داود رمال
رغم الأجواء التفاؤلية التي تشاع نتيجة العمق في البحث الذي أداره الرئيس سعد الحريري خلال استشاراته مع الكتل النيابية والتي يستتبعها بلقاءات مع اقطاب سياسيين من دون اغفال مشاورة الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية، إلا ان اكثر من مصدر سياسي فضل عدم الافراط في التفاؤل نتيجة عدة عوامل تتصل بالعقد لجهة الاسماء والحقائب من دون اغفال ان هذه العقد تصعب او تهون كلما خف عامل الضغط الخارجي. ويعزو مصدر واسع الاطلاع لـ «الأنباء» هذه الأجواء التي يصفها بالتشاؤمية الى حقيقة ان المباحثات والاتصالات السورية ـ السعودية والتي يعتبر الملف اللبناني تفصيلا فيها، أثمرت عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، وترك الفرقاء اللبنانيين يشكلون الحكومة بأنفسهم لكي يراكموا تجربة الاتكال الكلي على الذات من دون تدخل خارجي، وهو ما كان اللبنانيون يطالبون به دائما لجهة تركهم وشأنهم، إلا ان ذلك لا يعني ترك الساحة مستباحة أمنيا وتعريض السلم الاهلي للخطر، اذ هناك حرص سعودي ـ سوري متبادل على وجوب استمرار الاستقرار في لبنان امنيا واقتصاديا وعدم ربطه بالمناكفات السياسية.
ويعبر المصدر نفسه عن قلق امني بدأ يبرز خصوصا عشية الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى سورية مستشهدا بحادث التفجير الذي استهدف الجيش اللبناني في البحصاص في طرابلس عشية توجه الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى دمشق، والتخوف الآن من استباق وصول خادم الحرمين بتوتر أمني مقصود للتشويش على هذه الزيارة أو محاولة فرض جدول اعمال مغاير لها. ويكشف المصدر عن معلومات تفيد بأنه استعدادا لأي محاولة تفجير أمنية عقدت اجتماعات امنية لبنانية ـ سورية في دمشق يستتبعها امس واليوم اجتماعات مماثلة لبنانية ـ اردنية في عمان بمشاركة فلسطينية هدفها رسم صورة الوضع الامني غير المريح في المخيمات الفلسطينية ووضع القوى الفلسطينية وتحديدا حركة فتح التي تمثل السلطة الوطنية الفلسطينية امام مسؤولياتها بعدم تحويل هذه المخيمات الى بؤر إرهابية لمجموعات ذات افكار قاعدية او لمجموعات خارجة على القانون، وحسم ملف بعض هذه المجموعات التي نشطت في الاسبوعين الأخيرين.