- الجيش العراقي يحرر قضاء الحمدانية ويعلن «الأنبار» منطقة عسكرية خطيرة
نفت الحكومة العراقية مشاركة القوات التركية «بأي شكل من الأشكال» في العمليات العسكرية الدائرة لتحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم (داعش)، بينما اكدت أنقرة مشاركتها في هذه العملية خاصة تقديمها المساعدة لقوات البيشمركة الكردية لاستعادة بعشيقة من التنظيم المتطرف.
ووصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنباء مشاركة القوات التركية في عملية تحرير الموصل بأنها «ادعاء كاذب لا صحة له».
وقال العبادي، في تصريح صحافي مشترك مع نظيره السويدي ستيفان لوفن في بغداد امس «بلغنا المراحل النهائية بتحرير الأراضي العراقية».
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق يحيى رسول في بيان مقتضب: ان «قيادة العمليات تنفي مشاركة تركيا في عمليات تحرير الموصل بأي شكل من الاشكال».
وفي المقابل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن نيران المدفعية التركية قتلت 17 من أعضاء تنظيم عناصر منذ بدء معركة لطردهم من مدينة الموصل العراقية، مضيفا أن أربع مقاتلات تركية من طراز إف-16 تتأهب للمشاركة في العملية.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك أيرو في انقرة امس: إن تركيا ستنشط بشكل أكبر أيضا في قتال حزب العمال الكردستاني في العراق.
واعلنت الحكومة التركية في وقت سابق امس الاول مشاركة مدفعيتها المتمركزة في قاعدة زيلكان بقصف مواقع (داعش) في ناحية بعشيقة دعما لقوات البيشمركة الكردية هناك.
وفي هذا السياق، دخلت إيران على خط التصريحات المتضاربة بين انقرة وبغداد، حيث اكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن مشاركة أي دولة في محاربة الإرهاب بالعراق يجب ان تتم بعد الحصول على موافقة الحكومة العراقية.
ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن قاسمي، ردا على سؤال حول تصريحات المسؤولين الأتراك الأخيرة بشأن العراق، إن «قضية التصدي للإرهاب في المنطقة والعالم مهمة، ومن الجيد أن تبادر أي حكومة لمحاربة الإرهاب، ولكن لا ينبغي أن يؤدي هذا الأمر إلى انتهاك سيادة دولة أخرى».
وفي سياق ذي صلة، أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن قائد قوات فيلق قدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وصل إلى العراق للمشاركة في معركة الموصل، عبر الإشراف على قوات نخبة من الحرس الثوري الإيراني وميليشيات الحشد الشعبي.
وذكرت وكالة «مهر» الايرانية، أن سليماني وصل بشكل مفاجئ إلى إقليم كردستان العراق، أمس الأول، لتقديم الاستشارات للقوات العراقية والبيشمركة الكردية خلال معركة الموصل.
يأتي هذا بينما أكدت مصادر صحافية أن سليماني حضر لقيادة قوات النخبة التابعة لـ«فيلق قدس» التي دخلت إقليم كردستان العراق للمشاركة في معركة الموصل، إضافة إلى إشرافه على قوات الحشد الشعبي في هذه المعركة.
ميدانيا، اعلنت وزارة الدفاع العراقية عن تمكنها من تحرير قضاء الحمدانية جنوب شرقي الموصل من قبضة تنظيم (داعش) في حين تمكنت قوات البيشمركة من صد هجوم شنه مسلحو التنظيم على قضاء سنجار غرب الموصل.
وقالت وزارة الدفاع في بيان: ان القوات العراقية قتلت خلال عملية تحرير الحمدانية اكثر من 100 مسلح ودمرت العشرات من السيارات المفخخة وتمكنت من رفع وتفكيك المئات من العبوات الناسفة، كما قامت بتمشيط القضاء من الخلايا الارهابية المتبقية.
كما تمكنت قوات مكافحة الإرهاب العراقية من السيطرة على ثلاث قرى شرق مدينة الموصل وانتزاعها من قبضة تنظيم (داعش)، هي: الخزنة و«خزنة تبة» و«طهراوة».
وذكرت خلية الإعلام الحربي بقيادة العمليات المشتركة أن القوات العراقية حررت خلال أول أسبوع من العمليات العسكرية لاستعادة الموصل 70 قرية وبلدة ومنطقة في محافظة نينوي، فيما بلغت حصيلة قتلى (داعش) منذ انطلاق العملية 772 قتيلا.
في غضون ذلك، اتخذت القوات الأمنية العراقية إجراءات أمنية مشددة في مناطق محافظة الانبار، خشية من هجمات مفاجئة قد يشنها (داعش).
وقال المقدم بالجيش العراقي عماد صالح: إن القوات العراقية اتخذت إجراءات مشددة، وأجرت تحصينات في مدينة الرمادي ومناطق الهيت وكبيسة وعامرية الفلوجة.
وأوضح أن الجيش العراقي قرر اعتبار محافظة الأنبار منطقة عسكرية خطيرة، وطالب القائد العام للقوات المسلحة بإرسال تعزيزات إضافية في مدن المحافظة لخطورة الوضع الأمني فيها.
وعلى صعيد آخر، قال مسؤول محلي: إن مقاتلين أكرادا مدعومين من الولايات المتحدة تمكنوا من التصدي لهجوم مباغت شنه «داعش» في سنجار التي يقطنها اليزيديون غربي مدينة الموصل.
وأكد التنظيم في بيان نشر على الانترنت أنه نفذ هجوما انتحاريا على موقع للبيشمركة الكردية عند المدخل الغربي لسنجار، لافتا الى أن اثنتين من مركبات البيشمركة دمرتا وقتل كل ركابهما.
وقال القائمقام لقضاء سنجار محما خليل لرويترز «إنه الهجوم الأعنف على سنجار منذ سنة».
وفي السياق، أعلن مصدر عسكري عراقي أن «داعش» ينفذ عمليات قتل واعتقال واسعة في المناطق التي سيطر عليها.
وقال المصدر لوكالة الانباء الالمانية إن «التنظيم الإرهابي قام بتنفيذ عمليات اعتقال وإعدامات مباشرة ضد عناصر أبناء العشائر وأفراد القطاعات الأمنية في مناطق الميثاق والمطار والانتصار في قضاء الرطبة».
الى ذلك، صرح قائممقام قضاء ميركسور، غفور أحمد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بمقتل ثلاثة اشخاص في قصف نفذته المقاتلات التركية على مناطق حدودية بإقليم كردستان العراق.
وقال إن «المقاتلات التركية قصفت مساء امس الاول قرية شيروان مازن في قضاء ميركسور شمال اربيل 350 ما أسفر عن مقتل شقيقين وابن عمهما كانوا في زيارة للقرية».