عدن ـ إياد أحمد
للعام الثاني على التوالي يواصل الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح حربهم التدميرية في اليمن يقابلها مقاومة شرسة من الشعب اليمني الذي تشكل في جبهات مقاومة شعبية وقوات الجيش الوطني لمواجهة الجرائم والانتهاكات الوحشية التي ترتكبها الميليشيات بحق أبناء اليمن.
وتدخلت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإسناد الشرعية اليمنية بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي وحررت العاصمة عدن وعدة محافظات جنوبية وشمالية فيما لاتزال الحرب مشتعلة في تسع محافظات أخرى.
«الأنباء» تستعرض لمحة عن الجبهات المشتعلة، وماذا تمثل كل جبهة، حيث تمثل محافظة تعز ابرز الجبهات وأشدها شراسة وتفرض ميليشيات الحوثي وصالح حصارا خانقا عليها منذ أكثر من عام ونصف العام وأحدثت تدميرا هائلا في بنيتها التحتية وعطلت كل مقومات الحياة فيها، وبالمقابل تحتضن تعز أعنف مقاومة شعبية رافضة لتواجد المتمردين وتمكنت بإسناد من الجيش الوطني وقوات التحالف من تحرير واستعادة مناطق واسعة من المتمردين، ويلجأ الحوثيون وقوات صالح للرد على خسائرهم المتواصلة بقصف مدفعي وصاروخي عنيف على الأحياء السكنية ومواقع الجيش الوطني والمقاومة.
جبهات تعز
تشتد المواجهات حاليا في الجبهات الشرقية والجنوبية والغربية لتعز ويحرص الحوثيون وصالح على البقاء فيها لما تمثله تعز من ثقل سياسي وعسكري وتعد شرارة الثورات ضد عدد من الأنظمة آخرها نظام صالح.
ولتعز التي تتوسط اليمن وتبعد (256 كم عن صنعاء) أهمية إستراتيجية تنبع من إشرافها في البحر الأحمر على ميناء المخاء ومضيق باب المندب، أحد أهم ممرات الملاحة الدولية، فضلا عن توسط المحافظة التي تبلغ مساحتها (10008 كم2) لشمال وجنوب اليمن، حيث تقع جنوب العاصمة السياسية صنعاء وشمال العاصمة المؤقتة عدن، ولهذا جعل مسلحو «الحوثي- صالح» من تعز مركزا ينطلقون منه إلى المحافظات القريبة وفي الآونة الأخيرة مالت الكفة بصورة متسارعة لمصلحة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وتعد تعز جبهة استنزاف واسعة للميليشيات ولآلياتها العسكرية، حيث خسرت العدد الأكبر من مسلحيها في هذه المحافظة.
وتمثل الجبهة الشرقية لتعز التي يحقق فيها الجيش الوطني منذ أيام انتصارات كبيرة تمثل أهمية كبيرة كونها باتجاه مدينة الحوبان معقل جماعة الحوثي وصالح الرئيسية ومعسكرات الحرس الجمهوري والمطار الجديد وعلى الخط الرئيسي الرابط بين تعز والعاصمة صنعاء وما بينها من محافظات.. كذلك خط تعز عدن الذي مازال بيد الميليشيات حتى حدود محافظة لحج الجنوبية. وتعد الحوبان شرق تعز مركزا لاستقبال المقاتلين والتعزيزات القادمة من العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى شمال اليمن، ومنها يتم التوزيع على بقية الجبهات.
وتعد الجبهة الغربية من أهم الجبهات كونها تسيطر على خط تعز الحديدة وميناء المخاء وباب المندب غرب اليمن والتي تعد خطوط إمداد أساسية وإستراتيجية للميليشيات وأحرزت قوات الجيش والمقاومة انتصارات كبيرة في هذه الجبهة وسيطرت على أهم المواقع الإستراتيجية وهي: جبل «هان» وسلسلة جبال الدفاع الجوي التي تطل على الجبهات الشمالية والغربية وتسيطر على خطوط إمداد عديدة، وكذلك مقر اللواء 35 مدرع وخط الضباب الاستراتيجي الذي يعد أحد الخطوط الرئيسية التي تربط تعز بالعاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية، وتمكن الجيش الوطني من السيطرة عليه، ويعد المتنفس الوحيد حاليا لمدينة تعز.
وتتمثل الجبهة الجنوبية لتعز بجبهات حيفان والصلو والتربة وعلى حدود تماس مع محافظة لحج جنوب اليمن التي يوجد فيها أهم قاعدة عسكرية في اليمن قاعدة العند الجوية الإستراتيجية واعتمدتها قوات التحالف العربي بعد تحريرها العام الماضي مقرا لها ولتدريب وتسليح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
جبهات الحدود وصعدة
تتمثل هذه الجبهات في الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، وجبهات ميدي وحرض الساحليتين واللتين تعدان من أهم الجبهات في الساحل الغربي لليمن وتحريرهما يعد بمنزلة سيطرة على الساحل الغربي ويمهد الطريق لمحاصرة وتحرير محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي الذي مازال تحت سيطرة الميليشيات التي تعتمد الميليشيات على مينائها كمصدر رئيسي للتهريب وتلقي السلاح والدعم من الخارج.
