنير قبل استقباله نظيره السوري وليد المعلم في باريس امس، والثانية هاتفية ابلغها نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى الرئيس ميشال سليمان والى الرئيس المكلف سعد الحريري، وتنطوي على رغبة الرئيس باراك اوباما بتسريع تشكيل الحكومة وثالثها ترحيب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بالتقارب بين الرياض ودمشق وتوقعه ان ينعكس على الملفات العربية خصوصا الوضع في لبنان الذي رأى أنه اصبح عنصر ضغط بات «يحتاج معالجة سريعة». وقد أكد ابو الغيط ان بلاده تجري اتصالات معلنة وغير معلنة مع سورية للتوصل الى ارضية مشتركة في ما يخص الملفين الفلسطيني واللبناني.
وقال في مقابلة مع صحيفة الحياة ان تحقيق الاسترخاء في العلاقات «له انعكاساته ومشاكله، مؤكدا ان احداها مشكلة لبنان وهي لها عناصرها الداخلية لكن لها ايضا عناصرها الخارجية». نافيا في الوقت ذاته وجود وساطة سعودية بهدف تحسين العلاقات المصرية ـ السورية قائلا «لا نحتاج وساطة. هناك اتصالات مصرية ـ سورية معلن عنها».
مشاورات استكمالية
في هذا الوقت أنهى الرئيس المكلف سعد الحريري استشاراته الحكومية المقررة امس، الا انه اضاف اليها ملاحق رآها ضرورية وتشمل مشاورات جديدة يجريها اليوم مع كتل الكتائب والقوات والتنمية والتحرير، وغدا مع كتلة العماد ميشال عون.
الاستشارات التكميلية للرئيس المكلف ستتناول الاسماء والحقائب، الا ان عروضا متبادلة قد تكون محور هذه الاستشارات، كأن يتنازل التيار الوطني الحر عن حقيبة الاتصالات، مقابل تنازل الاكثرية عن رفض توزير الراسبين.
وكان الرئيس ميشال سليمان مهد لأمر كهذا، عندما سحب «الفيتو» على توزير الراسبين.
الموقف ليس جديدا
وكشفت مصادر مطلعة على مواقف الرئيس لـ «الأنباء» ان ما اعلنه الرئيس سليمان في تصريحه الأخير للحياة، حول توزير الخاسرين في الانتخابات ليس جديدا. إذ انه لم يتحدث يوما لا امام زواره ولا في تصريحات علنية، عن رفضه توزير هؤلاء، فما الذي ورد في وسائل الإعلام نقلا عن شخصيات يلتقيها، حول هذا الشأن ليس صحيحا.
واضافت المصادر ان الدستور اللبناني لا ينص على عدم توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية، اما اذا كان العرف يمنع ذلك، فلطالما جرى خرق العرف في لبنان، تفكيكا لعقد تظهر في الطريق «وهذا برأي المصادر لا يعكس اصطفاف الرئيس إلى هذا الجانب او ذاك» بقدر ما يعكس الرغبة في فتح الابواب على مختلف الاتجاهات تسهيلا لولادة الحكومة، على قاعدة التنازلات المتبادلة.
عتب على سليمان
غير ان الفريق المسيحي في الاكثرية الذي لا يشكك بنوايا الرئيس سليمان وبصدق خطه التوافقي، لا يرى مبررا للانسحاب من مبدأ عدم توزير الراسبين، لان توزير جبران باسيل ارضاء للعماد عون الذي اولم تكريما له في بعبدا، لن يحل المشكلة الحكومية المجدولة بخيوط اقليمية ودولية، ولا لتبرئة القوى الاقليمية، وبالذات ايران وسورية من تعقيد تشكيل الحكومة، لان قوله هذا افسح في المجال للظن بأن الاكثرية النيابية هي المشكلة، وبيدها الحل.
جنبلاط خائب الأمل
ويذهب النائب وليد جنبلاط وكتلته في هذا المنحى التفسيري او الاستنتاجي للامور، ولهذا شارك بوفد كبير في احتفال شهداء «القوات اللبنانية» رغم انقطاع حبل الود بينه وبين جعجع، وهو يشعر بمرارة وخيبة امام ما بلغته الوسطية السياسية التي تحول باتجاهها، لافتا ايضا الى الموقف اللا وسطي الذي اعتمده صديقه الودود رئيس مجلس النواب نبيه بري، اثناء مشاورات تسمية رئيس الحكومة المكلف عندما امتنع وكتلته عن تسمية الحريري، بخلاف المتفق عليه معه.
بطرس حرب متفائل
النائب بطرس حرب ورغم هذه المعطيات تحدث عن اجواء تسمح بتشكيل الحكومة، وقال ان المدة الزمنية ليست محددة على الرئيس المكلف انما فهم من الرئيس المكلف ان هناك متابعة للمشاورات وهناك اكثر من جولة له مع اكثر من طرف سياسي، ولاحظ انها المرة الاولى التي يطرح فيها الرئيس المكلف قضايا الوطن.
..وعون أيضا
العماد عون قال في مؤتمر صحافي له امس ان المعارضة متعاونة مع الرئيس المكلف لتسهيل تشكيل الحكومة.
واضاف في اعقاب لقائه النائب سليمان فرنجية ان الرئيس ميشال سليمان ايده في مسألة توزير الخاسرين.
وقال: نحن متعاونون في الوقت وفي تشكيل حكومة منسجمة وقوية.
فتفت غير مرتاح
غير ان النائب احمد فتفت (المستقبل) استبعد تشكيل الحكومة في وقت قريب لان المعارضة مازالت تعتمد نفس المنهج الذي اعتمدته في الاستشارات السابقة، واستشهد بقول النائب سليمان فرنجية اما تعطونني هذه الوزارة واما لا اشارك، وغدا يأتي الرئيس بري وحزب الله ليقولا اما يشارك فرنجية في الحكومة او نعتذر.
واضاف: راقبوا كلام صحيفة تشرين السورية امس، التي وصفت النظام اللبناني بأنه في حالة موت سريري.