قال مصدر يمني ان الجيش صد محاولة هي الثانية للمتمردين الحوثيين للاستيلاء على القصر الجمهوري بمدينة صعدة في وقت مبكر امس تكبد خلالها المتمردون نحو 100 قتيل.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ليونايتد برس انترناشونال «إن المواجهات التي تعد الاعنف بين الجانبين وقعت عند تنفيذ المتمردين هجوما انتحاريا باعداد هائلة من المقاتلين في محاولة للاستيلاء على القصر الجمهوري قرب منطقة المقاش لتحقيق نصر معنوي تعوض خسائرهم على مدى الاسبوع الماضي».
وكان المتمردون الحوثيون قد نفذوا هجوما مماثلا يوم عيد الفطر الماضي أوقع عشرات القتلي في صفوف الجانبين ولم يتمكنوا من السيطرة على القصر الجمهوري والمقرات الامنية المحيطة به.
وأشار المصدر الى ان مدينة صعدة القديمة حيث يتحصن الكثير من المتمردين الحوثيين فيها شهدت مواجهات متقطعة بين الجيش والمتمردين خلفت 12 قتيلا من المتمردين فيما لم يعرف عدد الاصابات في صفوف الجيش.
يشار الى ان المواجهات بين الجيش والمتمردين الحوثيين التي تجددت في الحادي عشر من شهر أغسطس الماضي تعد الأعنف وخلفت مئات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين.
في غضون ذلك، وصل إلى صنعاء امس وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز في زيارة تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها المسؤولين اليمنيين لبحث أوضاع النازحين جراء المواجهات بمحافظتي صعدة وعمران في شمال اليمن.
وذكر مصدر بمكتب الأمم المتحدة بصنعاء في بيان صحافي ان مباحاثات هولمز مع المسؤولين اليمنيين «تستهدف تسليط الضوء ولفت أنظار المجتمع الدولي الى ما يعانيه النازحون جراء حرب صعدة» الذين يصل عددهم إلى نحو 150 ألف نازح في محافظتي صعدة وعمران.
وأشار الى ان هولمز وهو منسق المساعدات الطارئة في الأمم المتحدة سيؤكد على وجود اخطار على حياة المدنيين لعدم حصولهم على مساعدات غذائية ودوائية من اجل الاستمرار في الحياة.
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أمس الاول من ان النزاع «يعرض للخطر أكثر واكثر حياة المدنيين ويحرم عشرات آلاف السكان من مساعدة حيوية ويرغمهم على الفرار من مناطق النزاع».
وأضافت أن المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن لم تتمكن من الوصول الى النازحين في بعض مناطق محافظتي صعدة وعمران بسبب شدة المواجهات بين الجيش والمتمردين الحوثيين.
وطلبت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تدافع عن حقوق الانسان من هولمز التدخل لدى السلطات اليمنية من اجل السماح لوصول المنظمات غير الحكومية الى مناطق القتال.
هذا وتعتزم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ارسال مساعدات للمرة الأولى إلى شمال اليمن من المملكة العربية السعودية اليوم لمساعدة نحو ألفي شخص تقطعت بهم السبل قرب الحدود بعد أن فروا من القتال.
وكانت قافلة المساعدات التي تضم خياما وحشايا وأغطية ومواد أخرى قد تأجلت هذا الأسبوع في حين سعى مسؤولو المفوضية إلى الحصول على تأكيدات أمنية من كل الأطراف.
وقال أندري ماهيستش المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحافي «عمليتنا لتوصيل مساعدات عبر الحدود من السعودية إلى نازحين بالقرب من الحدود ستجري السبت (اليوم)».