وفي جبهات الحدود تعتمد الميليشيات في حربها على الهجمات المباغتة وحقول الألغام وشبكاتها الواسعة وكتائب القناصين لإعاقة تقدم الجيش والمقاومة.
وفي جبهات الشريط الحدودي تكرس الميليشيات كل جهدها في محاولات التسلل وتحقيق أي نصر إعلامي لكسب ود ودعم أنصارها في الداخل، وتعتمد ميليشيات الحوثي وقوات صالح أساليب وطرقا متعددة للحفاظ على بقائها في هذه الجبهات من خلال الأنفاق الأرضية والمخازن السرية تحت الأرض والعربات المتحركة لمنصات إطلاق الصواريخ على المناطق السعودية لكنها تعد جبهات خاسرة للميليشيات، حيث كبدتها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وخسرت أغلب قياداتها الميدانية الكبيرة في تلك الجبهات التي تعد جبهات استنزاف للحوثيين وقوات صالح.
وفي محافظة صعدة، تشتعل المعارك في ثلاث جبهات هي: جبهة كتاف شرقا وجبهة البقع شمال شرق وجبهة علب مؤخرا شمالا، وتسعى قوات الجيش والمقاومة إلى تضييق الخناق على الحوثيين في معقلهم الرئيس بمحافظة صعدة تزامنا، وتعد جبهة صعدة من أهم الجبهات كونها معقل جماعة الحوثي الرئيسية وزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
جبهات نهم شرق صنعاء
تعد مديرية نهم البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء وتبلغ مساحة نهم 1841 كم2 وتطل سلاسلها الجبلية الشاهقة الارتفاع على العاصمة ويحد المديرية عدد من مديريات الحزام القلبي للعاصمة صنعاء، من الشمال مديرية أرحب، وبني الحارث، وهمدان، بينما تحدها من الغرب والجنوب مديريات بني حشيش وخولان وسنحان، وتكمن أهمية مديرية نهم الجغرافية والإستراتيجية في سلاسلها الجبلية الوعرة في تضاريسها، والتي يصعب الوصول إليها والسيطرة عليها إلا بشق الأنفس، حيث يصعب شق الطريق إليها، ولا يمكن الوصول إليها إلا مشيا على الأقدام، أو عبر وسائل المواصلات البدائية كالحمير وغيرها، والسيطرة عليها توفر قدرا كبيرا من السيطرة على محيطها القريب والمتوسط باتجاه عمق صنعاء، والسيطرة على الطرق التي تربط العاصمة ببعض المحافظات الشرقية والمدن الواقعة على حواف هذه الطرق، ومن أهم مواقعها جبال «الفرضة»، التي يقال إنها سميت بهذا الاسم لأن الذي يسيطر عليها يتمكن من فرض نفوذه وسيطرته على باقي مناطق المديرية، وهي عبارة عن سلسلة جبلية تمتد من مفرق الجوف، صعودا إلى منطقة مسورة التابعة لمديرية نهم، وهي جبال وعرة تم عبرها شق طريق اسفلتي يربط بين محافظات صنعاء ومأرب والجوف، وتمكنت قوات الجيش الوطني من الالتفاف والسيطرة عليها.
وتبعد جبال الفرضة عن نقيل بن غيلان الاستراتيجي الذي مازال تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح نحو 25 كليو مترا تقريبا، وتعد السيطرة عليه وقوع ثلاثة من أكبر معسكرات الحرس الجمهوري في أرحب «بيت دهرة، الفريجة، الصمع» تحت رحمة نيران قوات الجيش والمقاومة، وتحيط تلك المعسكرات بالعاصمة من الناحية الشرقية بنهم والشمالية بأرحب، وسقوطها يعني إطباق الحصار على العاصمة ومن ثم اقتحامها.
جبهات صرواح والجوف وشبوة والبيضاء والضالع
تعد جبهة صرواح غرب محافظة مأرب شمال شرق اليمن آخر مكان يتواجد فيه الحوثيون وقوات صالح في المحافظة، وتم مؤخرا تحرير أجزاء واسعة منها، وتمثل صرواح أهمية إستراتيجية كون السيطرة عليها بالكامل ستساعد في تطويق العاصمة صنعاء من الأطراف الجنوبية الشرقية وحصارها وإيقاف تحركات وإمدادات المتمردين.
وفي محافظة الجوف تشتعل المواجهات في مناطق «خب والشعف والمصلوب والمتون».
وفي محافظة شبوة جنوب شرق اليمن مازالت المواجهات تدور في مديرية عسيلان وبيحان على الحدود مع محافظة مأرب.
وتعد محافظة البيضاء من أكثر الجبهات المشتعلة بين المتمردين والمقاومة الشعبية وهناك جبهات أخرى لا تعتمد المعارك المباشرة وإنما أسلوب الهجمات واستهداف النقاط والتعزيزات والانسحاب وهي جبهة اب وسط اليمن.
وفي محافظة الضالع جنوب اليمن، مازالت المواجهات على اشدها في مديرية قعطبة وجبهات مريس والمناطق الحدودية مع محافظة اب التي يسيطر عليها المتمردون.