أحرزت القوات العراقية مزيدا من التقدم في معركة الموصل وباتت قوات مكافحة الارهاب «النخبة» على مسافة بضعة كيلومترات من مركز المدينة، مما دفع مقاتلي تنظيم «داعش» الى حلق لحاهم وتغيير مخابئهم، فيما تتزايد أعداد النازحين الفارين هربا من المعارك. وافاد عدد من سكان الموصل في اتصالات هاتفية مع وكالة فرانس برس بان عناصر التنظيم يتأهبون للهجوم على مركز المدينة، وقال احدهم «شاهدت عناصر داعش مختلفين بشكل كامل عن المرة السابقة التي رأيتهم فيها».
واضاف الرجل الذي كان تاجرا وبات عاطلا عن العمل «بدأوا يحلقون لحاهم ويغيرون مظهرهم (...) يبدو انهم خائفون او قد يكونون جاهزين للفرار»، وافاد مسؤولون عسكريون وشهود بان عناصر داعش بدأوا بتغيير امكنة سكنهم من الجانب الشرقي في الموصل الى الجانب الغربي وهو المعقل التقليدي السابق لهم لجهة الحدود مع سورية.
وفي سياق الذعر الذي اصاب عناصر داعش جراء تضييق القوات العراقية للخناق العسكري على مواقعه في الموصل، وكمحاولة لتشتيت الانتباه عن خسائره، كشف رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي، عبدالرحيم الشمري، عن قيام التنظيم الإرهابي بإعدام 332 مدنيا في محافظة نينوى امس.
وقال الشمري في بيان صحافي إن «عصابات داعش الإرهابية قامت بإعدام 190 مواطنا في حمام العليل، بعد أن اختطفتهم من مناطق متفرقة من مدينة الموصل».
وأضاف أن «عناصر التنظيم الإرهابي قاموا أيضا بإعدام 42 مدنيا آخرين في قرية العريج بتهمة عدم الانتماء لها»، بحسب قناة «العربية» امس. في غضون ذلك، واصلت قوات «البيشمركة» الكردية امس تقدمها في محور «بعشيقة» ضمن العمليات العسكرية لاستعادة الموصل.
وقالت مصادر كردية إن مسلحي داعش أنزلوا رايات التنظيم في قرية «الفاضلية» التي تحاصرها البيشمركة مما يشير إلى انهزام وانسحاب المسلحين من القرية إلى مناطق أخرى. وأشارت إلى أن قوات البيشمركة في محور «بعشيقة» استكملت المرحلة الأولى من العملية وفق الخطة وتنظر مهامها بالمرحلة الثانية للعملية والاستعداد لاقتحام الموصل من محور«بعشيقة».
من جانب آخر، قال العميد بهنام عبوش قائد الحشد المسيحي في سهل نينوى التي تقاتل إلى جانب البيشمركة والقوات العراقية للأناضول إن «قوات البيشمركة تمكنت من اقتحام بلدة باطنايا ضمن قضاء تلكيف، شمال الموصل».
وأوضح عبوش أن «البيشمركة كانت تطوق البلدة منذ نحو 7 أيام إلا أن الأوامر صدرت باقتحامها، وفعلا تمكنوا من ذلك وسط مقاومة ضعيفة»، مبينا أن «القوة المقتحمة تمكنت من قتل انتحاري يرتدي حزاما ناسفا داخل البلدة خلال عملية الاقتحام».
الى ذلك، قال أحد وجهاء عشائر مدينة الرطبة في محافظة الأنبار أن ميليشيات الحشد الشعبي قامت بتفجير مسجد وحرقت منازل في الرطبة، عقب استعادة السيطرة على المدينة من عناصر داعش.
وقال عاصم الكبيسي لوكالة الاناضول ان «الرطبة تشهد عملية انتقام واسعة من قبل الميليشيات ضد أهالي المدينة بعدما اتهمتهم تلك الميليشيات بانهم من المؤيدين لداعش.
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده ستتخذ تدابير أمنية في حال تشكيل ميليشيات الحشد الشعبي، التي توجهت إلى مدينة تلعفر غربي الموصل خطرا على أمن بلاده.
وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره السوداني، إبراهيم الغندور، في أنقرة امس: «اننا مصممون على حماية حقوق أشقائنا التركمان هنا (بتلعفر)، وفي حال تعرضهم لهجمات فلن نقف غير مبالين»، وشدد على أن «الحشد الشعبي الذي يتحرك بدافع الانتقام، يرغب في دخول مدينة الموصل، بدعم وتحريض من بعض الدول والمجموعات، لم يسمها، وشن هجمات على مناطق سنية أخرى».
وبموازاة استمرار العمليات العسكرية، قالت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، إن نحو 10 آلاف شخص نزحوا من مناطق سكنهم منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة الموصل.
وقالت الوزارة إن «آخر احصائية للنازحين من الأقضية والنواحي والقرى التابعة لمحافظة نينوى منذ انطلاق عمليات تحريرها بلغت 9795 نازحا وبواقع 1670 عائلة نازحة»، واثارت معركة الموصل مخاوف من كارثة انسانية، فيما حذرت الامم المتحدة من امكان نزوح اكثر من مليون شخص، وتفيد ارقام الامم المتحدة بان نحو ثمانية الاف و940 شخصا نزحوا من الموصل منذ بدء الهجوم لاستعادتها من «داعش».