سياسي مخضرم أقرب الى المعارضة يعتقد، خلافا لكل ما يشاع، أن الرئيس المكلف سعد الحريري في وضع «المرتاح» الذي يسمح له بالمناورة أيضا، وأيضا للحيلولة دون اعلان حكومته. ويعدد هذا السياسي سلسلة «الاخطاء» الاستراتيجية التي وقع فيها الرئيس المكلف منذ فترة والتي حرمته أوراق مناورة ومفاوضة أساسية مع خصومه في الفريق الآخر، ومنها على سبيل المثال:
ـ افتقاره الى فريق عمل شيعي نيابي وغير نيابي حقيقي له حيثية وقيمة سياسية اعتبارية يوفر له القدرة على المناورة والمفاوضة، ويوفر له ايضا اقامة جسور علاقة وتواصل وقنوات اتصال مع الفضاء الشيعي عموما.
ـ ألزم الرئيس المكلف نفسه، منذ لحظة احتفائه الاول بفوزه بالنجاح المبين في الانتخابات النيابية في قريطم، بالتزامات وتعهدات محددة، ومنها حكومة الوحدة الوطنية، على نحو صار يستحيل عليه لاحقا التنازل عنها، أو على الاقل المناورة لتحقيق غايات ومقاصد أدنى أو أعلى.
ـ لقد حدثت تصدعات حقيقية في الفريق السياسي للرئيس المكلف بدأ بعضها بالظهور قبل يوم 1 اغسطس وهو اليوم الذي جاهر فيه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بتمرده على سياسة فريقه واعتراضه على الكثير من مظاهر ادائه، ثم استكملت هذه التصدعات لاحقا باعتراضات عدة على «الحاشية الاستشارية» للرئيس المكلف، وقيامه بإبعاد بعضهم، وبتقريب بعضهم الآخر.