بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو قوى 14 آذار النائب بطرس حرب ان موقف البطريرك صفير الذي اعلنه اثر عودته من حاضرة الڤاتيكان لا يعني اطلاقا تخليه عن موقفه الذي اعلنه قبل اقلاعه متوجها اليها، معتبرا ان هذا الاخير فضل التكيف مع موقف الرئيس سليمان منعا لحصول تباينات بين الموقفين.
ترطيب الأجواء
واكد ان زيارة الرئيس السوري بشار الاسد للمملكة العربية السعودية، شكلت نافذة لترطيب الاجواء في الداخل اللبناني، بحيث ادت الى حلحلة بعض العقد المرتبطة بتشكيل الحكومة، مشيرا من جهة اخرى الى ان استمرار الحلحلة الناتجة عن الزيارة المذكورة غير مضمون ولا يدعو على الصعيدين الوطني والديموقراطي الى الارتياح، وذلك لاسباب عديدة واهمها سببان رئيسيان وهما: أولا: ليس ثابتا ان زيارة الاسد للمملكة يمكن ان تشكل منطلقا اساسيا لحلحلة العقد التي حالت دون تشكيل الحكومة، ثانيا: ليس من مصلحة اللبنانيين ولا من مصلحة النظام الديموقراطي ان يصبح تشكيل الحكومة في لبنان مرتبطا باتفاق سعودي ـ سوري، الامر الذي يرى فيه النائب حرب افلاسا داخليا تم تعويمه باللقاء السوري ـ السعودي، وتأكيدا على ان بعض جوانب الحالة السياسية في لبنان ليست سوى انعكاس لحالة العلاقات العربية ـ العربية والعربية ـ الايرانية مع ما تحمله تلك العلاقات من انعكاسات وترددات على الداخل اللبناني.
ولفت النائب حرب في تصريح لـ «الأنباء» الى وجود بعدين سياسيين لزيارة الاسد للمملكة السعودية، البعد الاول ويتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية، اذ يعتبر النائب حرب ان الزيارة كونت حالة من الارتياح والتفاؤل غير المضمون بين الفرقاء اللبنانيين بسبب عدم اكتمال المشهد العام للزيارة، الذي لن يكتمل الا بعد الزيارة المرتقبة التي سيجريها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاسبوع المقبل لسورية وما يمكن ان ينتج عنها من سلبيات او ايجابيات على الداخل اللبناني، والبعد الثاني تكريس مفهوم بأن الحلحلة في لبنان لن تأتي الا عبر اتفاق الآخرين من الدول على قضاياه الداخلية، معتبرا ان ما يجري وان دل على شيء فهو يدل على امر من اثنين: 1 - اما ان اللبنانيين عاجزين عن ادارة شؤونهم وشجونهم الداخلية وهو مدعاة للخيبة، 2 - واما ان قسما من اللبنانيين يربطون مصالحهم مباشرة بالخارج الى حد انهم اصبحوا غير قادرين على الالتقاء والتفاهم مع القسم الآخر لحل القضايا الوطنية والدستورية العالقة سوى في اطار التنسيق والتفاهم مع من ترتبط بهم مصالحهم وتوجهاتهم السياسية.
لقاءات عربية
واوجز النائب حرب ان ما يجري على مستوى اللقاءات العربية ـ العربية والعربية ـ غير العربية لتأليف الحكومة اللبنانية، يسيء الى صورة لبنان في العالم والى النظام الديموقراطي فيه، لاسيما انه يسيء الى التراث اللبناني في العمل الديموقراطي الذي كان قدوة لباقي الدول، كما يشير وبحسب النائب حرب.
الى ان العيش المشترك في لبنان يرتبط باتفاقات غير اللبنانيين على قضاياهم وشؤونهم الداخلية، مناشدا جميع القوى السياسية في لبنان التخلي عن الشروط والشروط المضادة، والتخلي عن طرح التناقضات فيما بينها وعن طروحاتها الحزبية والعائلية والشخصية، والاعتناء بالشؤون الوطنية انطلاقا من الاعتبارات المذكورة.