واشنطن ـ أحمد عبدالله ووكالات
حذّرت المرشحة الديموقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون أنصارها من الثقة الزائدة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي حفاظها على تقدمها الواضح على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، وذلك بالتزامن مع بدء التصويت المبكر في عدة ولايات أبرزها فلوريدا.
وتلقت كلينتون دفعة إضافية عندما أفادت تقارير إعلامية بأن كولن باول وزير الخارجية الأميركي الأسبق الذي خدم في إدارة الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش قال إنه سيمنح صوته لها.
وقالت هيلاري أمام تجمع حاشد في فلوريدا وهي واحدة من الولايات التي من المرجح أن تحسم نتيجة الانتخابات إن الديموقراطيين ليس بوسعهم تحمل أي تراخ.
وأمام لافتة مكتوب عليها «التصويت المبكر»، قالت كلينتون في كلمتها في كوكونت كريك امس الأول «آمل أن تخرجوا وتدلوا بأصواتكم لأنها ستكون انتخابات متقاربة. لا تنظروا إلى استطلاعات الرأي. لا تنسوا. لا تتراخوا لأنه يتحتم علينا أن نحث الناس على الخروج للتصويت».
ونوهت إلى أن ترامب يهاجم كل ما يوافق عليه الشعب الأميركي منذ 240 عاما، حيث هاجم أولا المهاجرين، والأميركيين ذوي الأصول الأفريقية، والنساء، والمسلمين، وذوي الاحتياجات الخاصة، ثم انتقل لاستهداف الديموقراطية.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم كلينتون بفارق ضئيل على ترامب في فلوريدا، في حين تظهر استطلاعات الرأي التي تجرى على مستوى البلاد، تقدم هيلاري بفارق 5 نقاط على منافسها. وأظهرت نتائج استطلاع أجرته إبسوس/ رويترز على مستوى الولايات ونشرت نتائجه مؤخرا أن كلينتون تحافظ على تقدمها الواضح في السباق على الظفر بأصوات المجمع الانتخابي اللازمة للوصول إلى البيت الأبيض وعددها 270 صوتا.
وأشار الاستطلاع إلى أن فرصة كلينتون للفوز تجاوزت 95% لو كانت الانتخابات أجريت الأسبوع الماضي.
وأدلى حتى امس نحو مليون و600 ألف ناخب بأصواتهم، في الاقتراع المبكر في ولاية فلوريدا، ومن المتوقع أن 8 ملايين ناخب، أدلوا بأصواتهم في الاقتراع المبكر في جميع أنحاء البلاد.
وتسمح 37 ولاية أميركية بالتصويت المبكر في الانتخابات، ويختلف تاريخ بدء التصويت بين ولاية وأخرى.
ويتوقع أن يدلي 46 مليون ناخب أميركي بأصواتهم في التصويت المبكر، الذي يمكن إجراؤه عبر البريد أيضا.
في هذه الاثناء، قالت مؤسسة «ريل كلير بوليتيكس» الجمهورية الأميركية المحافظة انها توصلت طبقا لبحثها في نتائج استطلاعات الرأي في الولايات التي كانت معلقة، اي لم يعرف على وجه الدقة اتجاه تصويتها، ان كلينتون تعد من الوجهة الفعلية فائزة في انتخابات الرئاسة التي تجري الشهر المقبل. وأوضحت المؤسسة ان هيلاري حصلت طبقا لدراستها على 272 مقعدا في المجمع الانتخابي اي ما يكفي لفوزها وذلك بعد الاستطلاعات المتعددة التي جرت في مينيسوتا وميتشيغان وجورجيا وانديانا.
وحتى في تكساس المعروفة بولائها للحزب الجمهوري، أوضحت آخر الاستطلاعات ان كلينتون متفوقة على ترامب بنسبة 6.2 نقطة مئوية.
وفي مينيسوتا تفوقت كلينتون بنسبة 5.1 نقطة مئوية، وكانت النسبة المقابلة في ميتشيغان 5.5 نقطة مئوية، وفي جورجيا 6.2 نقطة مئوية، وفي انديانا 6.2 نقطة مئوية.
وفي المقابل، كرر ترامب في مؤتمراته الانتخابية بفلوريدا انتقاداته لكلينتون، حيث قال في مؤتمر انتخابي في مدينة أورلاندو بالولاية، إن كلينتون التي استخدمت بريدا إلكترونيا شخصيا، في مراسلات رسمية خلال توليها وزارة الخارجية الأميركية، ليست مرشحة مناسبة للرئاسة.
وفي لقاء مع الصحافيين في ملعب للجولف يمتلكه في مدينة دورال، انتقد ترامب نظام «أوباما كير» للرعاية الصحية، قائلا إنه، في حال فوزه بالرئاسة، سيلغي تعديلات أوباما على النظام الصحي، وينشئ نظاما جديدا بأسعار أرخص.
واعتبر ترامب أنه لابد من إحالة أوباما للتحقيق بشأن التعديلات التي أجراها على النظام الصحي.
وقال ترامب إن خطة المرشحة الديموقراطية بشأن سورية سوف «تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة» بسبب احتمال نشوب صراع مع القوات الروسية.
وألقى باللوم على الرئيس أوباما في تراجع العلاقات الأميركية مع الفلبين في ظل قيادة رئيسها الجديد رودريجو دوتيرتي. وفي غضون ذلك، رفض البيت الابيض طلب ترامب اجراء تحقيق مع الرئيس باراك أوباما بشأن استخدام هيلاري كلينتون لبريد شخصي خلال توليها وزارة الخارجية.
ورفض المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست التعليق على ادعاءات ترامب لكنه أبلغ الصحافيين أنه على الرغم من وجود عنوان البريد الخاص بهيلاري لدى الرئيس أوباما فإنه لم يكن يعلم بمحتوى تلك الرسائل.
وقال ارنست إنه على الرغم من وجود عنوان البريد الالكتروني الخاص بكلينتون لدى الرئيس أوباما والذي استخدمته عندما كانت وزيرة للخارجية بدلا من الأنظمة الحكومية فإنه لم يعرف مكان الخادم الخاص بهذا البريد أو أي تفاصيل أخرى.