بيروت ـ عمر حبنجر
القمة السعودية ـ السورية في دمشق، من حيز التمني الى كبد الواقع، وربما يكون اللبنانيون اكثر ابتهاجا بهذه المناسبة حتى من بعض اهلها لكونهم اكثر تشوقا لرؤية نهاية النفق الذي يتخبطون فيه، ولاقتناعهم بأن لقاء «س ـ س» كما يشير رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى سورية والسعودية سيكون حبل نجاتهم وفرحة خلاصهم المتاحة.
على ان اوساطا سياسية لبنانية تمنت لو يكون الرئيس اللبناني ميشال سليمان حاضرا حيث مناقشة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والرئيس الاسد للملف اللبناني وقالت هذه الأوساط لـ «الأنباء» ان ما قيل عن احتمال انضمام الرئيس سليمان لقمة دمشق كان اقرب الى القراءات الاعلامية، بدليل ان اي مصدر سعودي او سوري لم يلمح الى هذا الامر، الذي يتطلب دعوة رسمية للرئيس اللبناني المفترض انه المعني الأول، بكل ما يخص الأوضاع اللبنانية، وبالذات الأوضاع الحكومية.
وتؤكد هذه الأوساط رهان اللبنانيين على قمة دمشق، من حيث كون ازمة الحكومة اللبنانية مرتبطة في الجزء الكبير من مكوناتها بأزمة العلاقات العربية كما تراهن على صدقية الاهتمام السعودي والسوري بالمحافظة على الاستقرار اللبناني القائم على المستويين السياسي والأمني، وان هذه الصدقية لا تتآلف او تتناغم مع اي توجه للبحث في الملف اللبناني، بغياب المرجع العيناتي الأول، فالاستقرار السياسي المسعى اليه في لبنان يخدشه تشكيل حكومة لبنان بعد قمة سورية ـ سعودية غاب عنها لبنان، من الناحية المعنوية على الأقل.
الرئيس نبيه بري، قال بعد لقائه الأسبوعي مع الرئيس ميشال سليمان في بعبدا امس: الحكومة «نص بنص» وبعد لقائه النواب قال: لا بأس من انتظار بضعة ايام، فإذا كان الخارج يعمل لتشكيل الحكومة فعلينا ان نصبر، مؤكدا على اهمية القمة السعودية ـ السورية، والنتائج التي ستترتب عليها، مشيرا الى ان الملف اللبناني من الأساسيات، الا ان البحث فيه لن يدخل في التفاصيل، داعيا اللبنانيين الى الاستفادة من هذه الفرصة، معيبا من جهة ثانية تأجيل مناقشة تقرير غولد ستون وان نتلقى اوامر ضد الإنسان فينا.
الأمانة العامة لقوى 14 آذار رحبت بزيارة الملك عبدالله الى دمشق ورأت ان الاسراع بتشكيل الحكومة بات اليوم اكثر إلحاحا من اي وقت، اما كتلة المستقبل فقد اعتبرت ان استقرار العلاقات العربية ـ العربية يفيد العرب ومنهم لبنان، منادية بتشكيل الحكومة في اسرع وقت.
على مستوى الحراك الداخلي لتشكيل الحكومة كانت آخر محطاته اللقاء الليلي بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب الكتائب امين الجميل، في بيت الوسط، لكن المعطيات المتوافرة لم تجزم ولم تنف احتمالات الولادة القريبة للحكومة.
الجميل: لدينا العين الساهرة
فقد اعلن الرئيس الجميل بعد اللقاء ان التمثيل المسيحي داخل الحكومة يجب ان يكون متوازنا وان فريق 14 آذار هو الذي ناضل وجاهد وضحى والمفروض ان يكون هو الضمانة للمستقبل، وان يكون لديه تأثيره داخل الحكومة وانا لا اعتقد ان الرئيس المكلف يمكن ان يقبل بأي امر على حسابنا، علما ان لدينا العين الساهرة ايضا، والمفروض بالرئيس المكلف ان يتحصن بهذا الفريق، لأنه اذا خسر ثقة ودعم هذا الفريق لا ادري ما سيكون عليه مصير الحكومة.
من جهته، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع استبعد تشكيل حكومة تضم جميع الاطراف في وقت قريب محملا المسؤولية الى الاقلية.
وقال جعجع لـ «رويترز» انه لا يرى ان فرص تشكيل الحكومة اصبحت كبيرة لأن الرئيس المكلف يريدها حكومة ائتلاف وطني، بينما يصر الفريق المعارض على مجموعة شروط ومطالب لا تتحملها اي حكومة يمكن ان تشكل، معتبرا ان الامر بيد رئيس الجمهورية الذي نطالبه بالتوقيع على اي تشكيلة يقدمها الرئيس المكلف وقال ان على رئيس الجمهورية ان يستخدم قلمه.