ارتفع منسوب التوتر في مدينة القدس المحتلة أمس، مع ابقاء شرطة الاحتلال الإسرائيلية على حال التأهب ناشرة آلاف العناصر واعلان عزمها اعادة اقتحام المسجد الأقصى المبارك مما يهدد بانفجار «برميل البارود» في المنطقة.
القيود المفروضة
وفي وقت ابقت الشرطة على القيود المفروضة للدخول الى باحة الاقصى، لمن هم دون الخمسين من العمر، انطلقت أمس مسيرة شعبية وتظاهرة حاشدة بالقرب من باب الأسباط في القدس المحتلة، لمواجهة المسيرات التي نظمها عشرات الالاف من المتطرفين اليهود وسط حراسة أمنية إسرائيلية مكثفة، بمناسبة عيد (العرش) او المظلة الذي بدأ الأحد الماضي ويستمر أسبوعا.
وقالت مصادر محلية إن المشاركين في المسيرة من مدينة القدس المحتلة وفلسطينيي 48 هتفوا لنصرة الأقصى المبارك وفك الحصار عنه، فيما أحاط عدد كبير من عناصر شرطة وجنود الاحتلال بالمسيرة، وحاولوا قمع المشاركين فيها والاعتداء عليهم.
وأضافت «أنه حضرت إلى المنطقة في وقت لاحق تعزيزات أمنية إسرائيلية، وتم إغلاق الشارع الرئيسي المؤدي إلى مناطق (رأس العمود، وبلدة سلوان، ووادي الجوز، ووسط ومركز القدس).
وتابعت المصادر أن جنود الاحتلال لبسوا الخوذات واعتلوا التلال في مقبرتي اليوسفية والرحمة في باب الأسباط تمهيدا لمهاجمة المشاركين بالمسيرة والاعتداء عليهم.
قبل ذلك، أعلن الناطق باسم الشرطة شمويل بن ربي «تعيّن علينا الابقاء على حال التأهب وانتشارنا المكثف بسبب سلسلة الاحداث التي وقعت مساء الاثنين وأدت الى توقيف عشرين فلسطينيا».
واضاف ان «الفي رجل بين شرطيين وخفر الحدود انتشروا في القدس الشرقية» تفاديا لاي مواجهات مع الفلسطينيين.
اما في المسجد الأقصى المبارك، فقد قالت مصادر فلسطينية في تصريحات صحافية ان قوات الاحتلال الاسرائيلية رفعت حصارها فجر أمس للحرم القدسي مؤقتا، بعد ان رفض المعتكفون الاستجابة الى طلب الشرطة بالخروج من المسجد الاقصى.
محاصرة الأسوار
الا ان المصادر أكدت أن قوات الاحتلال هددت باعادة محاصرة اسوار وبوابات المسجد الاقصى في وقت لاحق لاخراج نحو 200 فلسطينيا معتكفين في الداخل منذ مساء السبت الماضي للدفاع عن الحرم ومنع أي محاولة لاقتحامه من قبل المتطرفين اليهود المحتفلين بعيد العرش. وفي شأن متصل اعتقلت الشرطة الاسرائيلية مساء امس رئيس الحركة الاسلامية الجناح الشمالي داخل الخط الاخضر الشيخ رائد صلاح في القدس الشرقية واقتادته الى التحقيق في مقر للشرطة.
وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان قوة من الشرطة ووحدة حرس الحدود الاسرائيلية اعتقلتا الشيخ صلاح لدى وصوله الى خيمة اعتصام احتجاجية على اغلاق الحرم القدسي مقامة في حي وادي الجوز المحاذي للبلدة القديمة في القدس.
واشارت المصادر الى ان مواجهات اندلعت صباح أمس بين الجيش الاسرائيلي وطلبة المدارس حيث استخدم الجيش لتفريقهم الغاز المسيل للدموع.
اسفرت مواجهات الامس عن جرح جندي اسرائيلي الثلاثاء بسكين في حاجز تفتيش في مخيم شعفاط للاجئين شمال القدس حيث رشق عشرات الفلسطينيين الشرطة بالحجارة.
كذلك اشير الى رشق بالحجارة عند حاجز قلنديا العسكري بين القدس ورام الله في الضفة الغربية، وفي حي رأس العمود الفلسطيني حيث اعتقل عشرة متظاهرين.
طابع قومي
وقد اتخذ هذا الحدث الرياضي الشعبي خلال السنوات الاخيرة طابعا قوميا متطرفا للتعبير عن تمسك اسرائيل بالقدس التي اعلنتها عام 1980 «عاصمة اسرائيل الابدية الموحدة» رغم معارضة الاسرة الدولية.
وتنظم المسيرة كل سنة في عيد العرش او «عيد المظلات» حيث ستعبر المسيرة الاحياء العربية في القدس الشرقية مما يثير مخاوف من اندلاع مواجهات تذكر بمواجهات انتفاضة الاقصى التي اندلعت احتجاجا على زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون.